هناك الآن ذوبان "أمريكى - روسى" وسياسية عدم استخدام السياسة فى قضايا الشرق الأوسط محل الاهتمام المشترك، وفرض طريق يبقى الوضع على ما هو عليه، فلقد استنفذا الطرفان اللعب بأوراق الضغط والمراوغة فى الشد والجذب، وقد ملا الطرفان من عقد اللقاءات الثنائية التى جمعتهما لسنيين مضت دون جدوى سوى بتزمجر كل منهما بفكرة رأسه ومنهج حل القضايا وفقاً لمصلحته، وبالطبع المصلحتان متضادتان، فلروسيا رأى أقصى اليمين ولأمريكا رأى آخر أقصى اليسار، والمشكلة أن الحل الوسطى مرفوض، لأن كلاهما يرى أن الحل الوسطى هو بمثابة فوز وتحقيق مصلحة للطرف الآخر .
هذه الزمجرة جعلت كل منهما ينظر لخصمه وينتظر عدول مفاجئ غير متوقع من الخصم، مع عِلمهما المُسبق أن هذا العدول لن يتم، فمصالح شتى وشغل كبير ضخم قد يضيع هباء، فلا حل سوى بالتمسك بعدم الحل أو عدول الطرف الآخر الذى يعرف الطرفان أن هذا العدول ليس محل توقع .
المشكلة ليست فى العناد الأمريكى – الروسى، فهذا معروف عنهم فى أى نزاع، لكن لب المشكلة يكمن فى القضايا المُلتهبة التى تعصف بأرواح أناس كثر فى الشرق الأوسط، وسياسة اللا حل الناتجة عن سياسة اللا سياسة تؤدى إلى ظهور أطراف أخرى بمصالح أخرى تعرقل القضايا أكثر .
المشكلة الأخرى أن نظرية الاستحواذ لدى الطرفين تجعلهما على أهبة الاستعداد لمضايقة قضايا بعينها والمماطلة فى حلها خشية استحواذ الآخر على أرض أو توكيل لرأى عام عالمى أو دولى تجاه تحركه .
بالتأكيد من الصعب أن يعدل الطرفان عن سياستهما، ولكن هل فكرا فى حل بديل أو سياسية بديلة لسياسة اللا سياسة هذه، وممارسة سياسة جديدة تأتى بمصالح مشتركة للطرفين دون مصلحة طرف على حساب مصلحة الآخر، هذا هو السؤال الذى تصعب إجابته عملياً .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة