عودة الشعر.. الشعراء ينتفضون من أجل القصيدة ويؤكدون: ديوان العرب لن ينقرض.. جمال القصاص: الفنون كلها متصلة.. وعبد الرحمن مقلد: القصيدة مزدهرة.. وعادل سلامة: لا أهتم إلا بالكتابة المصرية

الجمعة، 19 مايو 2017 09:54 م
عودة الشعر.. الشعراء ينتفضون من أجل القصيدة ويؤكدون: ديوان العرب لن ينقرض.. جمال القصاص: الفنون كلها متصلة.. وعبد الرحمن مقلد: القصيدة مزدهرة.. وعادل سلامة: لا أهتم إلا بالكتابة المصرية
كتب أحمد إبراهيم الشريف - محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لعل الكثيرين من المهتمين بالكتابة والثقافة قد لاحظوا، مؤخرا، أن عدد الدواوين الصادرة فى عامى 2016 و2017 والأعمال الجيدة منها فى ارتفاع، وهذا ربما يكون نوعا ما ردا على مقولة "زمن الرواية" لذا طرحنا على عدد من الشعراء سؤال: هل ترى أن شعراء العربية لا يزالون يدافعون عن الشعر ويعتبرونه ديوان العرب وأنه قادر على منافسة السرد؟!.

 

الشاعر جمال القصاص
الشاعر جمال القصاص

 

من جانبه اعتبر الشاعر جمال القصاص مقولة "زمن الرواية" مقولة مغرضة، مشيرا إلى أنه لو كان هناك نصوص روائية جيدة فإنها متصلة بروح الشعر، خاصة أن الفنون كلها متصلة ببعضها، والنصوص الأدبية "ملتقصة" ببعضها، الرواية متصلة بالمسرح، والمسرح متصل بالشعر، والأخير متصل بالفنون التشكيلية، موضحا أن كل كاتب أو فنان يختار اللون الأقرب له من تلك الفنون.

 

وأضاف "القصاص" أن السنوات الماضية خاصة السنتين الماضيتين شهدتا العديد من الأعمال الشعرية المهمة، والتى ربما قد تمثل نقلة هائلة فى الحركة الشعرية فى مصر والعالم العربى أيضا، وهى دليل على وجود شعراء جيدين وأعمال شعرية ودواوين قادرة على الحفاظ على الشعر العربى.

 

وأوضح صاحب ديوان "خصام الوردة"، أن كثرة الاهتمام بنوع معين من النصوص الأدبية أو الفنون لا يعنى تراجع للفنون الأخرى أو تفوقه عليها، خاصة أن ذلك مرتبط بثقافة المجتمع واهتماماته الفكرية.

 

عبد الرحمن مقلد
عبد الرحمن مقلد

 

أما الشاعر عبد الرحمن مقلد، فأكد أنه قال فى حوار سابق "إننا نعيش فى زمن شعرى عربى بامتياز، نحن أمام طوفان شعرى لا يستطيع أن يستوعبه أحد، طوفان شعرى عارم ومتنوع ومختلف وطليعى ومعبر عن المآسى والزمن الذى نعيشه، طالع مثلا الكتابة الشبابية فى سوريا والعراق لتعرف أن الشعر هو ديوان العرب، ديوان المأساة والموت والمقتلة التى نعيشها"، وهو ما أصر عليه بكل قوة الآن أيضا فى اننا نعيش فى زمن ملائم للقصيدة الى جوانب الفنون الأخرى، دون إقصاء.

 

وأضاف  صاحب ديوان "مساكين يعملون فى البحر" يبدو أن الأعوام التى سبقت، وروج البعض خلالها لمقولات مثل "موت الشعر" و"عصر الرواية" و"اختفاء القصيدة العربية" ساهمت فى خلق اشتياق جماهيرى كبير وعودة للتلهف للشعر الحقيقى، بدأ يٌلاحظ هذا فى الفترة الأخيرة بشكل كبير، فإذا نظرنا إلى كم المقولات أو النصوص أو التدوينات أو المنشورات التى تروج عبر مواقع التواصل الاجتماعى، سنصل إلى أن الشعر يأتى فى المقدمة.

 

وأضاف "مقلد" بالطبع علينا أن نتأكد من أن الشعر يملك ميزات إضافية استفاد منها مع رواج "الديجتال"، بينها امتلاكه قدرة "التناقل السريع" لأن وحدته هى القصيدة أو المقطع تصلح للنشر مكتوبة ومسموعة وكصورة، وهى مهما طالت أصغر وأسهل من تناقل النصوص السردية كما أنها الأسرع فى الحفظ والإدراك والقراءة والتفاعل والتعبير عن الأوضاع، مثلا تأتى مقولات أو مقاطع لأمل دنقل فى مقدمة الشعارات التى تداولها الناس فى الثورة وعلى هواتفهم وعلى صفحاتهم، ومنها: "لا تحلموا بعالم سعيد فخلف كل قيصر يموت قيصر جديد" و"المجد للشيطان معبود الرياح.. من قال لا فى وجه من قالوا نعم" و"لا تصالح"، وكما نرى هذه المقولات تعبر بشكل متجدد عن الأوضاع السياسية والمأسوية التى يحياها المواطن العربى، وكذلك الأبنودى ومحمود درويش ورياض صالح الحسين والماغوط وفؤاد حداد وقائمة لا تنتهى.

 

وتابع عبد الرحمن مقلد، فى الفترة الأخيرة حققت أيضا نصوصٌ شعريةٌ ودواوين لشعراء معاصرين، قراءات كثيفة ومتابعات كبيرة، وخلقت حالة رائعة، وعبرت عن آلام هذا المجتمع بصدق وجلُّوا كوامنه وتماسوا مع عواصفه وعمقه، وهو ما استحقوا عليه المتابعة والثناء، أذكر هنا شعراء بينهم محمود قرنى وعزمى عبد الوهاب وعماد أبو صالح وأشرف يوسف ومدحت منير وإيهاب البشبيشى ومحمد رياض ومحمد القلينى، وشبابا آخرين، صنعوا حالات فريدة وقدموا إبداعًا مهمًا عميقا وذا قدرة قرائية عالية.

 

وأضاف "مقلد" أما عن تجربتى الشخصية، فقد لاقى ديوانى "مساكين يعملون فى البحر" احتفاءً كبيرا من القراء، وقاربت طبعته الأولى 2000 نسخة على النفاد فى أشهر قليلة منذ طرحه فى نهاية 2016، وهو ما أعتبره ردًا على قل من يقول إن زمن الشعر انتهى، وبالتأكيد الشعرية العربية لم تنضب فى يوم من الأيام، وعلى عكس ما يروجون، يبدو المشهد الشعرى فى مصر دائما ثريًا، وهو الآن بالخصوص ثريًا ثراءً لافتًا ومتنوعًا بحيث تتجاوز كل الأشكال الكتابية، سواء المدونة باللغة العربية القياسية او المدونة بالعامية المصرية، سواء قصيدة التفعيلة أو النثر أو حتى النص العامودى، فى الآخر يبدو أن النصوص الجيدة وغير النخبوية الضيقة هى التى بقيت.

أشرف البولاقى
أشرف البولاقى

 

وقال الشاعر أشرف البولاقى، إنه لا يمتلك يقينا حول قدرة الشعر على العودة، لكنه عاد وأكد بامتلاكه طموحا وأملا فى ذلك، وهو طموح وأمل لا يقللان من قيمة السرد، ولا يصدران حتى من منافسة بينهما بقدر ما يصدران من إيمان معرفى وثقافى بقدرة الشعر والسرد معا على إعادة الاعتبار للقيمة الفنية والجمالية للحياة نفسها، على حد وصفه.

 

وأضاف "البولاقى" أن العامين الأخيرين شهدا تطورا ملحوظا فى صعود الشعر وعودته للمشهد مرة أخرى، ليس فى مصر فقط بل فى العالم العربى كله من خلال أصوات شعرية جادة وجديدة، على حد تعبيره.

 

وتابع صاحب ديوان "جسدى وأشياء تقلقنى كثيراً" "أنه يطمع ويطمح أكثر فى تقدير التجارب الشعرية الجديدة وتسليط الضوء عليها بشرط واحد فقط، البعد عن المجاملات والقضاء على الشللية، والقضاء بشدة على المحاولات الإقصائية لبعض الأشكال الشعرية على حساب الأخرى والإيمان أن الشعرية غير مرتبطة بشكل تقليدى أو تفعيلى أو نثري، ليظل الشعر هو السعر فقط على حد ذكره.

عادل سلامة
عادل سلامة

 

أما الشاعر عادل سلامة، الذى سيصدر له قريبا "ديوان الدلع والوجع" وذلك بعد فترة ليست قصيرة، حيث صدر له ديوان "كليك شمال" سنة 2008 وأكد أنه غير مهتم بالسياقات الكبرى عن "صراع الرواية والشعر" وأنه "عاد بالشعر لأنه شاعر ولو روائى كان عاد للكتابة برواية"، أضاف "المفروض أن كل كاتب يكتب نفسه سواء وافق ذلك متطلبات السوق الحالى أو لم يوافق".

 

وعن كون "الشعر ديوان العرب" أضاف "سلامة"  "عن نفسى غير مهتم بالمرة بالإبداع العربى فى المطلق، أنا مهتم بالإبداع المصرى، والكتابة باللغة المصرية، والشعر المصرى الذى أعتبره ليس  مجرد لهجة".










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة