بعد تسريب وثائق بنما.. ماذا تعرف عن "الملاذات الضريبية" و"الشركات الوهمية" و"غسيل الأموال".. وكيف واجهت أوروبا محاولات إخفاء الثروات من خلال "توجيه الادخار الأوروبى"

الإثنين، 04 أبريل 2016 02:40 م
بعد تسريب وثائق بنما.. ماذا تعرف عن "الملاذات الضريبية" و"الشركات الوهمية" و"غسيل الأموال".. وكيف واجهت أوروبا محاولات إخفاء الثروات من خلال "توجيه الادخار الأوروبى" وثائق بنما
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كشفت وثائق بنما التى تم تسريبها مساء أمس الأحد، عن قيام كثير من القادة والمسئولين فى العالم بإخفاء ثرواتهم والتهرب من الضرائب وتكوين ثروات عبر شركات وهمية.. لكن الكثيرين لا يعرفون معنى "الملاذات الضريبية" أو الشركات الوهمية أو المراكز المالية فى الخارج. ويقدم جونتى بلوم، مراسل هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" شرحا مبسطا لتلك المصطلحات لفهم تداعيات ما كشفت عنه تلك الوثائق الهامة.

الملاذات الضريبية


على الرغم من وجود طرق مشروعة لاستخدام الملاذات الضريبية، إلا أن الكثير مما يحدث يتعلق بإخفاء أصحاب الأموال الحقيقيين، وأصل هذه الأموال وتجنب دفع ضرائب على هذه الأموال.

فلو كنت شخصا ثريا صاحب أعمال فى ألمانيا قرر أن يتهرب من الضرائب، أو تاجر مخدرات دولى أو رئيس لنظام وحشى، فإن الطرق كلها متشابهة. وتقول شركة موساك فونسيكا للمحاماة إنها التزمت دوما بالبرتوكولات الدولية لضمان أن الشركات التى تعمل معها لا تستغل للتهرب من الضرائب وغسيل الأموال وتمويل الإرهاب أو أى أهداف أخرى غير مشروعة.

الشركات الوهمية


الشركة الوهمية هى مظهر خارجى لمشروع، لكنها شركة خاوية. لا تفعل شيئا سوى إدارة المال داخلها مع إخفاء من يملك الأموال. وتتشكل إدارتها من محامين ومحاسبين وحتى عامل التنظيف بالمكتب الذين لا يفعلون أكثر من توقيع الوثائق والسماح بظهور أسمائهم على الورق. وعندما تحاول السلطات معرفة من يملك الأموال ، يقال لهم إن الإدارة هى من تفعل ذلك. لكنها تكون مجرد واجهة. ويدفع لهم شخص آخر حتى يستطيعوا إخفاء أموالهم من السلطات وفى بعض الحالات عن زوجاتهم السابقات. ويمكن أن يطلق على الشركات الوهمية أيضا اسم شركات الرسائل، لأنها لا تتكون إلا من عنوان بإرسال الوثائق منه وإليه.

المركز المالى فى الخارج


لو أن شخصا ما يملك شركة وهمية، فإن صاحبها لن يرغب أن يكون مقرها فى لندن أو باريس، حيث تستطيع السلطات عادة أن تكتشف من يملكها، لو أرادت ذلك حقا. ومن ثم يحتاج صاحب الأموال إلى مركز مالى فى الخارج أو ما يسمى بالملاذ الضريبى. وتكون تلك الملاذات عادة فى الجزر الصغيرة التى يتمتع نظامها المصرفى بسرية كبيرة وضرائب بسيطة للغاية أو عدم وجود ضرائب على الإطلاق على التحويلات المالية. وهناك الكثير من تلك الدول أو السلطات التى تقوم بها حول العالم مثل جزر فيرجين البريطانية وماكاو والباهاما وبنما. وحتى فى مثل هذه الأماكن، فإن أغلب الخدمات المالية تكون قانونية تماما، لكنها تتمتع بسرية تجعلها جذابة للغاية للمتهربين من الضرائب والمحتالين حول العالم، لاسيما لو كان المنظمين ضعفاء أو يغضون الطرف.

ولمزيد من عدم الكشف عن الهوية الذى يمكن المرء من نقل كميات أكبر من الأموال بسهولة، فإن "الأسهم والسندات لحاملها" يوفر الإجابة الواضحة. فالخمس جنيهات الاسترلينى مكتوب عليها " أعد بأن أدفع لحاملها عند الطلب خمس جنيهات"، وهذا يعنى أنها لو كانت فى جيبك، فهى ملكك. فالشخص الذى يحمل الأموال يملكها ويمكن أن ينفقها أو يفعل ما يحلو له بها. وبنفس الطريقة، يعمل حامل الأسهم والسندات، فالشخص الذى تكون فى جيبه أو فى حقيبته أو فى صندوق ودائعه يملكها. لكن بالنسبة للأسهم والسندات لا يكون المبلغ خمس جنيهات فقط، ولكن حوالى 10 آلاف جنيه استرلينى. وهذا مفيد جدا لو أردت أن تنقل كميات كبيرة من الأموال ، ومفيد أيضا لو أردت أن تنكر ملكيتك لها.

فلو كانت السندات موجودة فى مكتب محام فى بنما، من يعرف أنها ملكك أو أنها موجودة بالأساس؟ وهذا يساعد فى فهم لماذا توقفت الحكومة الأمريكية عن بيع السندات لحاملها فى عام 1982. حيث كان من السهل جدا على المحتالين استخدامها.

غسيل الأموال


ينطوى غسيل الأموال على عملية تطهير الأموال القذرة حتى يمكن استخدامها بدون إثارة الشكوك. فلو كنت تاجر مهدرات أو مزور أو سياسى فاسد سيكون لديك الكثير من الأموال ولا سبيل لإنفاقها أو إخفائها. فالأموال تحتاج لتنظيف ومن الممكن شحنها لشركة مراوغة فى مركز مالى بالخارج، وربما يساعدون فى تحويلها إلى سندات لحاملها، تملكها شركة وهمية لا يعرف أحد عنها شىء. ويمكن أيضا أن تستخدمها لشراء مكان آمن فى لندن أو جنوب فرنسا فى حال حدوث انقلاب، وربما تقوم بدفع رسوم مدارس الأطفال أو تمويل رحلات تسوق كبيرة لأحد أفراد العائلة.

العقوبات وخرق العقوبات


وأحد السبل لمعاقبة الأنظمة سيئة السمعة ومحاولة الحد من قوتها هو فرض العقوبات عليها. ويمكن أن يشمل هذا وضع حدود على استيراد المعدات العسكرية أو الذخائر، أو فرض الحظر على النفط والبضائع الأخرى.

أما العقوبات الشخصية، فتشمل إغلاق حسابات بنوك للحكام المستبدين وأصدقائهم وعائلاتهم وأنصارهم. وتفرض الحكومة البريطانية حاليا آلاف العقوبات على دول وأعمالها وبنوكها والكثير من الأفراد. لكن كلما كانت العقوبات مرهقة لنظام ما ، كلما أمكن جنى الأموال باختراقها أو خرقها من خلال تقديم حسابات سرية لمن يمارسون التعذيب أو القتل الجماعى، تقديم أسلحة لطرف أو آخر أو طرفى حرب أهلية أو تمويل طموحات نووية لانظمة معزولة. الفوائد هائلة بالطبع، كثير من الحسابات البنكية السرية والشركات الوهمية فى أجزاء من العالم يغض فيها المسئولون الطرف، وهى أفضل وسيلة لجعل خرق العقوبات مربحا.

جهود أوروبية لوقف إخفاء الأموال


وفى محاولة لوقف إخفاء الأموال عن سلطات الضرائب، قدم الاتحاد الأوروبى اتفاق يعرف باسم "توجيه الادخار الأوروبى". فالبنوك فى دول الاتحاد الأوروبى تجمع الضرائب المستحقة على الحسابات البنكية التى يملكها مواطنين من دول أخرى بالاتحاد. فلا يمكن أن تكون أيرلنديا ولديك حساب بنكى فى هولندا وتأمل ألا تستطيع السلطات فى إيرلندا أن تكتشف أمرك أو تجمع الضرائب المستحقة عليك. وهذا الكيان الأوروبى زاد من صعوبة إخفاء الأموال فى أوروبا. وهو أمر لافت، لأنه عندما تمت مناقشة هذا الكيان كان هناك زيادة مفاجئة فى الأشخاص الذين أرادوا أن يفتحوا حسابات بنكية خارج أوروبا، ومن ثم زاد الاهتمام بأماكن مثل بنما وجزر فيرجن البريطانية.


موضوعات متعلقة..


وثائق "بنما" تشعل غضب النواب.. أعضاء يطالبون بفتح تحقيقات موسعة بشأن التسريبات.. ويخاطبون رئيس المجلس لكشف آخر تطورات ملف الأموال المهربة.. ويؤكدون: صدور حكم قضائى ضد رموز "مبارك" سيسهل من مهمة اللجنة










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة