محمود حمدون يكتب: رحلة دون عودة

الخميس، 27 أبريل 2017 10:00 ص
محمود حمدون يكتب: رحلة دون عودة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

سمعت بالأمس طرقا خفيفا على الباب، كان الوقت متأخرا يتجاوز منتصف الليل بقليل .

فتحت الباب قلقا، فوجدت عجوزا، حيّانى بأدب واعتذر عن تطفله فى وقت كهذا .

سألته من يكون وماذا وراءه؟

دون أن يرفع عينيه من الأرض، قال: إن أبيك يقرؤك السلام ويسأل عن سبب هجرانك له؟

تذكرت أبى فخجلت من نفسى كثيرا وقلت: لعله يلتمس عذرا فمشاغل الحياة فوق ما يستطيع البشر الآن، ثم استرسلت فى الحديث فترة عمّا أفعل فى دنياى حتى تذكرت أن أبى مات منذ عشرات السنين، ولا أذكر عنه سوى رحلة ذهابه الأخيرة لبلدته البعيدة بالصعيد، رحلة دون عودة، طيف من ذكرى باهتة فكيف بمن مات أن يبعث مرسالا ليذكّرنى بالهجران والجفوة؟.

 

أفقت عن شرودى على مواء قطة صغيرة خائفة ترتجف من البرد، ولم أجد العجوز.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة