خالد صلاح

خالد صلاح يكتب" كلمة واحدة ": العناد يذبح الأمل.. وقد كنا نحلم ببعض الأمل!

الثلاثاء، 11 يونيو 2013 08:52 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كل كارثة فى العالم يمكن للبشر السيطرة عليها حين تكون الإرادة أعظم من أن تقهرها الكوارث، لكن كارثة واحدة لا يمكن للبشر أن يصمدوا فى مواجهتها أبداً، عقدة واحدة لا تترك أى أمة إلا وهى جثة هامدة، لا تسكنها روح، ولا تجرى فى عروقها دماء، إنها غياب الأمل.
غياب الأمل هو الشؤم الأكبر على الأمم، غياب الأمل هو الفيروس الذى لا يمكن السيطرة عليه، والوباء الذى يطيح بالضمائر والأفئدة ويسحق الحاضر والمستقبل، فإذا أردت أن تبنى أمة عصية على الانكسار فلتزرع فى شعبها الأمل، أما إذا أردت أن تقهر أمة بالضربة القاضية فاقتل فى شعبها الأمل، الأمل فى كل شىء وفى أى شىء، وأخشى أننا نعيش على أعتاب انهيار الأمل تحت أحذية أطماع السلطة، وأخشى أننا نساهم جميعاً فى القضاء على كل (حلم لبكرة) فى قلب كل مواطن على هذه الأرض.

الأمل يقتله العناد، ونحن نعيش أكبر مرحلة للعناد فى تاريخ مصر، السلطة تعاند دون أن تدرك أنها قد تنتصر لنفسها وأفكارها، لكنها تهزم الأمل فى شعب لم يكن يستحق ذلك مطلقاً، السلطة تعاند للتغطية على عثراتها دون أن تترقب أجهزة إنذارها مؤشرات الاكتئاب التى تسيطر على مشاعر الناس، السلطة تعاند كل من حولها، تعاند القضاء وتخطط لسحق استقلاله، وتعاند الثقافة وتدبر لوأد أهم ثروات هذه الأمة فى عقلها المبدع وأرواحها الرحبة الخلاقة، وتعاند الإعلام ولا تترك فرصة للانقضاض عليه إلا وشحذت لها الهمم ودقت من أجلها الطبول، والسلطة تعاند أحلام الناس، فيخرج حملة الطبل والمزامير ليبرروا الفشل، ويزينوا الإخفاق، بل يتجاهلون إحباطات الناس فى المأكل والمشرب والأمن والنظافة والتشريع والوظائف والاقتصاد، وفى كل شىء.

هذا العناد المخيف، وهذه التبريرات الخرقاء من حملة المباخر السياسية تكسر عزائم الناس، وتقطع السبل نحو أى حوار حقيقى يجدد الأمل فى القلوب، ولذلك صار عاديا أن تسمع عن أرقام مذهلة للهجرة إلى الخارج من الأقباط والمسلمين، وأصبح من كلاسيكيات الحوار فى المجتمع التخطيط للنزوح نحو الاستثمار والعمل أو حتى البحث عن وظائف فى الخارج، لم تعد قلوب هذا الشعب مطمئنة على ما يجرى، فيما تلاحقنا الأزمات وتطاردنا الكوارث وتتنازع علينا الأمم كما تتنازع (الأكلة على قصعتها).

ولا شىء يأتى لنا من السلطة سوى العناد، والعناد يقطع حبل الحوار، وانقطاع الحوار يفتح الباب للحلول الفردية، والحلول الفردية تقودنا إلى فوضى، والفوضى تحاصر الحاضر وتقطع السبل نحو التفكير فى المستقبل، وغياب التخطيط فى المستقبل معناه غياب الأمل فى كل غد قادم على هذا البلد.

كل ما نفعله أننا نجلس ونترقب، هل هناك دماء قادمة؟ هل ننجرف نحو حرب أهلية؟ هل تجرفنا ثورة الجياع؟

هذه أفكارنا الآن، لأنه لم يعد الأمل حاضراً فى قلوبنا.
هذا ما فعله بنا العناد.. وهذا عيشنا الآن.. لكن الأسوأ لم يأت بعد.
ما لكم كيف تحكمون؟




موضوعات متعلقة..

خالد صلاح يكتب" كلمة واحدة ": الاطمئنان الرئاسى لأحداث «0 3 يونيو»

خالد صلاح يكتب" كلمة واحدة ": حتى لا نكره مُصالحاتكم مع رجال الأعمال!

خالد صلاح يكتب" كلمة واحدة ": ولكن.. ماذا لو تكلم المهندس خيرت الشاطر؟








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة