100 عام على إعطاء بريطانيا "ما لا تملك لمن لا يستحق".. فلسطين فى انتظار اعتذار لن يأتى.. المملكة المتحدة تلوح بدعم حل الدولتين لتحسين موقفها وتراوغ حول "القدس".. ومحمد العرابى: الجدية فى حل القضية أهم

الخميس، 02 نوفمبر 2017 06:00 م
100 عام على إعطاء بريطانيا "ما لا تملك لمن لا يستحق".. فلسطين فى انتظار اعتذار لن يأتى.. المملكة المتحدة تلوح بدعم حل الدولتين لتحسين موقفها وتراوغ حول "القدس".. ومحمد العرابى: الجدية فى حل القضية أهم جدية بريطانيا فى حل القضية الفلسطينة أهم من الاعتذار
كتبت سماح عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى الوقت الذى تحل فيه الذكرى المائة لوعد بلفور، دارت معركة من التصريحات والبيانات بين السلطة الفلسطينية والحكومة البريطانية، حول ضرورة اعتذار بريطانيا رسميًا عن هذا الوعد، وهو ما قابلته بريطانيا برد فعل أكثر فجاجة بإعلانها تنظيم احتفال للمئوية الأولى على الوعد.

 

الرسالة التى تسعى الحكومة البريطانية لإيصالها من خلال فكرة الاحتفال هو فخرها الشديد بالمساهمة فى إقامة دولة إسرائيل، وإنها لن تتراجع بأى حال من الأحوال عن هذا الدعم لإسرائيل، دون الاهتمام برؤية وموقف العرب تجاه وعد بلفور.

وبصرف النظر عن ما إذا كانت بريطانيا ستحتفل فعليا أم لا، فإن هناك تحركًا آخر حدث على أرض الواقع يجب أن يتم التركيز عليه، والانطلاق منه كورقة ضغط جديدة على إسرائيل، وهو خطاب وزير الخارجية البريطانى الذى اعترف فيه بحل الدولتين بشكل أولى، رغم مراوغته حول وضع مدينة القدس.

وقبل أيام من حلول الذكرى، نشرت الديلى تلجراف خطاب بوريس جونسون وزير خارجية انجلترا، دعا خلاله إلى تقديم المساعدة لبناء دولة جديدة أخرى إلى جانب إسرائيل هى فلسطين.

 

فى هذا الخطاب قال جونسون، إنه فخور بدور بريطانيا فى إنشاء إسرائيل، وإنه لا يرى تناقضا بين أن يكون صديقا لإسرائيل وأن يشعر بقوة "بمعاناة أولئك الذين تضرروا ونزحوا بعد ولادتها"، مشددًا على أن "التحفظ الجوهرى فى تصريح بلفور- الهادف إلى حماية الطوائف الأخرى- لم يتحقق بشكل كامل".

واقترح وزير الخارجية البريطاني تأسيس دولتين مستقلتين على أساس "إسرائيل آمنة، كوطن للشعب اليهودى، إلى جانب دولة فلسطينية مجاورة، كوطن للشعب الفلسطينى، بحسب تصور قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181، على أن تكون الحدود بين الدولتين على خطوط التماس فى الرابع من يونيو - قبل اندلاع حرب الأيام الستة، مع تبادل متساوٍ للأرض بما يعكس المصالح الوطنية والأمنية والدينية للشعبين اليهودى والفلسطينى".

 

دعوة للتفاوض

وتتمثل أهمية خطاب جونسون فى أنه على أرض الواقع دعوة للتفاوض، إن صدقت بريطانيا فيها ستكون مكسبًا جديدًا لدعم القضية الفلسطينية، خاصة أنه وعد فى خطابه بالتزام بريطانيا وأصدقائها من الدول الأوروبية بالمساعدة فى تطبيق أى اتفاق بما يتضمن تقديم الدعم الأمنى والمساهمة فى تعويض اللاجئين وتفعيل تدفق التجارة والاستثمارات بين أوروبا وإسرائيل والدولة الفلسطينية المستقلة والدول العربية المجاورة، الأمر الذى قد يسهم فى تحول المنطقة بمجملها.

مراوغة حول وضع مدينة القدس

ورغم قبول جونسون بحل الدولتين، والدعوة إلى التفاوض حوله، إلا أنه راوغ حول "القدس"، حيث ما تسعى له فلسطين والدول العربية حاليا، هو إقامة دولة فلسطينية على حدود 67 عاصمتها القدس الشرقية، إلا ان وزير الخارجية البريطانى راوغ حول وضع المدينة، حيث اقترح جونسون أن يُتفق على تحديد المصير النهائى للمدينة المقدسة بين الجانبين، بما يضمن أن تكون عاصمة مشتركة لإسرائيل والدولة الفلسطينية، ويكفل الحريات الدينية ودخول الأماكن المقدسة لكل من يعتز بها.

ورغم ذلك إلا أن ما أشار له وزير الخارجية البريطانى فى هذا الخطاب، يعد أرضية جيدة للتفاوض، يمكن أن تستغلها السلطة الفلسطينية والدول العربية الكبرى، بما يدعم حصول الشعب الفلسطينى على حقوقه، خاصة أن الوزير البريطانى قطع على نفسه وعدًا فى هذا الخطاب بتقديم بريطانيا كل ما تستطيع من الدعم من أجل إغلاق تلك الدائرة وإكمال عمل وعد بلفور الذى ظل غير مكتمل من وجهة نظره.

محمد العرابى: المهم الضغط على الحكومة البريطانية لتحمل مسئولياتها تجاه القضية

السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق، وعضو لجنة العلاقات الخارجية، قال إن الحكومة البريطانية عليها أن تتحمل مسئولياتها السياسية وأن تعمل بإخلاص من أجل نصرة الشعب الفلسطينى .

وأضاف العرابى لـ "اليوم السابع" الأهم من الأحاديث الشفهية ومن فكرة الاعتذار من عدمها هو الضغط على بريطانيا، من أجل إثبات موقف جدى وواقعى للتعاون من أجل حصول الشعب الفلسطينى على حقوقه.

وتابع قائلًا: "ما نحتاجه من المجتمع الدولى هو تدعيم إتمام المصالحة الفلسطينية، وكذلك دعم الشعب الفلسطينى فى استرداد حقوقه والوصول إلى حل عادل لهذه القضية بما يحقق السلام فى المنطقة".

طارق الخولى : ما نحتاجه هو اعتذار عملى بتعاون بريطانيا فى حل القضية

طارق الخولى أمين سر لجنة العلاقات الخارجية، قال إن فكرة اعتراف بريطانيا بخطأها التاريخى بالنسبة لوعد بلفور لن يتم ، خاصة أن الحكومة البريطانية وعلى رأسها تريزا ماى يدعمون الكيان الإسرائيلى بقوة.

وأضاف الخولى أن ما يجب أن تركز عليه الدول العربية والسلطة الفلسطينية، هو الحصول على دعم أكبر من جانب المجتمع الدولى للقضية الفلسطينية، معتبرًا أن خطاب وزير خارجية بريطانيا، خطوة جيدة للتفاوض خاصة مع الحراك الحادث فى القضية الفلسطينية، بعد المصالحة التى تقودها مصر.

وتابع الخولى قائلًأ: "حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، هو الهدف الأساسى الذى نحتاج للتركيز عليه وتدويله بشكل قوى، وهو ما ركز عليه الرئيس السيسي فى كلمته أمام الأمم المتحدة، مطالبًا المجتمع الدولى بتحمل مسئولياته، ودعم خطوات المصالحة".

وأشار الخولى إلى أن ما نحتاجه من الحكومة البريطانية هو الاعتذار عمليًا، بمعنى أن تقدم مزيد من الدعم والتعاون فى حل القضية الفلسطينية، وهو ما يجب ان نضغط بقوة للوصول له.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة