خالد صلاح

خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": ثم جاءت «جيوش الفرنجة»

الأربعاء، 02 مايو 2012 07:53 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حسنًا، أنت تقرأ التاريخ معى، وتتعلم من هذه النقوش على جدران الماضى ما ينفعك به الله لحاضرك ومستقبلك، وإن لم تتعلم من التاريخ فأخشى أن تخرج بإرادتك أو رغما عنك من دائرة الإيمان بالله تعالى، لأننا نعلم علم اليقين من تعاليم هذا الدين أنه «لا يُلدَغ المؤمن من جحر مرتين»، فإذا وقعت فى فخ تاريخى وقع فيه السابقون الأولون من قبلك فاعلم أن إيمانك محل شك، لأنك لم تتفاد هذا «الجُحر» الذى تسكنه الأفاعى، ولأنك تسير كالأعمى فى الاتجاه المعاكس لدروس التاريخ.

حسنًا.. ما الذى يجب أن نتعلمه من التاريخ؟!

كل ما أرجوه منك أن تقرأ كيف خضعت هذه الأمة من المحيط إلى الخليج للاستعمار الأجنبى على أيدى «جيوش الفرنجة»، دارسو التاريخ يعرفون هذا القول الصادم المتكرر فى نصوص عصور الاحتلال الذى يقول «ثم جاءت إلى بحار العرب جيوش الفرنجة»، أو «ثم ظهرت جيوش الفرنجة عند حدود مصر»، أو «ثم سحق التتار حدود هذه الأمة فى زحفهم نحو عاصمة الخلافة» هذه الكلمات المؤسفة تسجل بها موسوعات التاريخ عادة حصاد سنوات من الانحطاط السياسى والاجتماعى والثقافى تنحدر إليها البلدان العربية والإسلامية، وتنتهى غالبا بالغزو الأجنبى وبداية زمن الخضوع لهيمنة المحتلين من «الفرنجة».

والانحطاط له صور متعددة لكن جوهره واحد، فقد يبدأ الانحطاط من صراعات القصور، كما جرى فى نهاية عصر الدولة العباسية التى سحقها جيش المغول، أو يكون بين أمراء الفرق والطوائف، كما جرى فى الأندلس، أو يكون بين سلاطين الإمارات المفككة التى يسعى كل سلطان منهم إلى استقرار حكمه حتى لو على جثث إخوانه من سلاطين الإمارات المجاورة، كما جرى فى زمن الحملات الصليبية المتكررة منذ بداية القرن الثالث عشر.

وقد يكون الانحطاط ممثلا فى صراعات سياسية داخلية، كما جرى فى زمن المماليك فى مصر قبل أن تسقط القاهرة فى أيدى الأتراك ضمن مشروع الإمبراطورية العثمانية، أو أن يكون الانحطاط سياسيا واجتماعيا إلى الحد الذى تفقد فيه الأمة هويتها، ويزداد وهنها الداخلى عسكريا وأمنيا فتهوى كتفاحة سهلة فى أيدى المحتل، كما حدث فى مصر قبل بداية عصر الاحتلال الفرنسى للبلاد، أو تسود الأمة الانشقاقات الداخلية بين رجال الدين ورجال السياسة، وينقلب العلماء على العلماء، والأمراء على الأمراء، وتصبح السياسة ساحة للمزايدات الصاخبة دون أن يبذل رجال السياسة جهدا مخلصا للإصلاح أو لبناء أوطانهم فتنكسر شوكة الأمة أمام سفن الاحتلال القادمة من البحر، كما جرى قبل وصول «الفرنجة» من قوات الاحتلال البريطانى لمصر فى 1882.

اقرأ التاريخ لتعرف بالتحديد ما هى اللحظة التى يبكى فيها المؤرخون على أحوال أمتهم ويكتبون بحروف من الأسى والحزن هذا القول المشؤوم «ثم جاءت جيوش الفرنجة» !!
انظر ماذا يجرى من حولك اليوم، وماذا جرى فى الماضى قبل أن تأتى الفرنجة، واعرف ما الذى عليك أن تفعله قبل أن تعود جيوش الفرنجة.

خيب الله رجالا من بيننا لا يعرفون التاريخ، ولا تعرف قلوبهم الإيمان، ويمدون يد هذه الأمة إلى جحور الأفاعى من جديد.

مصر من وراء القصد.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة