الدكتور مجدى بدران يكتب: إدمان السكر وباء العصر

الأحد، 18 يونيو 2017 06:30 م
الدكتور مجدى بدران يكتب: إدمان السكر وباء العصر الدكتور مجدى بدران

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

المصريون مولعون بالسكر ويزداد استهلاكنا للسكر فى رمضان والمناسبات الدينية والاجتماعية، يبلغ متوسط استهلاك الفرد السنوى للسكر فى مصر حوالى ثلاثة وثلاثين كجم بينما  المعدل العالمى  خمسة وعشرين  كجم.

زاد استهلاك السكر بسبب غياب ثقافة التغذية و تغير النمط الغذائى للمصريين والدعاية المكثفة لمنتجات السكر وتضاعف استهلاك السكر العالمى ثلاث مرات فى الخمسين سنة الماضية متفوقا على الملح والبهارات وأصاب مرض السكر 17%  من المصريين السكر موجود فى كل مكان فى المشروبات المحلاة والعديد من المقبلات والكاتشاب وحبوب الإفطار وبعض الصلصات والمعجنات والوجبات السريعة بها سكر سواء بصورة مباشرة أو خفية.

ساهم انتشار النمط الغربى للغذاء واستحداث إضافة السكر للوجبات الغذائية فى تعويد الجماهير على إدمان السكر، أصبحت المياه الغازية والمشروبات الصناعية المحلاة قاسما مشتركا فى أغلب الوجبات المنزلية والسريعة.

الدعاية التليفزيونية كان لها تأثيرها القوى على الجماهير خاصة الأطفال والمراهقين وعدد مرات مشاهدة الإعلان ومدة عرض الإعلان كان لها أثر واضح فى غرس التقبل والتعلق بالمنتج السكرى، يتعرض الأطفال إلى كم كبير من الإعلانات عن الأطعمة غير الصحية والمشروبات، تستخدم هذه الإعلانات بشكل مكثف تقنيات مبهرة  تؤثر على الأطفال و تجعلهم يدمنونها وبالتالى يتحول الأطفال إلى زبائن مستهلكين دائمين طيلة حياتهم.

زاد عدد من يعانون من زيادة الوزن في الدول النامية ليصل إلى مليار شخص , و هناك ثلاثة و أربعين  مليون طفل فى العالم يعانون من السمنة واحتمالات السمنة فى المراهقين الآن ثلاثة أضعاف الوضع من عشرين  سنة .

شرب المياه  الغازية خلال الحمل يزيد من إحتمالات نشأة أجيال جديدة مصابة بحساسية الصدر و حساسية الأنف . هناك أسباب متعددة لزيادة معدلات الحساسية فى القرن العشرين والواحد والعشرين ! و نسب الإصابه بالحساسيه فى إزدياد و تضاعفت  ثلاث مرات فى القرن العشرين .

تزيد المياه  الغازية خلال الحمل من إحتمالات نشأة أجيال جديدة تصاب بحساسية الصدر وحساسية الأنف فى مراحل الطفولة , و تقلل المياه الغازية من فرص إستيطان وتكاثر البكتيريا النافعة التى يتناسب وجودها عكسيا مع الحساسيات و طرديا مع المناعة .

كما وجد أن شرب الحوامل لكميات كبيرة ( لتر أو أكثر ) من المياه الغازية يزيد من إحتمالات الولادة المبكرة و تسمم الحمل ! و الإقلال من مستوى فيتامين د فى الجسم . يزيد شرب المياه الغازية من معدلات تسوس الأسنان و تشجيع الطلبة على شرب المياه يقلل من شرب المياه  الغازية . 

تناول المراهقين أكثر من  نصف لتر من المياه الغازية يوميا يزيد إحتمالات إصابتهم بمتلازمة إضطراب التمثيل الغذائي عشرة أضعاف ! و هي مزيج من الاضطرابات الصحية  تنتج بصفة رئيسية عن زيادة الوزن والسمنة و تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين و مرض السكر . 

السكر الزائد ينقص المناعة  و ينعش الميكروبات , و  يضر القلب  , و يسبب السمنة , و مقاومة الإنسولين  وهى المشكلة الأساسية في السمنة، ومن الأليات  الكامنة في حدوث  أمراض القلب والسكر النوع الثانى .

و المفاجأة أن إدمان السكر وباء حقيقى , فالسكر  مادة تستوفى معاييرالإدمان حيث  يحفز إطلاق ناقلات عصبية في المخ بطريقة مشابهة للكحول والكوكايين و بعض الأدوية المخدرة  , و البعض يضطر لتناوله بصورة قهرية بالرغم من معرفة الأضرار و توفر النية فى عدم تناوله, و بعض المستهلكين للسكر لايستطيعون العمل بدونه , كما  يسبب غياب السكر أو صعوبة الحصول عليه أعراضا إنسحابية مثل الصداع و  القلق , و مع زيادة تناوله يتعود المخ عليه فيضطر المرء لتناول جرعات أعلى من السكر .

لمقاومة إدمان السكر لجأت بعض الدول لتقنين تجارة المنتجات السكرية  بزيادة الضرائب على السكر والمشروبات المحلاة والمياه الغازية ,  و بقصر بيع المنتجات السكرية على منافذ خاصة , و منع بيع المنتجات السكرية إلا بعد الحصول على ترخيص خاص , مع وضع تحذير واضح على المشروبات السكرية بأنها تسبب السمنة وتوابعها . لصحة أفضل ولوطن مزدهر لا تسرف فى تناول السكر . 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة