محمد صبرى درويش يكتب: تكاليف اللجوء

الأحد، 26 فبراير 2017 10:00 ص
محمد صبرى درويش يكتب: تكاليف اللجوء لاجئون

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
القلب يتألم من حالنا نحن العرب، وما آلت إليه ظروف المنطقة من تشريد وتهجير بفعل إرهاب غاشم تم تمويله بضراوة، إضراراً لقيم الإنسانية ونسفاً لمعانى الأمن والطمأنينة.
 
كنتيجة طبيعية لأى منطقة تؤج بالصراع، يظهر فوراً ما يسمى بالنزوح أو اللجوء، وربما الأمر هيناً عند البعض، غير أن قاموسى يستنكر فكرة اللجوء، فالقتال على أرضى لمواجهة المعتدى ودحره لهو الأسمى والأعز من لجوء ومُخيمات ودول تُغلق الحدود، وأخرى تطرد وأخرى تسعى لتغيير فكر وثقافة اللاجئ لما يتماشى مع عاداتها .
 
على أى حال طبيعة البشر تختلف، فهناك من يترك أرضه للإرهاب ويذهب بعيداً مُعتقداً أن الرغد سيكون فى حياة أخرى جديدة فى دول بها مستوى معيشة مرتفع، ويتفاجأ أن هذه الدول إما أن تُغلق فى وجه الحدود أو تُطوق سياجاً تُسميه مُخيماً حتى تفرز الأشخاص المؤهلين للإنتاج والذين يمتازون بالعلم والكفاءة للدخول إلى مجتمعهم والباقى يبقى فى المخيمات إلى أن تُحل قضية دولته ثم يعود إليها.
 
من ناحية أخرى تنقسم الدول التى آوى لها اللاجئون إلى قسمين: قسم يتجه إلى الإنفاق على اللاجئين لسد احتياجاتهم الأساسية من مأكل ومشرب ودواء، والقسم الثانى يُهرول إلى طلب المساعدات من المجتمع الدولى والقوى الكبرى لمساعدة اللاجئين فى سد احتياجاتهم الأساسية .
 
هذا ما يسمى تكاليف اللجوء، والتى لو تم حسابها وراح ساسة هذه الدول لتوجيه هذه المبالغ للدول التى تتضرر من الإرهاب لأحدثت نقلة فريدة فى حال ومعيشة مواطنى هذه الدول، ولو فكرت هذه الدول فى كيفية مساعدة دولة الشخص النازح فى سبل مواجهة الإرهاب لحمت هذه الدول نفسها من مشاكل اقتصادية فادحة ترهق فكر حكوماتها، فاللاجئون يشكلون تحدياً كبيراً لأى حكومة مهما بلغت قوة ميزانيتها ووفرت مواردها .
 
تلك هى تكاليف الإيواء التى تدفعها الدول ويدفعها النازح، والمجتمع الدولى يحتاج إلى وضع حل سياسى يرفع العبء عن هذه الدول وعن النازح، من خلال تحرك دولة قوى فى مساعدة البلاد المتضررة لمواجهة الإرهاب العالق بها ثم إعادة الإعمار، وليعلم الجميع أن أى دولة ليست بعيدة عن الإرهاب أو بطشه، بالتفكير القليل سيرفع عن العالم أعباء وتكاليف قد يستفيد بها الجميع فى تعليم أو صحة أو حتى رفاهية ينتظرها مواطنو هذه الدول من حكوماتهم .









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة