سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 27 أكتوبر 1973.. إسرائيل تأسر 18 من أبطال وحدة الدورية اللاسلكية فى السويس

الجمعة، 27 أكتوبر 2017 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 27 أكتوبر 1973.. إسرائيل تأسر 18 من أبطال وحدة الدورية اللاسلكية فى السويس القوات الإسرائيلية وسط السويس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تقدمت الدبابات الإسرائيلية إلى مبنى وحدة الدورية اللاسلكية، كان داخل المبنى 18 بطلا، تمكن الإعياء منهم بعد 80 ساعة متصلة كانوا يؤدون فيها مهمة تأمين اتصال مدينة السويس المحاصرة بالقاهرة دون مياه أو طعام كاف، كانت قوات العدو تقوم بتطويق المبنى بالكامل، ونيران المدافع الرشاشة تنهمر على جوانبه ونوافذه من الخارج، وفى الداخل كان الأبطال يقومون بتخريب الأجهزة وقطع الأسلاك التى تصلهم بالسويس وبرج اللاسلكى حتى لا تصبح فى حوزة العدو فيستخدمها لصالحه.
 
عاشت السويس الباسلة هذا المشهد وغيره يوم 27 أكتوبر «مثل هذا اليوم» عام 1973، أثناء حصارها فى حرب أكتوبر 1973، ويرويها المؤرخ السويسى حسين العشى فى كتابه «حصار السويس 100 يوم مجهولة فى حرب أكتوبر 1973» عن «دار الحرية - القاهرة»، مؤكدا، أن العدو قام بمحاولتين جديدتين لدخول المدينة فى هذا اليوم.
 
كانت المحاولة الأولى فى اقتحام نادى شركة النصر للبترول والعمارات السكنية المحيطة به فى السادسة صباحا، وكان مدير شركة النصر المناوب كامل يوسف، موجودا مع عدد من العاملين بالشركة فى مواقعهم بالزيتية دون أن يكتشفهم العدو، فاتصل بغرفة العمليات وأبلغهم بأنه يشاهد من موقعه خمس دبابات ومجنزرات للعدو تتقدم إلى المدينة وهى تطلق نيرانها، ودارت على الفور معركة كبيرة عند الزيتية استمرت حتى السابعة والنصف صباحا، تصدت فيها قوات الكمائن الخاصة بالجيش الثالث وأفراد حماية الشعب والمقاومة الشعبية للدبابات القادمة، وأمكن تدمير دبابتين، وهروب باقى الدبابات والمدرعات.
 
أما المحاولة الثانية والخاصة بالـ«18» بطلا، فيسجلها حسين العشى على لسان واحد من أبطالها وهو الملازم أول عبدالرحمن غنيمة «رتبته وقتئذ»: «سمعنا صوت الرشاشات فى الخارج. تأكدنا أن اليهود قد اكتشفوا موقعنا، وتذكرت كلمات المقدم رفعت شتا ونحن على باب الوحدة يوم 23 أكتوبر: «الفرصة التى أمامنا %99 استشهاد و%1 أسر. لم أعرف ما الذى سيفعله اليهود بنا، لكننى قلت فى سرى: قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا»، فى هذه اللحظات دق جرس تليفون ورفع السماعة أحد الأفراد وقال لى: اليهود بيتصلوا من تليفون الجراج الخارجى، أمرته بقطع باقى الأسلاك، وخرجت بالقرب من باب الوحدة سمعت صوت أحد أفراد العدو ينادى باللغة العربية: «اطلعوا أحسن حندوسكم بالدبابات، حنضربكم بالقنابل، حنهدم المبنى عليكم، كل هذا والضرب لا زال مستمرا علينا بالرشاشات».
 
يواصل غنيمة: «على سلالم المدخل قلت لهم بصوت عال: وقفوا الضرب علشان أعرف أتكلم معاكم، وتقدمت بعد أن هدأت نيران الرشاشات قليلا، خرجت إلى الشارع وجدت خارج المبنى 6 دبابات ومجنزرتين وحوالى خمسين فردا من جنود العدو يقفون فوق المبنى وبعضهم فوق الباب الرئيسى والآخرون منتشرين وقوفا حول المبنى، كان كل واحد منهم يحمل رشاشا أتوماتيكيا فى يد، وقنبلة يدوية فى اليد الأخرى، بعد ذلك خرج باقى الأفراد ووقفنا جميعا خارج المبنى.
سألونا: فيكم ضابط: قلت: أنا والرائد شتا. سألونا عن المحافظ. قلنا: لا نعرفه مكانه. سألونا عن رقم تليفونه، بسرعة رد العريف محمد الشورى: المحافظ هو الذى يتصل بنا عن طريق الكوردا. طلبوا من الرائد شتا أن يدخل معهم إلى المبنى لكى يتصلوا بالمحافظ. قال لهم: هذا مستحيل لأن الأجهزة معطلة منذ خمسة أيام، مروا داخل الوحدة ثم خرجوا ثانية، طلبوا منا الصعود جميعا إلى إحدى الدبابات، قاموا بربطنا على دبابة واحدة، بدأت الدبابات فى التحرك، انتبهت إلى أن بيوت السويس بدأت تبتعد عن أنظارنا، كنا فى طريقنا ناحية المثلث فى الطريق إلى مصير مجهول، ونحن مربوطون فوق الدبابات دمعت عيناى، كنت أشعر أننا اخترنا مصيرنا بأيدينا ليلة 23 أكتوبر، وأننا اخترنا أن نقبل التحدى، ولهذا كانت الدمعة صغيرة التى خرجت من عينى ونحن معلقون على دبابات الإسرائيليين،كنت أحس رغم الألم والإعياء أننا أشجع منهم بكثير».
 
فى الخامسة مساء، ووفقا للعشى: «تقدم العدو بطابور مدرع تتقدمه دبابة تليها سيارة مدرعة تحمل عددا من أهالى القطاع الزراعى الذين أجبروا على ركوبها، وكان على أحد السيارات ميكروفون يدعى أن المحافظ «بدوى الخولى» يطلب من المواطنين وأفراد القوات المسلحة التسليم والسماح للقوات الإسرائيلية بدخول المدينة، لم تنطل الخدعة على أحد وقامت قوات الجيش الثالث المتمركزة على محور الهويس بتدمير الدبابة الأولى المتقدمة، وأشعلت النيران فيها، فهربت باقى الدبابات والمدرعات».









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة