عصام كرم الطوخى يكتب: الأفكار الكبيرة

من يمتلكون أفكاراً كبيرة يتحصنون بحائط صد يكون له رد فعل قوى لردع توافه الأشياء أو أى عوائق مزعجة قد تصادف ما يتطلعون إليه، أو القضاء على ميول غير مرغوب فيها تعوق تفكيرهم، بل قد تجد الأفكار الكبيرة متجهة إلى البحث عن المزيد لارتقاء ذاتك وتعزيز قوتك وتطوير قدراتك المتجه نحو تحقيق أهداف عظيمة والتى تستطيع من خلالها جلب كل ما يسرها ويحفزها ويجعلها تتوافق مع الظروف التى قد تصادفها والتى من الغالب تجدها قاسية.

لذلك بجهودك غير العادية والمتواصلة تستطيع جلب الصور المرغوب فيها والتى تساعدك على التوجه الوجهة الصحيحة ومواصلة التفكير لتحصل على النتائج المرجوة، وتجسيد القدرات الكامنة فى روحك، وإيقاظها لتكون عوناً لك، لذلك تجد معركتك الحقيقية فيما تملكه من أفكار بناءه ومبدعة وسر قوتك هو إيمانك بنفسك والقوة واليقين الذى بداخلك لأن ما ندركه ونستوعبه ونستشعره هو ما سنكون عليه من واقع فعلى، لذلك تجد من لا يملكون أفكارا راقية يقضون وقتهم فيما لا يعود بفائدة ملموسة عليهم ترتقى بهم وبمجتمعهم، بل تسرق حياتهم منهم وهم لا يشعرون، تجدهم يرجعون للخلف بسبب الصور السلبية عن الحياة التى فى عقولهم.

الأفكار الكبيرة غير الخاضعة للإغراء لا تتحرك بدافع من الميل نحو شىء معين، أو نزوة أو غضب، إنما تحركها ثوابت وقوة داخلية تدرك ماهية الروح الإنسانية وانتماءها لأصحاب الرسالات المدركون للكثير عن العالم الباطن، فيبهرون العالم بأفكارهم وعلمهم ببلورة أقصى طموحهم إلى أفعال وإنجازات عظيمة لأنهم أصحاب إرادة هادفة وينمون مع الحياة ويؤثرون فيها تأثيراً عظيماً، يساعدهم على ذلك أن الأفكار الفاعلة والراقية تجذب لها أفكار مثلها تتوحد وتنمو معها، لذلك كلما ازداد وعينا ازدادت قدرتنا على التواصل والتفاعل والسيطرة على كل أحوالنا.

يقول محمد على كلاى: "الأبطال لا يخلقون فى الأندية، الأبطال يتشكلون من شىء عميق داخل أنفسهم: الرغبة، الحلم، والرؤية".

كن ممن يحلمون بأفكار كبيرة مهما كانت ولا يتوقفون عن مواصلة السير، ويكمن سر نجاحهم فى الأمل الذى يحركهم نحو تحقيق أهدافهم إلى حقيقة، فكم من الأحلام كانت دافع لنفسها فإذا كان النجاح بعيداً عنك فلا تجعل الهزيمة تقترب منك وتقف على بابك.