سلامة عبد السلام يكتب: حلم امرأة

الأحد، 15 مايو 2011 01:56 ص
سلامة عبد السلام يكتب: حلم امرأة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فرق كبير بين أن تكون مسئولاً عن امرأة، وأن تكون مسئولاً عن حلم امرأة، ولو أنى لم أفهم الفرق حتى الآن أو لم أضع يدى عليه تحديداً، لكن أجمل ما فى هذه الدنيا هو أن تحقق حلم امرأة، أو على الأقل أن تلبى رغبة من تلك الرغبات المسلحة بدلال أنثى، وها قد حققت لها كل أحلامها، شقة من طابقين يصل بينهما درج كله رخام، وأرضية من خزف أسود تفترشها قطع سجاد صغيرة تختلف أحجامهما وتتناسب مع أماكنها، هنا نجلس وهنالك ننام، هنا هاتف وهنالك طاولة والأسلاك كلها داخل جدران الغرف لا خارجها، وكل جدار يختلف لونه عن الآخر حتى لو كانت الغرفة واحدة، وتلك الغرفة كلها من خشب داكن اللون وإيطالى الطراز، أما هذا فهو المكان المخصص لضيوفى أو ضيوفها، نوره بين خافت وساطع، أركانه مزينة بشمعدان ونبات وتحف لم أفهم معانيها، والستائر كلها أجمل من أن تزيحها، والنوافذ كلها نرى منها العالم دون أن يرانا، ويوجد حمام للضيوف وآخر يتوسط تلك الطرقة الهادئة الناعسة صباحاً ومساءً، يستخدم هذا الأولاد ولنا نحن ما تم تصميمه داخل غرفة النوم، حتى الكرسى المطل على نافذة لا أستخدمه أنا ولا هى، لكنه موجود ويتم تنظيفه من حين لآخر بيد خادمة تأتى كل جمعة.. وهكذا قد حققت بيئة حلمها فقط، لم يبق سوى الحلم نفسه، وهذا لا يتحقق سوى بوظيفة أكثر من محترمة ومركز يقع بعد المعقول بقليل، ولا يتحقق إلا مع أناس لا يعرفون معقولى ولا يتخيلونه، لكنى حققت هذا الجزء كغيره، ولم يبق سوى أن أكون ما يحلو فى عين الآخر، مال وجاه وسلطان وترف، أبناء وبنات تختار أسماءهم واحداً بعد آخر، ونروح لسهرة عذبة صافية بعد أن يناموا ونعود قبل أن يصحوا بقليل، وبعدها ننام تحت الحرير وفوقه.. لكنى لما استيقظت قررت الجلوس على هذا الكرسى المطل على نافذة ولا أستخدمه أنا ولا هى، ولم أفاجأ لما وجدت التى وضعت يدها على كتفى ليست هى.. ولم تكن أبداً هى، لكنى أدركت أن هنالك فرقا كبيرا بين أن تكون مسئولاً عن امرأة، وأن تكون مسئولاً عن حلم امرأة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة