حال الوطن العربى الآن أحسن كثيراً من ثلاث سنوات مضت، صحيح أن الترشيد والقتل مستمران، وأن ما يسمى بالربيع العربى هو حقبة أتت خصيصاً لتشغل العرب بأنفسهم، وليبحث العرب عن الأمن بدلاً من البحث عن الرفاهية، أى البحث عن الأساسيات بدلاً من البحث عن الثانويات .
أولويات الربيع العربى هدفت فى المقام الأول إلى اشغال الدول العربية بالفوضى وعدم الاستقرار على كافة الأصعدة، وبالتالى فلن يكون هناك فرصة أمام العرب تجاه القضية الفلسطينية سوى الترك وغض الطرف، نظراً للنيران التى تنخر فى بلادهم، وبالتالى تكون قد ماتت القضية الفلسطينية عربياً .
الحقيقة الخطة كانت مُحكَمة، غير أن واضعها لم يتقن عمله، فهذه الخطة عطلت القضية الفلسطينية فى هذه الفترة فقط، وكلما اندثر الربيع هذا واندثرت الفوضى كلما كان ظهور نجم هذه القضية أوضح .
لا شك أن هذه القضية ستعود أقوى من ذى قبل، لأن العرب رأوا ما رآه الفلسطينيون من تشريد وقتل وتهجير، وبات العرب وهم قد استوعبوا الدرس، ولا خلاص سوى بنصرة قضيتهم .
كانوا يستهدفون قتل القضية الفلسطينية ولكن ما فعلوه لم يأت بما رغبوا وبما أرادوا، فمكرهم عطل القضية فقط، وكل يوم يمر باستقرار دولة عربية يُقربنا من ذروتها ويعيد فكرة حرية هذا الشعب المناضل الذى تحمل أكثر بكثير مما يتحمل العرب الآن فى نكباتهم.
القضية تبزغ من جديد، وزئبق وهجها يتمدد فى أرضها، فستعلو هذه القضية حتى تأتى بالنصر لا لفلسطين فقط وإنما لكل العرب، فنصر هذه القضية سيعود بالرخاء والخير على كل العرب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة