ابن الدولة يكتب: الثقة والإرادة أهم دروس قناة السويس الجديدة.. القضية كانت تجربة واختبارا للإرادة والثقة بين المواطن والرئيس الذى يستحق أن توجه له التحية لأنه التزم بوعوده

نقلا عن اليومى..

أيام وتكون قناة السويس الجديدة واقعا، بل هى أصبحت واقعا يرد على كل من شككوا فى الانتهاء من القناة فى موعدها، وطوال الوقت كان هناك من يشككون فى احتمال انتهاء الحفر فى موعده، وأن يتم الانتهاء فى عام بدلا من ثلاثة أعوام.

كان هناك دائما من شككوا فى الموعد، ولما فوجئوا بالانتهاء بدأوا يدورون حول نقاط أخرى، منها أن القناة بلا جدوى اقتصادية، أو أنها مشروع عادى، ولا داعى لأن نفرح كثيرا أو يشعر الشعب بالفخر لأن القناة الجديدة أمر عادى، وهؤلاء غالبا مرضى أو خصوم، مرضى بداء العكننة والتنكيد على الشعب أو الظهور بمظهر العارفين والعالمين ببواطن الأمور.

وبالطبع لا يمكن التشكيك فى وطنية أحد باستثاء أعداء معروفين، ومن حق كل واحد أن يسأل وينتقد ما دام يتحدث من موع العلم أو الرغبة فى التعلم، لكن التشكيك بجهل أو بترديد كلام بلا مضمون فهذا هو المرض الذى يحتاج علاجا سريعا وعاجلا.

القضية بالنسبة لقناة السويس كانت تجربة واختبارا للإرادة والثقة بين المواطن والرئيس ممثلا للدولة، فقد عبر المصريون عن ثقتهم فى دعوة الرئيس، ودفعوا أكثر من 64 مليار جنيه فى أيام، كانوا يقولون إنهم يصدقون الرئيس ويريدون المساهمة فى بناء وطنهم، ويريدون أن يكون وطنهم أفضل، وإنه يستحق أن يضحوا من أجله، وسارع العمال والمواطنون ليتقدموا ويساهموا فى القناة، وكل منهم يعرف أنه سيعمل فى ظروف صعبة تحملوها لعلمهم أنهم يقومون بواجب وليس مجرد عمل.

طبعا كل من شارك فى إنجاز هذا المشروع من أكبر قائد إلى أصغر عامل، كل هؤلاء كانوا يؤدون ما عليهم، لكنهم أيضًا كانوا ينفذون خطة وتصورا استراتيجيا يثقون فى أنه كان تحت الدراسة الدقيقة.
لهذا كله يستحق الرئيس السيسى أن توجه له التحية، لأنه الرجل الذى التزم بإنجاز الحفر فى عام واحد بدلا من ثلاثة، وكان يقدم درسا نحتاج بالفعل لأن يسود ويعم، ولا يحتاج الرئيس من يمدحه، لكن المصريين يعبرون له عن الشعور بالامتنان والتقدير لجهده وتحمله، وربما على هؤلاء الوطنيين الذين كانت لديهم مخاوف من عدم الإنجاز، أن يرجعوا ليقولوا إنهم كانوا على خطأ، وهذا لا يقلل من شأنهم ولا من آرائهم بل ربما كان العكس صحيحا.

مشروع القناة ليس مجرد مجرى مائى إضافى أو مشروع قومى لكنه رمز للإرادة والثقة، الإرادة فى أننا نستطيع إنجاز العمل بقوة وبدقة، والثقة بين المواطن والرئيس والحكومة، وهذا لا يعنى التوقيع على بياض، وإنما الثقة تعنى أن ما لا يمكننا تصور نتائجه اليوم قد نفهمه غدا، المهم أننا عندما نثق فى بعضنا نكون قادرين على الإنجاز، ولا ننسى أن الرئيس السيسى أعلن دائما أن ثقته فى الشعب المصرى بلا حدود وقال، إن ثقته دائما لم تهتز.

موضوعات متعلقة

- ابن الدولة يكتب: النموذج الذى تحتاجه مصر.. نحن فى حاجة إلى إعادة بناء مؤسسات الدولة لتعمل وفق منظومة متكاملة كما هو الحال مثلا فى هيئة قناة السويس

- ابن الدولة يكتب: وطن الحروب ينتصر.. الحرب على فيروس سى بدأتها الدولة بإجراءات جديدة وتنظيم غير عادى.. واليوم تحصد الدولة نتيجة جهدها فى مكافحة المرض اللعين

- ابن الدولة يكتب: المستشارة تهانى وحروب الدولة ضد الفساد.. أى تغيير أو رغبة فى إجراء التحول المنشود يرتبط بما يمكن أن يتحقق فى تنظيم وإعادة هيكلة الإدارة بدواوين الدولة