قرأت لك.. "ذات يوم" أسرار التاريخ فى يوميات ألف عام وأكثر

الأحد، 29 أكتوبر 2017 07:00 ص
قرأت لك.. "ذات يوم" أسرار التاريخ فى يوميات ألف عام وأكثر ذات يوم
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 "طفت الجثث على سطح مياه البحر الأحمر، كانت شاهدًا مأساويًا على حجم الكارثة، والكارثة هى غرق العبارة "السلام 98" هذا ما سجله سعيد الشحات تحت عنوان "ذات يوم" متذكرا ما حدث فى 2 فبراير 2006 من غرق العبارة السلام 98  وغرق  1033 شخصا  في مياه البحر الأحمر.

منذ قرابة عام صدر المجلد الأول من "ذات يوم.. يوميات ألف عام وأكثر" لـلكاتب الكبير سعيد الشحات، حيث لقى هذا المجلد ردة فعل طيبة من الباحثين والمتابعين، لذا عاد سعيد الشحات لإصدار المجلد الثانى عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.

ونتيجة لما أثاره المجلد الأول بالأحداث التى انتقاها سعيد الشحات لذا قال فى مقدمة المجلد الثانى "هذا الجدل زادنى ثقة فى أن (ذات يوم) تلعب دورها الذى تمنيته ووضعته هدفا أمامى منذ بدأت فى كتابتها كزاوية يومية فى الأول من يناير 2014 وتنشر بانتظام فى صحيفة اليوم السابع من وقتها، كما حملنى مسئولية أكبر فى البحث عما هو مسكوت عنه فى تاريخنا حتى أقدمه بطريقة ميسرة تجذب القارئ، مع إعطاء فرصة له كى يتوسع إن أراد بذكر المراجع التى عدت إليها واستندت إليها فى سرد حكاياتى التاريخية".

لا يتوقف سعيد الشحات فى بحثه وتنقيبه عند زمن معين بل يفتح مجلد التاريخ على متسعه من أوله  إلى آخره باحثا عن الأسس التى غيرت وبدلت وصنعت الأحداث المختلفة التى وصل تأثيرها إلينا بعد هذه السنوات العديدة. 

 يبدأ المجلد بما حدث يوم 1 يناير 1944 عندما جلس الملك فاروق يدخن البايب أثناء الحفلة التى أقامتها الأميرة شويكار "طليقة والده الملك فؤاد" لوداع عام 1943 وقدوم عام جديد وكانت الحفلة ليلة 31 ديسمبر، وامتدت حتى صباح 1 يناير 1944، فى تلك الليلة تصرف فاروق بجلافة كما وصفه كتاب "القاهرة فى الحرب العالمية الثانية " تأليف الكتنبة البريطانية أرتيميس كوبر ، لأسباب عدة تدل على حالته النفسية السيئة.

واختتم المجلد حكاياته بما حدث فى 31 ديسمبر 1930 وذلك بـ سجن العقاد تسعة أشهر بتهمة "العيب فى الذات لملكية" حيث يقول سعيد الشحات "احتشد الجمهور داخل قاعة محكمة جنايات مصر وخارجها ينتظر الحكم فى القضية التى شغلت المصريين وفور النطق به خيم الصمت التام، وانصرف الجميع فى سكون وهدوء، قضت المحكمة بحبس المتهم محمود فهمى ستة أشهر حبسا بسيطا، وحبس المتهم عباس محمود العقاد 9 أشهر حبسا بسيطا، وأمرت المحكمة بطبع الحكم فى ثلاث جرائد يومية بمصروفات على نفقة المحكوم عليهما.

وبين هاتين الحادثتين رصد المجلد الكثير من الأحداث التى أجاد سعيد الشحات اقتناصها من دهاليز التاريخ، فنجد رحيل بيرم التونسى، وبدء فرح أنجال الخديو إسماعيل والتى استمرت لمدة 40 يوما، وحكايات عن فاروق تاذى طرد رساما بريطانيا من مصر لتردد الملكة فريدة على مرسمه، والوالى سعيد باشا يموت فى كوخ بالإسكندرية، ووفاة الإمام الشافعى فى مصر، ومن قبل ذلك يحزننا ما حدث فى 24 يناير 611 عندما قام عبد الرحمن بن ملجم بطعن على بن أبى طالب أمير المؤمنين.

إذن الأحداث والشخصيات التى ترد فى المجلد تتنوع بين عالمية ومحلية، فلدينا  الكثير من المعاهدات التى تسبب الأذى منها معاهدة فرساى التى أذلت ألمانيا وتشعل ثورة 1919، ولدينا أحداثا عربية مثل "طائرة عسكرية سورية تهبط فجأة فى مطار القاهرة طلبا للوحدة، ، وعندما قال الملك حسين فى اجتماع للقمة العربية فى القاهرة: أمتنا شعب من الخطابات.

المجلد حافل أيضا بالحكايات التشويقية التى يحرص سعيد الشحات على أن يفاجئنا بها، وذلك لأنه  لا يتعامل  مع التاريخ الرسمى فقط، بل يسعى للنظر بين السطور، فيصف لنا ما حدث يوم 12 يوليو 1893 عندما استقبل إسماعيل باشا حفيده عباس الثانى "بدا على الخديو  الأسبق إسماعيل الكبر وضعف البصر، وأوشك على السقوط حينما كان يخطو في اتجاه حفيده الخديو عباس حلمى الثانى الذي كان في أول زيارة إلى الأستانة عاصمة الدولة العثمانية، وكان إسماعيل يعيش في تركيا منذ عزله عن الحكم ومغادرة مصر إلى نابولى يوم 30 يونيو 1879.

ومن الأحداث، فريد الأطرش يعود إلى القاهرة، السادات يفصل 111 كاتبا وصحفيا، وفاة عبد الحليم حافظ فى لندن ويوسف إدريس يبكى، العرض الأول لـ أحلام هند وكاميليا، أم كلثوم تجمع مائة ألف دينار للمجهود الحربى من حفلها الأول فى باريس، 3 ديسمبر 1828 إصدار أول جريدة مصرية في 4 صفحات بطول 37 سم  وهى المسماه الوقائع المصرية.

أحداث كثيرة  يعالجها سعيد الشحات فى المجلد بشكل سردى، موثق بالمراجع، تقدم فى مجملها تشكيلا كاملا للحياة بين السعادة والحزن، النجاح والفشل، اليأس والأمل، وربما لو تتبعنا اليوميات المتعلقة بالملك فاروق وأسرته لتمثل لنا ذلك بشكل صارخ، فما بين فاروق وأسرته وحاشيته في رحلة إلى أوروبا في 27 فبراير 1937  مرورا بزواج الأميرة فوزية والأمير محمد رضا في 16 مارس 1939 وانتقالا إلى صدام فاروق والنحاس فى1944 ، ومشهد وصيفة القصر الملكى تعوم مع فاروق، وانتهاء بتازل فاروق عن عرشه في 26 يوليو 1952.  










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة