محمد محمود حبيب يكتب: مهلاً أيها المخدوعون بعكاشة

الجمعة، 04 مارس 2016 10:03 ص
محمد محمود حبيب يكتب: مهلاً أيها المخدوعون بعكاشة توفيق عكاشة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لقد صور لنا توفيق عكاشة نفسه وكأنها خلاصة من الخير، ومن الإخلاص، ومن التجرد، ومن الحب، ومن الترفع، ومن الرغبة فى إفاضة الخير والبر والسعادة والطهارة على الناس.

أيها المخدوعون فيه ألم تكتشفوا ما تزدحم نفسه من لدد وخصومة، فلا ظل فيها للود والسماحة، ولا موضع فيها للحب والخير، ولا مكان فيها للتجمل والإيثار، هذا الذى يتناقض ظاهره وباطنه، ويتنافر مظهره ومخبره.. هذا الذى يتقن الكذب والتمويه والدهان.. حتى إذا جاء دور العمل ظهر المخبوء، وانكشف المستور، وفضح بما فيه من حقيقة الضرر والبغى والحقد والفساد، وإذا انصرف إلى العمل، كانت وجهته الشر والفساد، فى قسوة وجفوة ولدد، وتهرب من العبء المفروض عليه فى خدمة مصالح الناس وذهب يبحث عن أهوائه والله لا يحب المفسدين الذين ينشئون فى الأرض الفساد.

أيها المخدوعون فيه: لقد استكبر أن يوجه إلى التقوى وتعاظم أن يؤخذ عليه خطأ وأن يوجه إلى صواب. وأخذته العزة لا بالحق ولا بالعدل ولا بالخير ولكن "بِالْإِثْمِ".

أيها المخدوعون فيه: لقد رفع رأسه فى وجه الحق الذى يُذّكر به، وأمام الله بلا حياء منه وهو الذى كان يشهد الله على ما فى قلبه وكان يتظاهر بالخير والبر والإخلاص والتجرد والاستحياء وينطبق عليه قول الله عز وجل فى سورة البقرة "وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِى قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِى الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206)"
ذلك نموذج من الناس. يقابله نموذج آخر على الطرف الآخر من القياس كما فى الآية 207 من نفس السورة

"وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِى نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207) "
ويشرى هنا معناها يبيع. فهو يبيع نفسه كلها لله ويسلمها كلها لا يستبقى منها بقية، ولا يرجو من وراء أدائها وبيعها غاية إلا مرضاة الله. ليس له فيها شيء، وليس له من ورائها شيء. بيعة كاملة لا تردد فيها ولا تلفت ولا تحصيل ثمن، ولا استبقاء بقية لغير الله..

وأقصد وسط وعالم الإعلاميين الشرفاء الذين حاربهم عكاشة عندما عارضوه على التطبيع وكذلك رجال الأعمال الشرفاء الذين يصلحون ويبنون إنهم طائفة كلها سلم وكلها سلام. وكلها ثقة واطمئنان، ورضى واستقرار. لا حيرة ولا قلق، ولا شرود ولا ضلال. عندهم سلام مع النفس والضمير. سلام مع العقل والمنطق. سلام مع الناس والأحياء. سلام مع الوجود كله ومع كل موجود. إخلاص يرف فى حنايا السريرة، وطمأنينة تظلل الحياة والمجتمع








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة