مارينا فارس تكتب: احتفالات يومية

الإثنين، 20 يوليو 2015 12:15 م
مارينا فارس تكتب: احتفالات يومية احتفالات - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت الخامسة صباحا، الشاطئ فارغ تقريبا إلا من الذين يبحثون عن السعادة. عجبا لهؤلاء البشر يتجاهلون احتفالات الطبيعة اليومية ولا يعرفون سوى الشكوى من ملل الحياة ورتابة الأيام. ذهبت للبحر اسأله عن بعض أسراره. الهواء بارد وعلى الرمل اسم مكتوب محى الموج بعض حروفه، هناك الكثير من الطيور البحرية تلك الطيور التى وقعت فى حب البحر فقررت أن تعيش بجانبه، بالنسبة لى أنا أحب كل الطيور حتى الغراب بلونه الأسود الأنيق، يشبه لون الليل حين يهجره القمر. ولا يزعجنى صوته، أراه نغمة قاسية لابد منها لضبط إيقاع موسيقى الطبيعة، وقفت انتظر حلول الملكة كى يبدأ الاحتفال، سأكون على شرف استقبالك اليوم أيتها الشمس. بدأت الشمس فى إرسال أشعة هشة رقيقة كوصيفات تخبرنا بأقتراب حلول الملكة. ما أن بدأت فى الظهور خلف الأمواج البعيدة حتى بدأ البحر فى عزف موسيقاه، فترسل الملكة بعض الدفء تحية لرعياها المخلصين وما أن تستوى على عرشها حتى تبدأ فى صب الحرارة على رؤوسنا. حسنا أراك مساءً لاودعك ايتها الملكة.

ذهبت مرة أخرى و لكن فى الخامسة مساءً، يبدو أن الشمس قد ملت من عمل يوم صيفى طويل أمضت كل تلك الساعات فى اشعال الرمال، لكن فى هذه المرة موسيقى البحر اكثر شجنا. وأنا كم أعشق تلك الموسيقى التى تغسل روحى وتعطر نفسى. استسلم إلى ولعى الطفولى بتجميع اصداف البحر بأشكالها المختلفة، تبهرنى تلك الأشياء متباينة الألوان والأشكال، أشعر أنها هربت من البحر ولأول مرة تجرب مذاق الهواء الطلق، إنها تعرف أسرار البحر كونها كانت فى قلبه، وأن البحر قد أوصاها بكتمان أسراره. عبثا ما نحاول فعله عندما نسألها عن أغنية البحر.

بعد قليل يهبط الليل، فيلمع نصف قمر التفت حوله الكثير من النجوم كفتيات أكملن زينتهن، وتبدأ المصابيح تضاء بالتدريج فيخرج الناس لكى يبدأوا السمر والاحتفال. اما انا فأرتقى الدرج لاعود إلى منزلى و انا ايقن انه قد انتهى الاحتفال..








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة