عانت القضية الفلسطينية لسنوات كثيرة مضتت من شتات وانقسام داخل الصف الفلسطينى، وكثيراً ما كانت تتعطل مُباحثات ومُفاوضات دولية جادة بسبب هذا الانقسام، فتارة كانت حماس هى المسؤولة والمتحدثة عن القضية برمتها وتارة تجد حركة فتح هى الفاصل الفيصل فى كل تحرك، والحقيقة كانت الحكومة الفلسطينية الشرعية تحاول بكل الطرق لم الشمل دون الجور على حق أى فلسطينى من أى فصيل .
مصر الكبيرة صاحبة الذراع الطولى الأكبر فى المنطقة بجهاز مخابراتها القوى استطاعت إعادة وتفعيل القضية الفلسطينية لمسارها الصحيح من خلال مصالحة شاملة لحركة فتح وحماس، وبالطبع هناك حالة من التعجب لدى الكثير من كيفية استطاعت مصر إجراء وتفعيل المصالحة بهذه السرعة ولماذا هذه المصالحة فى هذا التوقيت تحديداً وعلامات استفهام كثيرة يتم إثارتها حول هذه المصالحة، ولكن حينما تتحدث عن مصر فلا عجب ولا شىء بعيد المنال أو صعب التحقيق إذا ما تحركت مصر الكبيرة نحوه .
المصالحة الفلسطينية هى أولى الخطوات للوقوف صفاً واحداً أمام الحل دون عرقلة تطرأ أمام المجتمع الدولى أو أمام المنظمات الدولية فى تفعيل الحلول على الأرض، والخيار الأوحد الآن هو التوجه بالجميع نحو التفعيل الحقيقى لمتطلبات القضية دون حالة الركود السائدة فى الوسط السياسى الفلسطينى التى أرهقت القضية كثيراً .
القضية الفلسطينية الآن تسير فى الإتجاه الصحيح والمصالحة ستكون مؤشر البوصلة الفعلى والحقيقى للحلول كافة، والنتائج بعد المصالحة ستكون أكثر فاعلية وأكثر قبولاً .
