أحمد إبراهيم الشريف

شهد الكلام.. رابعة العدوية.. رضيت بما شئت لى فى هداكا

الأربعاء، 31 مايو 2017 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أحبك حبين، حب الهوى/ وحباً لأنك أهل لذاكا

فى القرن الثانى الهجرى بدأ التصوف يأخذ مساحة كبيرة فى الثقافة الإسلامية بشكل لم يكن معروفا من قبل، وصار له رجاله مثل إبراهيم بن أدهم ومالك بن دينار وبشر الحافى، وله نساؤه مثل رابعة العدوية شهيدة العشق الإلهى.
فأما الذى هو حب الهوى/ فشغلى بذكرك عمن سواكا
ولدت رابعة بنت إسماعيل العدوية، والملقبة بأم الخير، مولاة آل عتيك، فى مدينة البصرة، فى سنة 100 هجرية على وجه التقريب، ولا يعرف عن حياتها الأولى إلا أنها نشأت يتيمة بعد موت أبيها الفقير وكانت البصرة تعانى من الجوع وانتشار الأمراض، وكانت لها شقيقات تفرقت بهن السبل بعد ذلك فصارت وحيدة، ويقول البعض إن أحد اللصوص خطفها وباعها بستة دراهم.

وأما الذى أنت أهل له/ فكشفك للحجب حتى أراكا

لم تترك رابعة العدوية كتبا أو رسائل لنعرف قصتها كاملة، لكن ذكرها البعض فى كتبهم ومنهم الجاحظ فى كتابيه «البيان والتبيين، والبخلاء»، كما ذكرها فريد الدين العطار فى «تذكرة الأولياء»، وهى معروفة بكونها أدخلت فى التصوف ما يسمى بمذهب الحب الإلهى.

 

فلا الحمد فى ذا ولا ذاك لى/ ولكن لك الحمد فى ذا وذاكا

والحكايات التى أحاطت برابعة العدوية كثيرة جدا، منها أن أمير البصرة محمد بن سليمان الهاشمى عرض عليها الزواج، لكنها كتبت إليه تقول «الزهد فى الدنيا راحة البدن، والرغبة فيها تورث الهم والحزن، فهيئ زادك، وقدّم لمعادك، وكن وصى نفسك، ولا تجعل الرجال أوصياءك، فيقتسموا تركتك وصم الدهر، واجعل فطرك الموت، وأما أنا فلو خولنى الله أمثالك وحزت ما أضعافه فلم يسرنى أن أشتغل عن الله طرفة عين».

وأشتـاق شوقين.. شوق النوى وشـوق لقرب الخطى من حماك

كما يقول البعض بأنها تجادلت ذات مرة مع الحسن البصرى فقالت له «يا حسن أنت تعرفه بدليل، ونحن نعرفه بلا دليل».

 

وأما اشتياق لقرب الحمى/ فنار حياة خبت فى ضياك

اشتهرت رابعة بكلماتها التى تدل على الزهد والحب لله سبحانه وتعالى والاكتفاء به عن العالمين فكانت تقول: «أحبوا من أحبكم أولا» وتقصد الله، كما أنها كانت لا تهتم بما يشغل الناس فى الدنيا، حتى أنها سئلت أتحبين الله تعالى؟ قالت «نعم أحبه حقا»، وهل تكرهين الشيطان؟ فقالت: «إن حبى لله قد منعنى من الاشتغال بكراهية الشيطان».

 

ولست على الشجو أشكو الهوى/رضيت بما شئت لى فى هداكا

وتظل رابعة كلامها شهدا فى محبة الله، فقد نذرت نفسها وكلامها لمن أحبت، لذا بقيت بأثرها العابر للتاريخ والكتب والشعر.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة