محمود حمدون يكتب: لا شكر على واجب

الثلاثاء، 08 أغسطس 2017 10:00 م
محمود حمدون يكتب: لا شكر على واجب أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كعادتى كلّما عزمت على أمر، أختلى بنفسى فى مكان ناء حتى يكون الفكر صافيا والقرار منطقيا، فاخترت بقعة بعيدة تخفت فيها أقدام المارة، مرّت نسمة هواء شاردة فاحتفيت بها هربا من رطوبة الصيف الخانقة ليل نهار .
 
استويت فى جلستى ونظرت يمينا صدفة فإذا بحمار متوسط الحجم يقف بائسا ويائسا مربوط بحبل من رقبته فى شجيرة صغيرة بجوار سور كوبرى "باغوص". أشفقت عليه وبادلنى نظرة بنظرة وإن احترت فى تفسير نظرته ومراده من ورائها.
 
وفجأة ولا أدرى من أين ولا كيف، وكأننا على أعتاب غزوة حربية عظيمة فانفجر فى المكان صخب عظيم مصحوب بنفير سيارات من كل نوع، هبط فجأة عن رأسى فأفزعنى فتلفّت فى كل اتجاه بحثا عن مصدر الفزع، فإذا بعرس كبير ورتل على مدد البصر من السيارات التى تحمل أهل العروسين، توقفوا بجوارى وامعنوا فى صخبهم بصورة لا يطيقها عقل. 
 
 فتبخّر من ذهنى ما كنت أصبو إليه وقررت النهوض هربا، وفجأة علا نهيق جارى "الحمار" بصورة لم أعهدها فى بنى جنسه من الحمير، نهيقا علا وطغى على نفير سيارات الفرح وصخب العروسين وأهلهما، ففزعوا وتكدروا وسرت بينهم غمامة من القلق وخيّم على رؤوسهم هاجس من سوء طالع ففروا من المكان فرار الفريسة من الصياد، ولحظات حتى عمّ الهدوء المكان من جديد ونظرت للحمار نظرة امتنان فوجدته وقد أغمض عينيه وكأنما يقول لى: "لا شكر على واجب".









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة