بالصور.. رأس سدر قبلة المصطافين تجمع بين تاريخ الأديان وجمال الشواطئ

الجمعة، 18 أغسطس 2017 09:23 م

شاطئ رأس سدر

رأس سدر - محمد عوض

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إنها أكبر من مجرد مدينة صغيرة يسكنها بدو سيناء، أو مبان يراها المسافر إلى أشهر مدن مصر السياحية "شرم الشيخ"، "رأس سدر" هى مدينة دخل فيه الناس مفاوضات للسلام مع البرية منذ آلاف السنين، وإزدادت المفاوضات إلحاحا مع التطور الذى تشهده جارتها شرم الشيخ، وأصبحت فيه المدينة ليست مجرد مصيف صغير.

تمتد شواطئ " رأس سدر"، بطول 95 كم على خليج السويس، وكانت تعتبر أفضل مقاصد السياحة لمصطافى الطبقة المتوسطة من القاهرة والإسماعيلية والسويس ومحافظات وسط الدلتا، حيث تبعد 200 كيلو متر من العاصمة، عبورا بنفق الشهيد أحمد حمدى أسفل قناة السويس.

راس سدر، أقرب إلى منتجع يجذب هواة مراقبة الطيور، وخاصة طيور السمان، والماعز الجبلية المنتشرة فى المنطقة، أيضا هواة صيد الأسماك، حيث تعتبر منطقة الشعب المرجانية برأس مطامر أحد أغنى مناطق الصيد للهواة.

يقول محمد صلاح، وهو مدير مسئول بفندق صغير برأس سدر، "يستطيع الزائر للمدينة الإنسجام مع المكان بسهولة، لأن الشاطئ به أكثر من مائة قرية سياحية تخدم طبقات مختلفة من المصطافين ويستطيع من يريد قضاء يوما واحدا الأستمتاع بالشاطئ، مثل رواد أكبر الفنادق التى تماثل أكبر فنادق العين السخنة والساحل الشمالى تماما".

يضيف صلاح، "المدينة تحتاج إلى إهتمام أكبر فى متابعات النظافة وخدمات الطريق، لأنها تقع بوسط الطريق إلى شرم الشيخ برغم من أنها مصيف أيضا، ولكن واجهة الطريق تحتاج إلى لمسات إضافية للتجميل.

يبتسم صلاح ويقول، معظم مدن جنوب سيناء تجمع أكثر من سبب للسياحة، وكذلك رأس سدر، برغم من أنها معروفة بمياه الشواطئ البيضاء الصافية، إلا أن المزارات الدينية والعلاجية لها نصيب من السياحة .

وصل إلي مدينة رأس سدر منذ زمن بعيد أسلاف قبائل "البداوة والتياهة" التى مازالت تربط تقاليدها التعامل بالمنطقة، وشارك أجدادهم بالمجهود الحربى فى فترة الحروب ما بين عامى 67 و73، خاصة مع قرب موقع عسكرى إسرائيلى بعيون موسى.

يعمل معظم أفراد العائلات البدوية، فى مساعدة أعمال السياحة، والحفاظ على المواقع الآثرية، وخاصة منطقة عيون موسى، وإرشاد السائحين إلى موقع العيون الكبريتية وسط الصحراء.

حول موقع مياه "عيون موسى"، يتجمع أفراد أسر بسيطة من البدو، يبيعون للزائرين منتجات بدوية بسيطة، ومنهم من يدعو إلى تناول كوبا من الشاى الساخن المعد على نار الحطب.

واحة عيون موسى، من المناطق المفضلة للزيارة فى الطريق إلى رأس سدر، فهى عيون مائية عذبة، يتبقى منها أربعة عيون من بين العيون الاثنتا عشرة التى فجرها النبى موسى بعصاه، وتضم 12 واحة صغيرة على بعد 35 كيلومتراً من مدينة السويس، و ‏165 ‏ كيلومتراً من القاهرة.

و يحكى اعرابى وقف يرشد فوج من زائرين ضمن رحلة لجمعية مسنين قادمة من مدينة القاهرة، إن هذه الآبار كلها كانت تنبع بالمياه، ولكن أربعة آبار فقط هى الموجودة حاليا فى موقع واحد وبقية الآبار لا يعلم موقعها .

ويقول الأعرابى، "بدأت وزارة الآثار فى تحديد اماكن الآبار، ووضع أسوار حولها، وتجديدها بطوب رملى وكتابة معلومات عنها، بئر واحد فقط هنا مازال به مياه صالحة للشرب إذا ما طُهِّرت".

عيون موسى هى منطقة سياحية بطابع مميز، ويزورها السائحون وهم في طريقهم إلى شرم الشيخ‏، لتمتعها باعتدال المناخ و المشهد البانورامى للنخيل المثمر حول الآبار، ويمكن بالصعود أعلى تلة صغيرة مشاهدة ساحل خليج السويس، والسفن المتجهة إلى قناة السويس .

بخلاف مياه عيون موسى العذبة، تعتبر عيون المياه الكبريتية مقصدا مهما لراغبى الشفاء من أمراض العظام، وتوجد بالمدينة "حمام فرعون" وبه عيون مياه كبريتية طبيعية، وهى عبارة عن 15 عيناً تتدفق منها المياه الساخنة من داخل مغارة بالجبل الموجود بالقرب من الشاطئ على هيئة بركة، تمتد هذه العيون على الشاطئ ملاصقة لمياه البحر.

ودرجة الحرارة المتدفقة من العين، تصل إلى 92 درجة مئوية، ما جعل ماؤها الأكثر سخونة بين العيون والينابيع والآبار الساخنة فى مصر.

فى رأس سدر منطقة عين كبريتية أخرى غير"حمام فرعون"، تقع داخل الصحراء بمسافة 9 كيلو متر، يعرفها سكان المدينة فقط وقليل من السائحين .

يقول حامد وهو شاب مرافق لمصطافين مصريين فى فندق صغير بالمدينة، هذه العين قديمة ولا نعرف توقيت اكتشافها، ولكن مياهها مفيدة للاستشفاء من أمراض العظام .

و على جانب بركة المياه الكبريتية، جلس محمود النوسانى، بعدما دهن ظهره وركبتيه بطين من قاع البركة ينتظر ليجف، بعدما نصحه معالج بدوى بالمدينة بالغطس فى البركة، بعدما شكي له من آلام روماتيزمية ترهق ركبتيه العجوزتين.