د. خالد عمارة يكتب: صحة الحجاج بعد العودة من الأراضى المقدسة

أغلب مراحل الحج تتضمن الكثير من المشى والتعب والمشقة، ومنها أوقات يكون النوم فيها قليلا وفى أماكن غير مريحة.

وأثناء الحج يكون الإنسان فى حالة روحية تلهيه عن أى أوجاع بدنية أو أمراض مزمنة، ولكن مع انتهاء رحلة الحج والعودة إلى الديار تبدأ الكثير من الأعراض فى الظهور، خاصة الأعراض المرتبطة بالأمراض المزمنة فى العظام مثل خشونة المفاصل وآلام الظهر أو أعراض مرتبطة بالإجهاد وقلة النوم والتعب.

والأعراض قد تكون فى صورة شديدة مما يستلزم الذهاب إلى الطبيب أو فى صورة بسيطة تستلزم بعض الراحة والصبر كى تتحسن فى خلال أسبوع أو عشرة أيام بعد العودة، وأهم خطوة يجب على الحاج أن يقوم بها بعد العودة إلى الديار، هى أن يحصل على قسط كاف من الراحة وتعويض نقص النوم المزمن الذى تعرض له طوال فترة الحج، وهذا يستلزم عادة بضعة أيام من النوم المنتظم حوالى 9 ساعات يوميا و ربما أكثر فى بعض الحالات.

الخطوة التالية هى استشارة الطبيب فى حالة ظهور أعراض غريبة مثل ألم شديد أو ورم أو ضعف فى العضلات وربما يطلب الطبيب عمل أشعة لتقييم الحالة، لكن لا توجد حاجة للتسرع فى اتخاذ قرار علاج جراحى فى هذه المرحلة، حيث إن أغلب الحالات تتحسن فى خلال فترة قصيرة، وبعضها يحتاج إلى جلسات علاج طبيعى بسيطة أو تأهيل لاستعادة حالة المفاصل والعضلات الطبيعية التى كانت عليها قبل الحج.

كما يجب الاهتمام بالغذاء الجيد وشرب السوائل بكميات كافية بعد رحلة الحج لتعويض ما يفقده الجسم، ولا داعى للقلق من تدهور الصحة أو الخوف من أن تزداد الخشونة بعد رحلة الحج، فهذا نادرا ما يحدث حيث إن تطور الخشونة أو ألم الظهر لا يحدث فى فترة قصيرة أو حتى مع المجهود.