بعد مطالبة الرئيس بتجديد الخطاب الدينى..الإفتاء تعلن استجابتها لدعوة السيسى..إبراهيم نجم : الخطاب الدينى القويم يقوم على الرفق واللين..الشحات الجندى:شاعت الأمية الدينية وهو ما يستدعى التجديد فى الدين

السبت، 03 يناير 2015 08:04 م
بعد مطالبة الرئيس بتجديد الخطاب الدينى..الإفتاء تعلن استجابتها لدعوة السيسى..إبراهيم نجم : الخطاب الدينى القويم يقوم على الرفق واللين..الشحات الجندى:شاعت الأمية الدينية وهو ما يستدعى التجديد فى الدين دار الإفتاء
كتب لؤى على- ندى سليم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دعا الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، الأزهر الشريف، برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إلى ضرورة تجديد الخطاب الدينى، وبالفعل فى أول استجابة للرئيس أعلنت دار الإفتاء المصرية، على لسان الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتى الجمهورية، تبنى دار الإفتاء المصرية للدعوة، التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى لتجديد الخطاب الدينى فى احتفال مصر بالمولد النبوى.

وأكد نجم لـ"اليوم السابع"، أن الدار سوف تشهد تطورًا كبيرا فى المرحلة القادمة بهدف تحقيق أعلى درجات التواصل الفعال مع جميع الـمتعاملين مع دار الإفتاء من عموم الـمسلمين فى مصر والوطن العربى والعالم.

وأضاف نجم أن استجابة الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، لدعوة الرئيس السيسى، بدأ بإصدار توجيهاته للعاملين فى جميع قطاعات دار الإفتاء بالسعى لتقديم مزيد من الخدمات الشرعية والإفتائية بصورة عصرية تناسب الواقع المعاش.

وعن رؤيته لتطوير الخطاب الدينى يقول الدكتور إبراهيم نجم، إن التطرف والفكر التكفيرى من أهم وأكبر الأزمات، التى يتعرض لها المجتمع الإسلامى فى الفترة الراهنة، لما تفقده من قيم الوسطية، التى هى من أسس الأمة الإسلامية، ولما يُؤديه ذلك الفقد من آثار سلبية أهمها التناحر والاقتتال بين أبناء الأمة،مما يهوى بمجتمعنا الإسلامى من قمة الألفة والوحدة إلى حضيض الفرقة والتشرذم، وهو ما نهانا عنه الله عز وجل.

وتابع نجم فى تصريحات لـ"اليوم السابع": لا ينبغى أن نكون كالنعام تدفن رؤوسنا فى الرمال ونتغنى بأمجاد الماضى، بل يجب أن نواجه أنفسنا بالحقيقة التى استيقظت عليها الأمة الإسلامية، ونعرف الأسباب ووسائل العلاج، لنقتلع ذلك الفكر المتطرف من جذوره، ونمحو تلك الآثار المدمرة لضياع له، ونرسى دعائم السلام والرحمة والتسامح بين الإنسان – كل الإنسان – وأخيه الإنسان.

وأوضح أن هذا الهدف الإنسانى النبيل حقيق على الجميع السعى إلى نيل غاياته والوصول إلى منتهى درجاته، ولن تكتمل هذه المهمة بنجاح إلا إذا تمت عقلنة الخطاب الدينى وتقديمه بصورته الصادقة التى تعبر عن الرحمة والحرية واحترام الإنسان والتسامح، بعيدا عن كوابيس العنف والتكفير.

وأشار نجم إلى أن الخطاب الدينى القويم، الذى ينأى عن التحزب هو ذلك الخطاب الذى يقوم على المنهج الوسطى المعتدل، الذى يميز جوهر الإسلام، ويقوم على الرفق واللين، ويرفض الغلظة والعنف فى التوجيه والتعبير والتوازن والاعتدال والتوسط والتيسير، خاصة أن الفكر المتطرف ينكر التفسير وينكر المقاصد والمآلات والمصالح، أى أنه يريد أن يحول فهمه للنص إلى دين، ويتميز الفكر المتطرف بالتشدد، وعندما يطبع عليه الطابع الدينى يتحول إلى عنف، والعنف يتحول إلى صدام والصدام يتحول إلى فرض رأى بالقوة فيكون إرهابًا.. ومن خصائصه أيضًا سحب الماضى على الحاضر، فهو يريد أولًا ألا يدرك الواقع، لأنه مرفوض عنده، كما أنه مهتم بالظاهر، لذلك تجد أن المنظومة الأخلاقية واهية عند معتنقى ذلك الفكر.
وأوضح نجم أن أهم أسباب التعصب والتطرف هو "التكفير"، الآفة التى عصفت بالمجتمعات لتنشر الموت والخراب. ولذا ينبغى أن تظل الجهود متواصلة فى إطار مواجهة كل أسباب التعصب والانغلاق لخلق أجواء التعايش والتسامح بين جميع مكونات المجتمع الواح، مضيفا.
وقال نجم، ينبغى على الخطاب الدينى راشد: إن يسعى إلى علاج مثل هذه الظاهرة والتصدى لها، وتوضيح المفاهيم التكفيرية وموقف الإسلام من التكفير، وخطورة إطلاق الأحكام التكفيرية على العامة من الناس والخاصة من أولى الأمر، والحث على التمسك بالمنهج الأزهرى الوسطى القويم ونشر الفكر القويم وتصحيح المفاهيم المغلوطة التى نشرتها الفرق المختلفة، ومواجهة الفكر المتطرف بالقوة الفكرية بعيدًا عن تلك القوة الجبرية، التى لا تؤدى إلى شىء سوى العنف والتطرف.

كذلك ينبغى أن يعمل الخطاب الدينى على التوعية الشديدة للشباب، ويركز على الجوانب المضيئة للدين كعامل استقرار بين الشعوب لا كعامل احتراب وصراع،وبيان جوهر الدين المبنى على الرحمة والعدل والحرية واحترام الإنسانية والإنسان، وأن الإسلام فى طبيعته تفاؤل ورحمة، وهو بعيدٌ عن التكفير والتشدد، من خلال منهج وسطى قويم.

قال الدكتور محمد رافت عثمان أستاذ الفقة المقارن بجامعة الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء، إن دور الواعظ الدينى فى المساجد تحتاج إلى حرص وعناية دقيقة والحيطة الشديدة قبل وصف الآخرين بالكفر، حيث يجب التاكد قبل الإسراع فى تكفير المخالفين لنا فى الرأى، مشيرا إلى أن التجديد فى الخطاب الدينى يبدأ باتخاذ منهج التيسير وعدم الإسراع فى وصف الآخرين.

وتابع عضو هيئة كبار العلماء فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن الأزهر مازال موجودا على الساحة الإعلامية ليدعو إلى مكارم الأخلاق، وإنما وسائل الإعلام أعطت الفرصة فى الآونة الأخيرة لظهور بعض أصحاب الآراء الشاذة، التى لايصح أن تصبح مقياسا عاما لكل العلماء، لذلك أناشد كافة وسائل الإعلام المرئية منها والمسموعة بألا يفتح بابه إلا لعلماء الأزهر المتخصصين، وهذا يمكننا من غلق الباب أمام كل فكر شاذ يدعى كذبًا أنه ينتمى للإسلام.

فى حين أكدت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن كافة المؤسسات سواء الأزهر أو وزارة الأوقاف أو وزارة التعليم على تراجع الخطاب الدينى فى الفترة الماضية وعدوله عن وسطية الإسلام المعهودة، فنحن أصبحنا فى حاجة إلى بعث علمى ودينى وأخلاقى.
وتابعت آمنة نصير، أن مؤسسة الأزهر مسئولة عن تراجع الخطاب الدينى نتيجة أنها ظلت فترة كبيرة فى حالة من النوم والسبات العميق، وغفلت عن ما يتربصون حولها من أصحاب الفكر السلفى المتطرف، لذلك اعتبرت أن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسى الأخير حول ضرورة القيام بثورة دينية يعد صفعة شديدة على أهل السبات والنوم، لأننا فى فترة حرجة لا تحتاج إلى تكاسل، وبينما تحتاج إلى إرادة مصرية قادرة على التغيير.

ويقول الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن التجديد يقصد به: إحياء جوهر الدين والعودة به إلى منابعه الأولى معرفة وفهما وسلوكا، بحيث يتجلى أثره فى دنيا الناس وفى واقعهم الحياتى، فيكون منظما لشئونهم، مصححا لسلوكياتهم، فى إطار الثوابت والمقاصد الشرعية.

وأشار الجندى لليوم السابع، أن نصوص الشرع، وأقوال وأفعال صاحب الشريعة جاءت لتحقيق صالح الناس، بموجب ما اشتملت عليه منظومة الإسلام فى العقيدة والشريعة والأخلاق والحضارة، وبها قدمت نموذجا للشخصية المسلمة، التى أضافت للإنسانية ونهضت بالدنيا وفق صحيح الدين، وكانت قطب الرحى، فى بناء وتربية النفس المؤمنة، وبعث الضمير، وتهذيب النفس، والاستقامة بها على درب النجاة والفلاح، فحقق بها المسلم الرسالة الإلهية فى الايمان وإعمار الكون، وترقية الحياة.

وأضاف الجندى، أن ما يؤكد حيوية هذا التجديد، ما آلت إليه أوضاع العالم الإسلامى فى كل المناحى الدينية، فقد شاعت الأمية الدينية، وتلازم معها التخلف فى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية على نحو غير مسبوق، وهو ما يستدعى التجديد فى الدين، مصداقا لحديث الرسول – صلى الله عليه وسلم- يبعث الله على رأس كل مائة سنة من يجدد لهذه الأمة أمر دينها".

وللخروج من هذا الوضع المأزوم، يقول الجندى، أن تجديد الفكر والفقه فى الدين يجب أن يضطلع به من هو مؤهل له، ممن تسلحوا بأدواته، فقد اتسع الخلل فى الفكر وتعطل الاجتهاد لكثرة ما تواجهه الأمة والأوطان من أزمات ومشكلات أصبحت عنوانا بائسا، وصورة حاضرة عن المسلم فى العالم المعاصر.

وبسبب تفاقم نموذج العجز والانبطاح أمام الفكر الغربى، وتصدى جماعات غير قادرة ولا مؤهله لفرض الإسلام المغلوط، على أنه الإسلام الحق وتراكم الخطايا وعدم إدراك فقه العصر والمرحلة.

فقد باتت الحاجه ملحة ليقوم بمهمة التجديد وأداته الاجتهاد المؤسسة الدينية البصيرة والمتبصرة بعلوم الشرع الفاقهة بأبعاد العصر ومتطلباته، المعتصمه بالاجتهاد المقاصدى والاجتهاد الجماعى الذى يكون رائده الصالح العام للمجتمع والوطن.
ولكى يسير هذا التجديد إلى غايته المنشودة فى الإصلاح عليه أن يقوم بتصحيح المفاهيم المغلوطة، التى عمت فى الفكر، ويغرس المفاهيم الصحيحة ويقدم رؤى وآليات لتطبيق أسس الشورى، وأهمية الرأى الآخر، وقبول العملية الديمقراطية، وحق المعارضة والسماح بالاختلاف وفق رؤية الشرع فالاختلاف المقبول هو: اختلاف تنوع وثراء، لا اختلاف تعارض وتضاد، والبعد عن فكر التطرف والتكفير، وتحفيز التفكير العقلى الدائر فى نطاق الشرع والحفاظ على جمع الصف ووحدة المجتمع والأمة، وتحريم وتجريم كل صور العنف ورفع السلاح فى وجه المسلم، وتكريس مفهوم السلام فى العلاقات الدولية.

فقد ابتليت المجتمعات الإسلامية بفكر مغلوط حول بناء العلاقات المجتمعية، أدت إلى الفرقة والانقسام، وتشيع المسلمون إلى فرق وأحزاب يدين بعضها منهج ومسلك الفريق الآخر، وامتد ذلك إلى المذهبية فى الدين، مع حرمة هذا الانقسام، بقوله تعالى: "إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم فى شىء ".

مما أفرز آفة التقاتل، والحرب الأهلية بين المسلم وأخيه فى ارجاء العالم العربى، وهو مؤثم أشد التأثيم بحديث الرسول – صلى الله عليه وسلم- إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول فى النار.


موضوعات متعلقة:


علماء الأزهر يطرحون "روشتة" تجديد الخطاب الدينى.. عمر هاشم: على الدعاة البعد عن السياسة فهى الطامة الكبرى.. والمفتى: نواجه مشكلة الغلو والتطرف سببه التسيس.. عميد أصول الدين: يجب مواجهة قضية التكفير










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة