يحيى الرخاوى

الوصايا العشر للإعلام ودوره الجديد (2 من 2)

الإثنين، 20 يناير 2014 11:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ذكرت أمس ثلاث وصايا من العشر هى: الكف عن الحديث فى الماضى إلا بعد حكم القضاء، والامتناع عن رشوة ودغدغة مشاعر المشاهدين أو تخدير المستسهلين، ثم وصية بضبط جرعة الإثارة للإثارة، وملعون أبوالإعلانات، ( أعلم أننا نعيش فى عالم التنافس المسعور الذى يعتبر كل هذا كلاما فارغا ).
ونواصل اليوم بقية الوصايا العشر.

الوصية الرابعة: على الإعلام أن يساهم فى إعادة معنى موضوعى للزمن وحسن التوقيت، فلا يكون همه التفريغ الآن، أو التحريض على العقاب الفورى دون تحقيق، إرضاء لمزاج الشارع أو غير الشارع.

الوصية الخامسة: على الإعلام أن يعلم الناس – بعد أن يبدأ بنفسه – قراءة الخبر فى دوائر سياقه الممتدة، وأن يجتهد فى تفسير الحدث أبعد من مجرد تحديد السبب الظاهر أو العلّة القريبة، حتى يتعلم الناس – حالة كون الإعلام يتعلم – أنه لا شىء فى أية بقعة فى الأرض مهما صغر يمكن أن ينفصل عن سائر ما يجرى فى العالم، وأن المطلوب ليس فقط هو إنقاذ مصر، وإنما هوالإبقاء على هذا النوع البشرى بالتركيز على "العدل" والتكافل الإيجابى لتعمير الأرض وعبادة الحق تعالى، بدءًا من كل واحد بنفسه فبلده (بلدنا هى: "مصر" إن كنت تذكر) فالعالم الطيب أجمع!.

الوصية السادسة : من حق الإعلام أن يختار المقدِّمين بقدر ما يتمتعون "بكاريزما" جاذبة، ولكن أيضا عليه أن يضع فى الاعتبار مدى ما يملكون من قدرات على تحريك وعى الناس فى اتجاه الإنتاج والإبداع.

الوصية السابعة: على الإعلام أن يتعلم، ويعلم الناس، كيف يقرأون الأرقام، كل الأرقام من أول أرقام الثانوية العامة حتى أرقام مؤشر البورصة وصناديق الانتخابات وأن يحسن ترجمة هذه الأرقام إلى معان بسيطة محددة لها علاقة بالحياة اليومية بما قد تساعدنا على الوفاء بمستوى الضرورة انطلاقا للمشاركة فى صراع البقاء.
الوصية الثامنة : على الإعلام أن يعلمنا – بعد أن يتعلم ، أو وهو يتعلم – أنه لا يوجد سلام بين ذئب وحمل، وأن السلام بين قوى غير متكافئة هو سلام "القطيع والرعاة"، وأن ثقافة الحرب ليست دعوة للحرب، وإنما هى تزويد الوعى القومى بوقود لهيب استمرار الاستعداد لملاقاة الخطر من عدو حقيقى، ومن ثم فالمطلوب هو أن يحدد الإعلام للناس عدوهم الحقيقى، ليس فقط الذى يهدد أى شبر من أرضهم، وإنما الذى يهدد هويتهم، ولغتهم، وحزمهم، وعزمهم، وكرامتهم، وإبداعهم، بطريق مباشر أوغير مباشر.

الوصية التاسعة : على الإعلام أن يساعد الناس فى إعادة النظر فى المقاييس التى يقيسون بها الأداء: سواء أداء حكامهم أو نوابهم أو أداء أى عامل نظافة يسهم فى بناء معالم حضارة تليق بنا وبالبشر، من أول نظام الشوارع حتى جودة التعليم إلى وفرة الضروريات وخُلق المعاملات.

الوصية العاشرة : على الإعلام أن يشارك فى التوعية الهادفة لتعميق الإيمان اليقين الخلاق، فربنا سبحانه يدعونا "لما يحيينا"، فيساهم الإعلام فى أن يحتوى ويعمّق وربما يصحح التدين الشكلى السلطوى الترهيبى الترغيبى.

وبعدإن لم يتحول الإعلام ليقول بدوره "نعم للحياة" وبالتالى "لا للانتحا" فلا فائدة من "نعم" للدستور ولا "نعم" للقائد الجديد ولا "نعم": "للعيش" و"الحرية" "والعدالة الاجتماعية"، لأن كل هذه الأقوال الجميلة هى مجرد شهادة ميلاد لا تعطى أى ضمانات أن المولود سوف يستمر فى الحياة إلا إذا وفرنا له مقومات الحياة.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة