خالد صلاح

خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": لماذا أنا خائف من الإخوان؟

الخميس، 24 مايو 2012 07:58 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اتهمنى صديقى الناشط الإخوانى بالانحياز «السافر» ضد الجماعة ومرشحها فى الانتخابات الرئاسية الدكتور محمد مرسى، واتهمنى أعضاء من حملة الإخوان أمس، بالانحياز «السافر» أيضا لصالح الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح فى التغطية الصحفية بالمقارنة مع تغطيات مرشح الجماعة، ونادى بيان لحزب الحرية والعدالة صدر أمس الأول الثلاثاء على موقع «اليوم السابع» بالوقوف على مسافة واحدة من المرشحين، نافيا بعض الأخبار المنشورة على الموقع الإلكترونى، والحقيقة أن تهمة الانحياز تزعجنى من الناحية «الصحفية»، لكنها لا تزعجنى من الناحية «الفكرية»، فالأكيد أن أفكارى ليست كأفكار الإخوان، رغم أننى أزعم يقينا أن رؤيتى فى الدولة المدنية تستند إلى مرجعية إسلامية، أراها من الناحية الدينية أكثر صوابا من رؤية الجماعة، على الأقل هذه وجهة نظرى.

من الناحية الصحفية يهمنى التمييز هنا بين أفكارى كمواطن، وبين عقيدتى المهنية كرئيس تحرير صحيفة مستقلة، فالانحياز «صحفيا» مرفوض جملة وتفصيلا، فقد بنيت «اليوم السابع» على أساس كونها صحيفة معلومات وأخبار، فلا تفضيل لأخبار على أخبار إلا بجدية الخبر وصلاحيته للنشر، ولا تفضيل لقوى سياسية على أخرى إلا بما تقدمه هذه القوى من نشاط سياسى ومجتمعى ووطنى لبلادنا، والدليل يعرفه قيادات كبرى فى الجماعة، تعلم مثلا أن أهم الكوادر الصحفية هنا فى «اليوم السابع» هى من كوادر جماعة الإخوان نفسها، قبل الثورة وبعدها، ولا يوجد نفى أو رد أو اعتذار مستحق إلا وبادرنا إليه من الناحية الصحفية، فعقيدتنا هى أن الصحيفة ملك للجميع، وأنه لا يجوز لنا أن نلون خبرا، أو أن ندس معلومة على غير الحقيقة، وإن حدث ذلك سهوا أو نسيانا، فإننا نفتح صفحاتنا للرد على ذلك، أو نسارع إلى اعتذار واضح لا لبس فيه.

أنا هنا أرفض تهمة الانحياز من الناحية الصحفية، لأننى أراها معيبة، ويجب ألا يقع فيها أى صحفى أو أى صحيفة، أما من الناحية الفكرية.. فليأذن لى السادة المنتقدون من الجماعة، أن أوضح لهم فى نقاط سريعة لماذا أشعر بالقلق أحيانا، وبالخوف أحيانا أخرى على مستقبل هذا البلد فى ظل الأداء السياسى العلنى للجماعة بعد الثورة:
أولا: لا يميز الإخوة فى جماعة الإخوان بين الهجوم عليهم وانتقادهم سياسيا، وبين الهجوم على الإسلام، وكأن كليهما وحدة واحدة، وهو أمر مفزع لا يجوز فيه الحياد، فأنا أقبل أن نتبادل الاتهامات السياسية، لكننى لا أستطيع أبدا أن أقبل الطعن فى العقيدة، والحكم بأن معارضة فكرة إخوانية هى معارضة لله ورسوله وللمؤمنين جميعا.

ثانيا: لا تبادر الجماعة إلى الحوار البناء أو حتى الرد القانونى على الصحف، أو التواصل مع الإعلاميين، أو فتح الباب للإعلام ليفهم ما يدور داخل الجماعة، أو إطلاق حوار حول حالة الخوف على الحرية فى النشر والإبداع والتعبير والديمقراطية، فيما قيادات مهمة فى الإخوان تدمن الهجوم المفرط على الإعلام بلا تمييز، بدءا من سحرة فرعون، التى أطلقها المرشد العام، وحتى «العمالة والتخوين ومحاربة المصلحة المصرية» إلى آخر اللائحة التى كان يستخدمها النظام السابق.

ثالثا: يخشى الصحفيون من أن هذا التصعيد ضد الصحف، قد يمهد لسياسات انتقامية إذا سيطر الإخوان على مقاليد السلطة بالكامل، وأحكموا قبضتهم على البرلمان والحكومة أو الرئاسة فى باقة واحدة، فالحديث لا ينقطع عن قوانين قيد الإعداد تحت شعار «ضبط» الأداء الإعلامى، وهى قوانين لا نعرف عنها شيئا، ولا نعرف إذا كان الانضباط المطلوب هو نحو المزيد من الحرية، أم لكى تخرس الألسنة عن نقد الحكام الجدد.

رابعا: لا يتمتع الإخوان بفضيلة التمييز فى النقد، فالنقد لمحمد مرسى قد لا ينسحب بالضرورة على خيرت الشاطر، والنقد لسعد الكتاتنى قد لا يشمل وجوبا عصام العريان، لكن الجماعة تتعامل كقبيلة واحدة، يحسبون كل صائح عليهم عدواً.

خامساً: نسى بعض قيادات الإخوان أن الصحف والفضائيات التى يصبون لعناتهم عليها الآن، هى نفسها الصحف والفضائيات التى يملكها نفس رجال الأعمال والتى كانت تفتح صفحاتها أو ساعات بثها ضد التزوير والاضطهاد والتعذيب والمحاكمات العسكرية، وقت أن كانت الجماعة «محظورة» فى الإعلام الرسمى، و«مرموقة» فى الإعلام الخاص.

هذه بعض ملاحظاتى الصحفية، أعترف فيها برفضى تماما للانحياز فى التغطية الإخبارية، ولا أرضى بأى توجيه للمهنة فى شقها الإخبارى والمعلوماتى، ولكننى أعترف أيضا بعيوب الطرف الآخر فى السلوك والمفاهيم وطريقة التعامل، فهل يمكن أن يخرج علينا رجل رشيد فى معسكر الإخوان ليعترف بنفس الوضوح، ويشرح بنفس العدالة، ويقول ما الذى يصيبون فيه، وما الذى يخطئون فيه أيضا.
أما عن انحيازى فى انتخابات الرئاسة فأقول:
نعم.. أنا انتخبت أبوالفتوح.
فهل يضركم هذا فى شىء، أو يقطع بيننا سبل الحوار الآن أو فى المستقبل.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة