مستشفى حكومى تستبدل جثمان "سهير" بأخرى لـ"سعاد" بالإسكندرية.. والإبن: الجثث تخرج دون أوراق ثبوتية.. وأمى كانت ملقاة بالممر وتسلمها سائق وذهب للبحيرة.. والمعاون اتصل به وقال: الجثة اللى معاك "غلط"

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2015 04:58 م
مستشفى حكومى تستبدل جثمان "سهير" بأخرى لـ"سعاد" بالإسكندرية.. والإبن: الجثث تخرج دون أوراق ثبوتية.. وأمى كانت ملقاة بالممر وتسلمها سائق وذهب للبحيرة.. والمعاون اتصل به وقال: الجثة اللى معاك "غلط" جثه صوره أرشيفية
كتبت هدى زكريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يعلم الفنانون ليلى علوى وكمال الشناوى ومحمد عوض أبطال فيلم "آى آى" الساخر، أن قصة عملهم الفنى، والتى تدور أحداثها حول تبديل جثة والد ليلى علوى بأخرى لوزير تم اغتياله، ستتحول مع مرور الوقت لقصة واقعية، ولكن هذا ما حدث مع حازم الشحات ابن محافظة الإسكندرية، الذى تم استبدال جثة والدته بعد حفظها بساعات فى ثلاجة إحدى المستشفيات الحكومية فى طوسون.

تبدأ تفاصيل الواقعة كما يرويها الشحات، بعدما شعرت والدته بإعياء مفاجئ، ذهبوا على أثره لمستشفى حكومى فى الثامنة صباحا بجوار منزلهم، وبعدما فشلت محاولات الأطباء فى إنقاذ حياتها، أبلغوا الأسرة بوفاتها فى الخامسة مساء اليوم نفسه، وبناء عليه، تم حفظ جثة الأم ذات الأربعة والستين عاما، بعدما دون على جبهتها الاسم "سهير محمد عبد الرزاق"، وتم إخطار الأبناء بضرورة الحضور فى التاسعة صباح اليوم التالى لتغسيلها ومن ثم دفنها.

يقول الإبن: توجهت للمستشفى قبل الموعد المحدد فى اليوم التالى، انتهيت من اجراءات الدفن، وانتظرت مرحلة الغسل، فى البداية علمنا أن دورنا فى التغسيل سيكون الرابع، انتظرنا الدور، ولكن خلال تلك الفترة فوجئنا بوجود جثة لسيدة تم تغسيلها ووضعها على جانب الطريق وسط المارة، دون أن يرافقها أحد فترة من الوقت، حتى جاء رجل حملها وذهب دون أى أوراق ثبوتية، وكانت المفاجأة كما اتضح بعد ذلك أنها جثة أمى، انتهى المغسل من عمله مع الجثث الثلاث، وجاء وقت دخولنا، سألنى المغسل عن مكان حفظ الحالة، فأجبته فى الدرج الثانى، وأبلغته بالاسم المدون على الجبهة، فتحنا الدرج ففوجئت بجثة أخرى مختلفة الحجم ووجهها ملطخ بالدماء، ومدون على جبتها "سعاد " وليس "سهير"، بحثنا فى الأدراج المتبقية، فوجدنا جثة لطفل وأخرى لسيدة مدون عليها "الشامية".

يصف الإبن الشعور الذى انتابه بعدما اكتشف اختفاء جثة والدته قائلا : صرخت فى وجه العامل وسألته " أين أمى؟"، فجاء رجل آخر من المفترض أنه معنى بمراجعة بيانات الحالات وقت دخولها وخروجها، وقال لى دون أى اهتمام "اهدأ يا فندم أكيد هنلاقيها"، راجع الرجل الملفات فأكتشفنا أنه دون خروج لجثة "الشامية"، أخبرته أن الجثة مازالت فى الثلاجة وانى رأيتها ولم تخرج، سألنى المعاون عن مواصفات جثة أمى فأبلغته، فأجرى اتصال هاتفى بالسائق، وقال له " لف وارجع، الجثة اللى انت خرجت بيها غلط، فأبلغه السائق بأنه وصل بالفعل محافظة البحيرة، وأن عودته ستحتاج مزيداً من الوقت.

لحظات من القلق عاشتها أسرة سهير فى انتظار عودة جثمانها، يضيف الابن : قضينا ساعات من الخوف خشية أن تكون الجثة القادمة أيضا ليست لأمى، طلبوا منا أن نقوم بتغسيل جثة السيدة الشامية وتكفينها ومقابلة السائق فى الطريق وتغيير الجثتين، حتى لا ننتظر مزيد من الوقت، ولكننا رفضنا، وانتظرنا السائق فى المستشفى.

يتابع : أكثر شىء لفت انتباهى هو أن جثة امى خرجت دون أى أوراق ثبوتية، وتم تغسيلها فى وقت مبكر جداً، حتى قبل الموعد المحدد، وهو التاسعة صباحا كما ابلغونا، وإعطاءها للسائق والمفترض ان يتم تسليمها لأقارب الدرجة الأولى ولكن هذا لم يحدث مما يدل على التهاون فى اجراءات تسليم الجثامين، وامكانيه تغييرها او حتى اخفاءها تماما وإعطاءها لاى شخص خاصة وان من يقوم بعملية التغسيل لا يسأل عن أى أوراق، وفى النهاية وحتى لا ننتبه لإجراءات تسليم جثة الشامية بعدما عاد السائق ظهرت فتاتان فجأة، وقالوا: نحن أبناء الشامية، وهذه جثة أمنا، وسنتسلمها دون أى أوراق أيضا.

أكثر من ثلاثة ساعات قضتها الاسرة فى البحث عن جثة الأم يقول الإبن: وصلت جثة والدتنا مع غروب الشمس، وصلينا عليها ودفناها، ولكن ما حدث سيظل محفور فى ذاكرتنا ودليل جديد على مزيد من قصص الاهمال والتقصير التى تشهدها المستشفيات الحكومية .حرر الابناء محضر بالواقعة برقم 15901 قسم المنتزه الثانى، ويسعون لمقاضاة إدارة المستشفى خوفا من تكرار ما حدث مع حالات اخرى وفقا لما ذكره الشحات .








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة