جمال أسعد

لماذا تفشل الأحزاب المصرية؟

الثلاثاء، 23 ديسمبر 2014 11:14 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا ديمقراطية بدون تعددية ولا تعددية بدون أحزاب، ومع ذلك فالديمقراطية ليست موضة نسايرها أو شعارات نرددها أو علاج ناجع يشفى كل الأمراض فى كل زمان وكل مكان، الديمقراطية ليست غاية بل هى وسيلة، الديمقراطية هى قناعة وثقافة وممارسة، الديمقراطية ليست صندوقا نزايد به وعليه، ولكنها إرادة حرة واختيار ذاتى بلا وصاية دينية أو اقتصادية أو قبلية أو جغرافية، ولذلك ارتبطت الديمقراطية بالتعددية الحزبية حتى يكون هناك مساحة للاختيار الحر بين البرامج الحزبية التى يتم على أساسها اختيار الحزب الذى سيحوذ على الأغلبية حتى يشكل الحكومة، ويطبق ذلك البرنامج، فأين الحياة الحزبية لدينا من كل هذا؟

هنا لا يمكن الفصل بين مراحل الحياة الحزبية منذ بدايتها، وما قبل يوليو 1952 وحتى عودتها فى 1977 وحتى الآن، لأن ذلك يرتبط بطبيعة الحياة المصرية ونوعية سلوك المصريين منذ نشأت الدولة المركزية، والتى أسست للسلطة المركزية التى يدور فى فلكها الجميع ويتمناها ويتملقها الجميع من أجل أن ينالوا بصيصاً من هذه السلطة، كل فى موقعه، الشىء الذى خلق مراكز ثقل عائلى وقبلى وطائفى بطول البلاد وعرضها تسعى لهذه السلطة بدءا من الخفير والعمدة والمجالس المحلية وصولاً للبرلمان هادفين ومستهدفين الوصول لهذه السلطة ولا علاقة لهم لا بفكر ولا بأيديولوجية ولا برامج سوى هذه السلطة، سواء كانت ملكية أو جمهورية اشتراكية أو رأس مالية مدنية أو دينية، ولذلك فعندما بدأت الأحزاب بصورة مؤثرة فى المشهد العام مع الوفد عام 1919 لم يكن هذا نتيجة لبرنامج الوفد أو لمبادئه، ولكنها ظروف الاستعمار التى خلقت رد فعل مقابل، وهو المطالبة بالاستقلال، ولغياب الفكر والبرنامج الحزبى وجدنا الانشقاق بين سعد وعدلى منذ البداية، حتى إن البعض قبل الاحتلال على يدى سعد ولا الاستقلال على يدى عدلى، واستمر هذا المناخ الحزبى الشكلى وفارغ المضمون فى الوقت الذى كانت تسيطر فيه النخبة على المشهد بعيداً عن الجماهير. هنا فما علاقة بعد 1952 كان الحزب الواحد الذى ركز على الديمقراطية الاجتماعية الحقيقية على حساب الديمقراطية السياسية الشكلية، ثم كانت الأحزاب فى 1977 بقرار فوقى لتكملة الشكل الديكورى الديمقراطى، ولذلك كان الحزب الوطنى قبلة للجميع ليس اقتناعاً ولكن تقرباً للسلطة تفعيلاً لجين السلطة القابع فى الضمير الجمعى، وجاء مبارك باستقراره الذى تحول إلى موات سياسى بامتياز، فوجدنا أحزابا بلا جماهير، كوادر بلا قواعد برامج منفصلة عن الواقع، وللأسف مازال الوضع كما هو أحزاب تتصارع على الهواء وتتنازع على قوائم، لأنها لا تملك جماهير الفردى فتريد أن تكون القوانين أداة لتغطية فشلها، فما زال الدوران فى فلك السلطة قائماً، الشىء الذى يتناقض مع فكرة الأحزاب ولا يتسق مع جوهر الديمقراطية نعم نريد ديمقراطية. نعم نريد أحزابا حقيقية، ولكن كيف هذا والأحزاب قابعة فى العاصمة لا تملك غير مؤتمرات صالونية، وقد استبدلت الجماهير بوسائل إعلام تزيف الوعى وتخلق الاغتراب وتنفر من الأحزاب، فهل للأحزاب أن تنزل وتدرس الواقع حتى تستطيع التعامل معه حتى تكتسب ثقة الجماهير، هل لها أن تعلى مصلحة الوطن على حساب مصالحها الذاتية، فالحل المتاح التوافق السريع بقائمة موحدة على أجندة وطنية تدرك خطورة المرحلة حتى لا تعود الساعة للوراء ويخسر الجميع ولا ينفع التشدق بالديمقراطية.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة