الدكتور مجدى بدران يكتب: الصيام و"الشيشة الرمضانية"

الأربعاء، 31 مايو 2017 01:00 م
الدكتور مجدى بدران يكتب: الصيام و"الشيشة الرمضانية" الدكتور مجدى بدران

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يحتفل العالم باليوم العالمى لمكافحة تدخين التبغ يوم 31 مايو، يقتل التبغ أكثر من 7 ملايين شخص كل عام، وما أحوجنا فى شهر رمضان الكريم لتعزيز الجهود لمكافحة التدخين، وللأسف أصبحت الشيشة من سمات الخيم الرمضانية ويشهد شهر رمضان إقامة العديد من الخيام للترفيه أو للندوات الثقافية أو السهرات الفنية فى النوادى والفنادق إضافة للمقاهى كأحد مظاهر الاحتفالات الشعبية بليالى رمضان.

ترتفع نسب التدخين السلبى فى الأماكن المغلقة والخيم الرمضانية أيضا، تساهم الأعمال السينمائية والتليفزيونية فى نشر الشيشة بين الشباب والمراهقين والنساء والفتيات، تستغرق جلسة الشيشة من 15 إلى 90 دقيقة، ومتوسط عدد جلسات الشيشة مرتين إلى ثلاث مرات يوميا، تستهلك جلسة الشيشة حجرين من أحجار التبغ لدى ثلث المدخنين، والشيشة لا تقل ضرراً عن السجائر  وليست أضعف منها فى إحداث الإدمان، الآثار المترتبة على مرور أدخنة الشيشة على الفم والجهاز التنفسى  تجعل الشيشة أخطر بكثير من السيجارة وجلسة الشيشة تساوى من مائة إلى مائتى سيجارة ، 20% من مستخدمى الشيشة يتبادلونها مع شخص آخر.

هناك ارتباط واضح بين تدخين والشيشة والبدانة وخاصة فى منطقة البطن بالمقارنة مع غير المدخنين، الشيشة تسبب تآكل عظام الفكين وتزيد المواد المستخدمة لإشعال التبغ، مثل الخشب السريع الاحتـراق أو الفحم، من المخاطر الصحية، لما ينبعث منها عند اشتعالها من مواد سامة خاصة المستويات العالية من أول  أُكسيد الكربون والغازات والمواد الكيميائية المسبِّبة للسرطان، كمية الأبخرة المتصاعدة من تدخين الشيشة تفوق تدخين السجائر، القوة اللازمة لسحب الهواء من الشيشة تجعل الهواء يندفع بعمق للرئتين ,  و ذلك يقلل من كفاءتهما . من الممكن أن تنقل الشيشة ميكروبات السل  و فيروسات البرد و الإنفلونزا.

 لا صحة تماما بأن ماء الشيشة يقلل من الأخطار، فالدخان الناتج عن الشيشة، برغم مروره من خلال الماء، يحتوي على مستويات عالية من المركبات السامة، مثل أول أُكسيد الكربون، والغازات الثقيلة، والمواد الكيميائية المسبِّبة للسرطان. جلسة تدخين الشيشة تنتج غاز أول أكسيد الكربون خمسة أضعاف السيجارة، و يطلق على غاز أول أكسيد الكربون "القاتل الصامت"، لأن الكميات الكبيره منه تقتل بلا إنذار.

أول أكسيد الكربون له شراهه للهيموجلوبين , و هى المادة التى تحمل الأكسجين من الرئه الى الأنسجه وحمل ثانى أوكسيد الكربون من الأنسجه الى الرئه, و يتصارع أول أكسيد الكربون مع الأكسيجين على الهيموجلوبين فى معركه غير متكافئه لأن شراهه الهيموجلوبين لأول أوكسيد الكربون 200 ضعف الأكسيجين,  لذا تقل نسبه الأكسيجين فى الدم ويتحول الهيموجلوبين الى هيموجلوبين غير وظيفى خامل بعض الشيئ , و يعانى الإنسان  من انخفاض الأداء بشكل عام  .

يسبب أول أكسيد الكربون العديد من أمراض القلب, إذ يقلل من وصول الأكسيجين الى عضله القلب , ويسبب زياد لزوجه الصفائح الدمويه فتزداد القابليه لتكوين الجلطات , و يمهد الطريق لتصلب الشرايين. يشل  أول أكسيد الكربون المصاعد الهدبيه المخاطيه للجهاز التننفسى وبالتالى يمهد الطريق لاستيطان الميكروبات التى لاتجد من يردعها, و احتجاز المواد الغريبه داخل الرئه خاصه مسببات الحساسيات , مع إستبقاء سموم التدخين الأخرى داخل الرئه مما يؤدى الى التهابات الجهاز التنفسى و انخفاض وضائف الرئه .

لأول أكسيد الكربون تأثيرات عكسيه أيضا قصيره الأمد  على الرؤيه . التدخين السلبى يسبب السرطان , و الموت الفجائى فى الأطفال ,و يخفض من مضادات الأكسده فى الدم مما يزيد من الدهون الضاره ويخفض من الدهون المفيده   , و يؤثر على الأوعيه الدمويه فور التعرض لأبخره التدخين . بعد  خمس دقائق من التعرض لأبخره التدخين تقل قدره الأورطى أكبر شريان فى الجسم  على التمدد , وبالتالى تقل كميه الدم التى تصل للأنسجه  , و بعد 30 دقيقه  تفقد الشرايين التاجيه ( التى تغذى القلب نفسه) الاحتياطى السريع  الذى يمد القلب بالدم وقت الخطر وعند زياده المجهود .

التدخين يضر الخلايا الطلائية للشعب الهوائية الهامة جدا للوقاية و التعافى من الإلتهابات الرئوية ! يتسبب التدخين السلبى فى شلل الطبقه الطلائيه للاوعيه تماماً , و التهابات الأذن الوسطى  , و إلتهابات الجهاز التنفسى . تتضاعف معدلات الربو فى أبناء المدخنين  لتصل إلى 20% بدلاً من 10% , و  تتضاعف إلتهابات الجهاز التنفسى عند أبناء المدخنين , و معدلات السرطانات أعلى عند أبناء المدخنين . الشيشة تضر الجنين , و الرحم البيئة الآمنة  يتحول مع إستنشاق الأم الحامل أبخرة الشيشة إلى مقهى مغلق يعج بمخلفات التبغ , مما يقلل من نمو أعضاء الجنين الجسم  فينخفض وزن المولود, و يتأخر النمو و  تطور المخ . رمضان مدرسة لتعديل السلوك للأفضل , و فرصة للإقلاع عن التدخين. دعونا نتمتع بالأمان من التدخين السلبى فى ليل رمضان وما بعده , مثل ما نراه فى نهار رمضان .










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة