ابن الدولة يكتب: القضاء على فيروس الكبد أمن قومى.. إقامة نظام عادل ومحترم للعلاج خطوة لا تقل أهمية عن المشروعات الكبرى التى تحققت خلال عام

السبت، 01 أغسطس 2015 09:00 ص
ابن الدولة يكتب: القضاء على فيروس الكبد أمن قومى.. إقامة نظام عادل ومحترم للعلاج خطوة لا تقل أهمية عن المشروعات الكبرى التى تحققت خلال عام ابن الدولة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا عن اليومى...



يتصور البعض أن الأمن القومى يتعلق بالحدود وحمايتها وأمنها، لكن الحقيقة أن الأمن القومى يتعلق بكل ما يتصل بالمواطنين، والصحة هى الخطوة الأهم والأكثر ظهورًا فى الأمن، لأنها تتعلق بالمواطن. وقد مثل فيروس الكبد الوبائى «سى» أخطر تحدٍ للمصريين خلال العقود الثلاثة الماضية.. كان المرض اللعين يمتص حياة المصريين وصحتهم، وتقف أمامه الدولة عاجزة، اليوم هناك مشروع قومى للقضاء على فيروس الكبد الذى كان يمثل أخطر الأمراض التى تفتك بالإنسان، وتحولت الفيروسات الكبدية إلى خطر وتهديد دائمين للمصريين.

لقد أعلن الرئيس عن بدء حملة للقضاء على فيروسات الكبد، وساهم فى ذلك تطور أنظمة العلاج، وظهور أجيال من الأدوية حققت نجاحًا فى مكافحة المرض بأقل درجة من الأعراض الجانبية، وهو ما استغلته مصر بشكل كبير، وسارعت إلى السعى لتخفيض أسعار الدواء من جهة، وفى الوقت نفسه تدعيم السعر بعد خفضه لغير القادرين.

ولا تتوقف حملة مواجهة فيروسات الكبد على العلاج، إنما مواجهة الأسباب والعوامل التى تتسبب فى نقل المرض، لهذا يجب أن ننظر بجدية إلى حملة «كبد المصريين» التى بدأتها وزارة الصحة، وتهدف إلى الوقاية ومكافحة فيروس «سى» من المنبع، واعتماد الأماكن التى يمكن أن تكون سببًا فى انتشار الفيروسات الكبدية سواء داخل المنشآت الطبية، مثل غرف العمليات، وعيادات الأسنان بها، أو خارج المنشآت الطبية، مثل محال الحلاقة، وخلافه، وهذه الحملة لا تتعلق فقط بأمراض الكبد، لكنها تتعلق بمحاصرة العدوى، وتطوير المنشآت الطبية.

يجب ألا نتوقف أو نستهين بمثل هذه الإجراءات أو بالحملة، خاصة إذا علمنا أن 10 ملايين وأكثر مصابون بالفيروسات الكبدية، وبالتالى فإن حملة تهدف لعلاج المرضى، ومحاصرة العدوى يمكن بالفعل أن تنجح فى مواجهة أخطر مرض واجهه المصريون خلال القرن العشرين، وبدايات القرن الواحد والعشرين.

وكما قلنا فإن الأمن القومى يتعلق بالصحة، والدفاع عن صحة المواطنين، وتطوير المنشآت الطبية، وإقامة نظام عادل ومحترم للعلاج هى خطوات تستحق العناء، ولا تقل أهمية عن المشروعات الكبرى التى تحققت خلال عام واحد فقط على أراضينا، وهى خطوات تؤكد وتعضد الحملات والمشروعات الكبرى. ومن حسن الحظ أن يتزامن تطوير معهد القلب القومى مع افتتاح قناة السويس، حيث تم تطوير المعهد وتوسعته، وجعله أكثر كفاءة لإجراء الجراحات وعلاج القلب، وهى خطوة تؤكد أننا قادرون على الفعل والإنجاز بشرط أن نعترف بما نمتلكه من إمكانات، ونعترف بمواطن التقصير والعيوب التى نعرفها، ونحتاج إلى مواجهتها.

ويمكن أن تكون حملة أكباد المصريين بداية لحملات موسعة لحماية صحة المصريين، وتوفير نظام للعلاج، فهناك منشآت طبية مراكز ومستشفيات بحاجة إلى التطوير، وبعضها يحتاج إلى إعادة بناء.
نحن نعرف مشكلاتنا ولا نخفيها، ونحتاج إلى أن نقتحمها، وأولى خطوات الطريق للمستقبل هى إقامة منظومة عادلة ومحترمة للعلاج، وهو تحد يستحق العناء.


اليوم السابع -8 -2015



موضوعات متعلقة..



- ابن الدولة يكتب: مصر والسعودية وأمريكا.. واستراتيجيات الأمن القومى.. تسليم الطائرات أو الزوارق هو أمر رمزى لشكل العلاقات


- ابن الدولة يكتب: الثقة والإرادة أهم دروس قناة السويس الجديدة.. القضية كانت تجربة واختبارا للإرادة والثقة بين المواطن والرئيس الذى يستحق أن توجه له التحية لأنه التزم بوعوده


- ابن الدولة يكتب: النموذج الذى تحتاجه مصر.. نحن فى حاجة إلى إعادة بناء مؤسسات الدولة لتعمل وفق منظومة متكاملة كما هو الحال مثلا فى هيئة قناة السويس


- ابن الدولة يكتب: وطن الحروب ينتصر.. الحرب على فيروس سى بدأتها الدولة بإجراءات جديدة وتنظيم غير عادى.. واليوم تحصد الدولة نتيجة جهدها فى مكافحة المرض اللعين








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة