مارينا فارس تكتب: طائرة وعصفور

الإثنين، 26 يناير 2015 12:18 م
مارينا فارس تكتب: طائرة وعصفور عصفور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أجلس فى شرفتى بعيداً عن كل شيء وعلى الطرف الآخر من الدنيا أتابع طائرة ورقية تحلق بعيدًا، تتقاذفها الرياح من جهة لأخرى . تظن أنها حرة, و أنها تستطيع أن تلامس أطراف المجرة. لكن إذا دققت النظر فسوف ترى خيطا طويلا يمسك بنهايته طفل. أحياناً يزيد طول الخيط فتحلق أبعد وأحياناً يطوى الخيط فتقترب, وهكذا بدون إرادة . تتحكم فيها الرياح و ذلك الممسك بطرف الخيط .. وعلى الجانب الآخر تحلق تلك العصافير بعيداً لكن دون خيط يسمك بها.

كم أعشق تمردها و حبها للحرية!. أنثر حبوب القمح على حافة نافذتى فتأتى على استحياء لتلتقطه بطرف منقارها ثم تهرب سريعاً. أظنها تهرب لأنها تخشى البشر, تخشى أن تصبح مثلهم. أنثر القمح من أجلها لأنعم ببعض اللحظات وأنا أراقبها عن كثب علنى أتعلم منها السعادة .

حين تجد نفسك تذهب لأماكن لا تحبها لتقول كلام لا تريده و تسمع أشياء لا تعنيك... و قلبك الذى خاض حروبه مع ذاته و قد هدأت أخيراً عواصفه فلم يجد سوى الملل و بقايا الأتربة بعد العراك... ربما تقوم ثورة فى رأسك فتضرب الأرض بقدمك كطفل غاضب. تقول لا شىء يعجبنى, الحياة مملة.. لكنك تعود فى اليوم التالى لتقوم بنفس الأشياء وتعيد نفس الكلمات..

لحظات تمر كأنها دهور تلك التى تضيع فيها من ذاتك.. حين ينازع قلبك عقلك و يسحق يأسك أحلامك الملونة. فتكون أنت الضحية الوحيدة.. تتذكر ذلك الجانب المظلم من غرفتك الصغيرة.. ذلك الرف البعيد الذى تخفى فيه أشياء تريد أن تنساها لكنها لا تنسى.. أشياء صارت وأشياء تخشاها من المستقبل. فتسأل نفسك: "هل أنا الطائرة أم العصفور"؟!

أخشى التحول إلى شبح باهت, أخشى ضياع غرفتى الصغيرة . أخشى أن أنتمى لوجود شفاف أقرب للعدم . كل يوم أعد على أصابعى خيباتى وأعيد كتابتها مئات المرات قبل أن تأتى الأحلام فتمحوها و يقذفنى الأمل بكل قوته فأرتفع و ترتفع صوت ضحكاتى.

تهرب من عالمك الصاخب لتختبئ فى غرفتك الصغيرة. تخرج هواياتك من العلبة المغلقة و تنزل أسباب سعادتك الصغيرة من على الرفوف المهملة وتتجول بين ذكرياتك و تزيل عنها الأتربة التى كونتها الأيام وتزيل عن قلبك الأتربة التى حجبت عنك السعادة.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

.

.

طفل طفله ام اب هى ان فى الدنيا رجا

عدد الردود 0

بواسطة:

Reda harby

مقال رائع

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة