قصيدة "من سيرة البطل الشعبى" لـ الشاعر ممدوح التائب

السبت، 13 مايو 2017 10:00 م
قصيدة "من سيرة البطل الشعبى" لـ الشاعر ممدوح التائب الشاعر ممدوح التايب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ننشر قصيدة "من سيرة البطل الشعبى" لـ الشاعر ممدوح التايب.

لنفرض، مثلاً، أن الليل

سقط سهواً من جيب الحارس

انكسر مصباحه فى مشاجرة

حول من يصطحب راقصة الملهى

تلك التى قبل أعوام .. مات أبوها بالرعاف

فلم تجد ــــــ حينئذ ـــــــ بين من يختصمون الآن على خصرها

وخلع قميصها الشفاف،

من يخلع لها معطفه فى البرد القارص.

لنقل ، على سبيل العبث الدرامى

أن البطل الذى مات على حصانه

وهو يهرب من الموت فى الشوارع

والقطارات والبانسيونات الوضيعة

لم يأخذ بثأر الأب والأخْ

فلم ينل من الموت انحناءة الفارس...

فتاة الصالون الحريمى كانت غجرية

منحته جسداً من الفاكهة والعسل

أكل منها خمس سنوات فاطمئن

حتى ارتمى على الأرضِ بثلاث طلقات

وعدوه يتأبطها إلى الفراشِ .. لنفس الفخْ.

لنقل ، مثل ما يقول الناس عادة فى الوجع

نحن أحزان تمشى على الأرض

ووجوهنا تعرق مساحيقها عنا..

أخرج للشارع بعد حيرة طويلة وجدال مستدير

من الذى سيدفعنى من على الحافة هذه المرة ؟

من الذى سيدس السم لى فى الغيمة ؟

من الذى سيتسلل للفراش بعدما أمنت له

وتركت له الزرع فأهمله

ووصفت له

كيف أننا أهل الحقول الخضراء..

 البيضاء ..

الطازجة

نموت فقط حين تغلبنا العتمة ...

وفى اللحظة التى استفقت على الفحيح بوجهى

كان شاهراً مطواته ، لم يعطنى الوقت لأندهش

لم يعطنى الوقت كى أستجير.

لنقل ، ونحن نعد على الأصابع الدامية

كم تبقى وتنتهى فترة العقوبة

أننا رجالٌ نعرف مواطن الشموس

وبلاد الأنس النابت كاليقطين عند الشط

لما وقفنا فرحين بالنجاة من الغاز المسيل

للدموع .. من انحناء الرؤوس

نحن أبناء جرحنا المطموس

بكل الأفيشات والنكات السيئة .

ولاؤنا للقيظ لو تحسسنا مخملية الشتاء

وصوتنا للعدل بعيداً عن المرأة المعصوبة العينين

وميزانها يميل لمن يثقل الكفة بالتبرعات الخيرية

بالرصاص .. بخطابات الوطنية النيئة.

لنقل أن الحزن ينضج بالتجربة

وما نكأ القلب يقوى الصبر والبصيرة

حاولت أن أرتب الوقت كما أرتب الطعنات

ولا أبالى للفراغ يحوم حولى ولا أهشه

طعنة العام الأول كانت مفاجئة

طعنة العام الثانى كانت بلا صدى

طعنة العام الثالث كانت طرية

وكان القلب أقسى من السكين

غيلةً ، وجدرانه هشة.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة