بعد تأكيد صحيفة تركية مطالبة تميم أردوغان بتطبيع العلاقات مع مصر.. خبراء: الدوحة ستغير سياساتها مع أنقرة حال سير قطر فى المصالحة للنهاية.. باحثة: العلاقات القطرية التركية مرهونة بتحسن العلاقة مع مصر

أثارت مطالبة أمير قطر لرجب طيب أردوغان الرئيس التركى بتطبيع العلاقات مع مصر كما ذكرت صحيفة زمان التركية، جدلا واسعا حول دور قطر خلال الفترة المقبلة، وأكد أساتذة علوم سياسية وخبراء أن سياسة قطر ستتغير كثيرا مع تركيا فى حال تحقق المصالحة مع مصر بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين.

تحقيق المصالحة بين مصر وقطر سيتطلب تغير الدوحة سياساتها مع تركيا

وقال الدكتور محمد السعيد إدريس، رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن موقف قطر من تركيا سيرتبط بمدى جدية الدوحة فى المصالحة مع مصر، مشيرا إلى أن قطر تفرض نفسها كواقع فى إطار التفاعلات العربية والإقليمية.

وأضاف رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن قطر ستغير سياساتها من تركيا إذا كان لديها جدية فى تحقيق مصالحة حقيقية مع مصر، وإذا أدركت الدوحة أن تطبيع العلاقات مع مصر يعد مصلحة لها ستتجه لتطبيع العلاقات مباشرة.

وأكد إدريس أن تطبيع العلاقات بين مصر وقطر يستلزم اعادة السياسة الخارجية لقطر سواء التحالفات والصراعات، مشيرا إلى أنه إذا صارت الأمور فى اطار تطبيع العلاقات بين مصر وقطر، فإن الدوحة لا تستطيع أن تكون ذات علاقات جيدة مع دولة تعادى مصر مثل تركيا.

وتابع: "لا أستبعد خلال الفترة القادمة أن تتحسن العلاقات بين مصر وقطر، إذا كانت الدوحة جادة فى تحسين العلاقات، مشيرا إلى أن هذا سيتطلب تحول فى العلاقات القطرية التركية اذا استمرت أنقرة فى سياساتها المعادية لمصر.

وأشار إدريس، إلى أن العلاقات بين مصر وتركيا لا تقتصر على قطر فقط، ولكن هناك مواقف مختلفة بين البلدين أهمها موقف تركيا من سوريا والذى ترى مصر فيه ضرورة الحل السياسى فى سوريا بينما تساند تركيا جماعات جهادية، وكذلك الموقف فى العراق.

العلاقات القطرية التركية ستتأثر بإتمام المصالحة مع مصر

وفى السياق ذاته قالت الباحثة فى الشئون الخليجية ايمان رجب، أن العلاقات بين قطر وتركيا هى وحدة خلاف بين قطر ودول الخليج العربى، وهو ما يجعل دولة قطر فى مأزق اذا ما تم إتمام المصالحة مع مصر.

وأكدت رجب فى تصريحات لليوم السابع، أن لقاء أمير قطر بالرئيس التركى كان فى إطار امتصاص الضغوط الخليجية على قطر لعودة علاقاتها مع مصر وتغيير سياستها تجاه الوضع القائم بها، مشيرة إلى أن العلاقات القطرية التركية ستصاب بالتوتر حال اتمام المصالحه مع مصر.

وأوضحت الباحثة فى الشئون الخليجية أن العلاقات التركية لم تنقطع لان هناك استثمارات تركية قائمة مع مصر، وأن العلاقات المصرية التركية فى توتر قائم منذ القدم، لافتة إلى أن سياسة الرئيس التركى رجب أردوغان هى سعيه للتضييق على هيمنة مصر فى الشرق الأوسط.

قطر تسعى لتحقيق توازن فى علاقاتها بمصر وتركيا

فيما قال السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، أن قطر سوف تسعى لعمل توازنات فى سياساتها مع مصر وتركيا خلال الفترة المقبلة فى حال إتمام المصالحة بين القاهرة والدوحة، فى ظل استمرار توتر العلاقات بين مصر وتركيا.

وأضاف العرابى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن أسباب جعل قطر تتصالح مع مصر تخالف تماما عن تركيا، لأن رجب طيب أردوغان الرئيس التركى ينتمى إلى جماعة الإخوان، بينما تسعى قطر إلى إعادة رسم سياساتها من جديد فى المنطقة العربية.

واستبعد العرابى، إمكانية توسط قطر من أجل إقناع تركيا بتطبيع علاقاتها مع مصر فى حال إتمام المصالحة بين مصر وقطر، موضحا أن المصالحة بين القاهرة وأنقرة أمر صعب فى الوقت الحالى..

كانت صحيفة زمان التركية قد ذكرت أن الشيخ تميم بن حمد أمير قطر أوضح لأردوغان أهمية الدور الذى تلعبه مصر فى منطقة الشرق الأوسط، وبعث برسالة مفادها: "لا محالة من تطبيع العلاقات مع رئيس الجمهورية المصرى عبد الفتاح السيسى. ومن المؤكد أن هناك فائدة من إعادة تقييم سياساتكم فى الموضوع مرة أخرى".


موضوعات متعلقة:

موقع إسرائيلى: قطر ستجبر حماس على وقف عدائها للجيش المصرى