د.عبد الجواد حجاب يكتب: يا خسارة عليكى يا بلدى

الجمعة، 13 مايو 2011 01:45 ص
د.عبد الجواد حجاب يكتب: يا خسارة عليكى يا بلدى صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بصفتى انا كرجل فلاح ابن فلاح ومن أبناء ريف مصر واختارنى ربى أن أكون طبيب (يؤتى الحكمة من يشاء) والحمد الله على هذه النعم أنا عاوز أقول بكل أمانة يا خسارة وألف خسارة على بلادنا زمان.

زمان لما كانت أم نبيل ودى ست جارتنا تعمل أكلة كانت لازم تدوق منها جميع الجيران. زمان كانت جميع أبواب البيوت مفتوحة، لأن كان فيه أمان وأمانة. زمان لما كنا طلبة كنا نذاكر مع بعض وننام فى بيوت أصحابنا لأننا أصحاب وإخوة كمان. زمان ماكانش فيه مسلم ولا مسيحى كنا إخوة فى بيت واحد والجميع عايش فى أمان. زمان لما يكون فيه مناسبة سعيدة أو حزينة عندنا أو عند جيراننا تجد الكل واقف بجوارك ومستعدين لتقديم أى خدمة ولو كانت المناسبة حزينة كان من المستحيل أن أهل البيت المصاب ياكل من عنده وكان كل أكله وشربه من عند الجيران لمدة أسبوع على الأقل. زمان كنا نلبس لبس بعض ونحب بعض ونخاف على بعض. زمان كان فيه طبق جميل جدا جدا اسمه خنشورة لما الجاموسة تولد كانت امى تعمل الخنشورة (فيه ناس بتسميها سرسوبة أو ليبة) وتوزعها على الشارع كله لأن الخير كان كثير ووفير. فعلا كان الحب والأخلاق بتاع الزمن الجميل عامل بركة فى كل شىء. زمان كان اكلنا 95% منه من أرضنا وارض الجيران ومن بيوتنا وبيوت الجيران.

زمان كنت اخذ العيدية من جارنا قبل ما خذها من والدى وصاحبى كان كده كمان. والله انا شفت امى ربنا يشفيها وستات بلدنا واقفين يسقوا زوار مولد القديسة دميانة فى وقت القيلولة والعطش وماكنا نعرف مسيحى ولا مسلم. والله أحسن مدرس درس لى فى ابتدائى كان قبطى واتعلمت الإنجليزى فى الإعدادية على يد مدرس قبطى ولم نحس منهم بوجود أى غرف بين قبطى ومسلم واخواتى الأكبر منى اتعلموا فى مدرسة دير القديسة دميانة ولم نعرف الفرق بين المسلم أو القبطى، إلا لما النظام الفاسد استعمل الفتنة لقمع المعارضين له بحجة الحفاظ على سلامة الوحدة الوطنية.

بعد سنين طويلة لما زاد الاستبداد وانتشر بيننا جماعة الفتنة والتشكيك فى صورة حزب يكره شعبه وامن دولة يتحكم فى كل شىء انتشر الخوف بيننا وكل واحد قفل عليه بيته خوفاً من جاره وافتعاله وبدأت الناس تقول على بعضها هذا إرهابى وهذا تابع للخومينى وهذا عميل امريكانى وهذا عميل للأمن. انتشر فى بلدنا فكر أنا أحب اسميه فكر الزنزانة والمعتقلات. وبقى كل شىء فى البلد عبارة عن ديكور مرسوم على ورق ليس به أى روح أو حياة.
ووصلنا الى الحد الأقصى وأصبح حكامنا زى الاحتلال طبقوا علينا سياسة فرق تسد حتى صرنا مجتمع بس يا خسارة بدون أخلاق كله انقلب على كله وأصبح التزوير والواسطة والسلب والنهب والفتنة فى كل مكان.

اليوم وبعد الثورة المباركة لم يعد لنا أى مبرر وعاوز أعرف إيه المانع أننا نرجع تانى لفكر وثقافة الخنشورة بتاعة أمى زمان خاصة أننا تحررنا وفى طريقنا الى تطبيق العدالة فى كل مكان وخاصة العدالة الاجتماعية. ماذا يمنعنا من تكوين بيت العيلة فى كل مكان ونطيع شيخنا شيخ الإسلام وبابا العرب كمان. هى دى مصر بتاعة زمان يا خسارة عليها ضاعت فى فتن امن الدولة وحزب قوموا يا جماعة نرجع لأيام زمان ونعيش أخوات فى أمان.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة