يوسف إبراهيم يكتب: المشكلة فينا إحنا

إحنا شعب متدين بطبيعته علشان كده تلاقى أخبار (العنتيل) متصدرة كل الصحف والمواقع وياريت متصدرة وبس وكمان تلاقى أخباره رقم واحد فى أكثر قراءة ورقم واحد فى أكثر تعليقا.. علشان احنا شعب متدين بطبيعته تانى يوم نشر الخبر بقى اسم (عنتيل الغربية) الأكثر بحثا على جوجل فى مصر، شوفوا بقى كام مليون مصرى كان بيدور على فيديوهات العنتيل وكمان غير العنتيل ياريت تلاحظوا أن الأخبار الجنسية عموما دائما ما تحتل الصدارة فى أى موقع أو جريدة أو صفحة على الفيس بوك أو توتير.

لو مرة لاقيت خبر حادثة إرهابية استشهد فيها عدد كبير وفى نفس الوقت خبر مثل (اغتصاب زوجة رغما عنها)، أكيد هتلاقى القارئ جرى ورا الخبر التانى.. الأكثر سخرية إنك فى كل الأخبار الجنسية تلاقى ناس بتعلق عليها بتدى نصائح ومواعظ للقراء أو بتشتم فى الجريدة صاحبة الخبر على أنها بتشيع الفجور فى الأرض.. السؤال هنا بقى، إيه اللى دخلك الخبر أصلا؟ وبعد ما تقرأ وتتفحص يصحى المصرى الأصيل اللى جواك ويقولك أنصح الناس إن كده غلط.. إحنا تانى أكبر بلد فيها تحرش جنسى فى العالم بعد أفغانستان (عندهم تحرش زيينا)... يا عالم لازم نعترف إننا شعب مش متدين حقيقى إحنا بس عندنا تدين ظاهرى ولعل ظاهرة (العنتيل) فى المجتمع المصرى أكبر دليل.

وعلى فكرة إحنا زمان مكناش متغيرين اللى اتغير بس زمان مكنش فى كاميرات بتصور، التدين باللى بتعمله مش باللى بتعلنه.. دايما إحنا نعشق الضحك على أنفسنا بنفهم نفسنا إننا حضارة مش عارف كام ألف سنة وإن مصر مستهدفة من جميع الدول وإن الناس كلها بتغير مننا.

وإننا شعب متدين بطبيعته، وإن المصرى لو أخد الفرصة هيبقى أفضل من الأوروبيين مع إن عدد اللى نجحوا برا مصر لا يقارنوا بعدد اللى فشلوا برضه برا مصر... على فكرة المشكلة فى حد معين مش فى المواقع اللى بتنشر الخبر ولا فى جوجل اللى مش لاقى الفيديوهات ولا فى الروتين والمشاكل الحكومية والتعليم.. المشكلة فينا إحنا جوانا... إحنا اللى لازم نتغير من جوا قبل برا إحنا اللى لازم نتحرر من تقاليع التدين المزيف والعلم المزيف والشخصية المزيفة، إحنا اللى لازم نفكر ونبتكر ونخطط وننفذ دون النظر إلى الظروف المحيطة... عارفين أحلى حاجة فى المصريين إيه.. إنه بعد ما هيقرأ كل الكلام دا هيقفل الصفحة ويفتح جوجل ويدور على فيديوهات العنتيل... وهتلاقى واحد معلق على الخبر سايب لينك فيديوهات العنتيل حصريا.