محـمد شـوارب يكتب: النفوس الكريمة

الأحد، 31 مايو 2015 08:09 م
محـمد شـوارب يكتب: النفوس الكريمة أب مع ابنه - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سرعان ما يؤيد الإنسان مذهبه أو رأيه، فلابد من وجود الحجة والبرهان، ولا بأس أن ينقض أيضًا أدلة خصمه، ويعتقد أنه مبطل لها، ولا ملامة عليه فى أن يتذرع بكل ما يعرف من الوسائل إلى نشر الحقيقة التى يعتقدها، إلا وسيلة واحدة لا أحبذها ولا أحبها ولا أتفق معها ولا أعتقد أنها تنفع أو تقى عنه شيئًا، وهى وسيلة العنف والسباب والقتل والشتم.

نعم.. إن العيش وصعوبة الحياة أصبحت عامل صعب على الإنسان، من هنا قد يضيق خلق الناس مع تكاثر الناس، فهنا تظهر الاختلافات والمعارك والعراك بينهم وتكثر الجرائم والنصب والاحتيال وتزداد الخصومة بين الأطراف والأجناس، ويضيق العقل ولا يتسع إلى الضمير والحكمة.

إن نفس الإنسان تواجه ما فى الدنيا من تيارات وأفكار ورغبات ومصالح من هنا يظهر الإصلاح النفسى وهو الدعامة الأولى لتغلب الخير فى هذه الحياة، فإذا لم تصلح النفس أظلمت الآفاق حولها. وسادت الفتن بين الناس من حاضرهم إلى مستقبلهم ولذلك يقول الله تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وإذا أراد الله بقوم سوءًا فلا مرد له، وما لهم من دونه من والٍ). يبين لنا الله الصلة الوثيقة المرتبطة بصفاء النفس وصفاء العيش الكريم وبين جمال الخلق وجمال الحياة.

فلا شك أن التربية وأصولها هى التى توغل فى دراسة النفس وأحوالها، والقلوب وأطوارها، مستهدفة بذلك جعل الإنسان فى سعادة عظيمة تنبع من داخله لا من خارجه، فعلى المرء أن يرتقب فى آفاق نفسه وحدها كواكب اليُمن والإقبال والرضوان، فالإنسان يقف على قدميه بنشاط وينتج عن ذلك دافع أفكاره، كذلك الإنسان الذى يمرض ويشقى فى الأرض وبين الناس أيضًا بدافع من أفكاره. فطبيعى جدًا أن الإنسان متغير، ويغتاظ ثم ينفجر، ولكن الطمأنينة تجعله يهدأ بعض الشىء حتى يتمالك نفسه كى تمر الأزمة بعاصفة من الحكمة، فإن الغضب مسُ يسرى فى النفس كما تسرى الكهرباء فى البدن.

إن الضلال والشر أعمال وأفعال مضللة الطريق وتصاحب الإنسان، الذى ينقص عقل ودين، فلا يجوز بأى حال من الأحوال أن يكون الغرض من الاختلافات شيئًا غير خدمة الحقيقة وتأييدها وأن تكون على حق.

وتعتبر النفس الصالحة هى البرنامج الهادف المفضل لكل إصلاح، والخلق القوى هو الضمان الخالد لكل جيل وحضارة، فإنه تنويه بقيمة الإصلاح النفسى فى صيانة الحياة وإسعادة الأحياء.

الكمال والخير هما من النفوس الكريمة التى يشرق نبلها من داخلها، فتحسن التصرف والفعل وسط زحام من الاختلافات.

إن المحبة هى عفو وتنقية القلب من الضغائن، وترك السيئات، فالإنسان وعواطفه سواء تجاه من يحسن إليه ومن يجور عليه فذاك مستحيل.

فالإنسان المظلوم فى الدنيا عليه أن يصبر حتى إذا أساء إليه أحد تحمل وصبر. فيكون مصيره عند الله يوم القيامة الجنة.

نحن نستطيع أن نصنع من أنفسنا أشياء كثيرة وأمثالًا رائعة إذا أردنا.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة