د.عبدالجواد حجاب يكتب: طريق النهضة مازال طويلا

الثلاثاء، 09 أكتوبر 2012 01:15 ص
د.عبدالجواد حجاب يكتب: طريق النهضة مازال طويلا الرئيس محمد مرسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعتقد أن نهضة مصر، تحتاج إلى العديد من السنوات، للوصول إلى مكانة الريادة، والوصول إلى مرحلة الوفرة الاقتصادية، والتقدم العلمى، والقوة الناعمة فى العالم، وفى منطقتنا.

نتكلم كثيرا فى برنامج المائة يوم، الذى أعلنه الرئيس المنتخب، وفعل مجلس الوزراء خيرا، عندما أعلن بشفافية، أن مؤشرات النجاح، ورضا الجماهير عن هذا البرنامج تخطت الخمسين فى المائة بقليل.

الحقيقة أن الرئيس المنتخب، قدم لمصر فى فترة المائة يوم، ما يعادل ما قدمه الرؤساء السابقين فى سنوات، فى مجال إصلاح وترتيب البيت من الداخل، بداية بتخليصنا من حكم العسكر، والدفع بدماء جديدة على رأس الوزارات الأمنية، وأجهزة المخابرات، والأجهزة الرقابية، والمحافظين والحكومة، وتأسيس مؤسسة الرئاسة، ورفع الظلم من خلال ديوان المظالم، والاستجابة لبعض المطالب الفئوية، فى المجال الخارجى، حدث ولا حرج زيارات كثيرة، بأهداف اقتصادية، وخاصة فى مجال جلب استثمارات جديدة، واسترجاع الأموال المنهوبة.

الحقيقة أن التقصير فى مجال تنفيذ برنامج المائة يوم، لا يتحمله الرئيس، بل يتحمله الوزراء فى الحكومة والمحافظين، وكان السبب الواضح، هو الارتعاش فى اتخاذ القرارات، والإبقاء على نفس سياسات الحكومات السابقة، ماعدا وزارتى الداخلية والشباب.

نهضة مصر تحتم علينا جميعا، من الوزير إلى الغفير، كما يقولون العمل الجاد، والمتواصل على كل الجبهات والمحاور، نهضة مصر تحتاج إلى خطة بجدول زمنى، ومعلنة لإنقاذ مصر من الأوضاع المتردية، فى كل المجالات، والتى خلفها لنا النظام المخلوع، محاور هذه الخطة، يمكن تلخيص أهمها فى الأتى:

أولا: نهضة سياسية شاملة، تبدأ بالإسراع فى وضع الدستور الجديد، الذى يقدس الحرية، ويقوى البناء الديمقراطى، وتقوية الأحزاب السياسية، وإنتاج مجتمع مدنى قوى، ونقابات قوية وفعالة، وضمان حرية الإعلام وتداول المعلومات.

ثانيا: الإسراع فى معالجة، ما أصاب نسيج الأمة، من فتن وتشرذم، والضرب بيد قوية على المتلاعبين، فى هذا النسيج الوطنى، مهما كان انتماؤه، واقتحام الملفات العالقة، والخاصة بالمشكلة الطائفية، والتطرف الفكرى، الذى أصاب البعض منا، باعتبارها أخطر ما يواجهنا فى هذه الأيام العصيبة، إن أهم ركيزة فى المجتمع المصرى، هى المواطنة والتعايش والسلام الاجتماعى، بين طوائف المجتمع، وأهم ركيزة للسلم الأهلى، هى المساواة واحترام القانون.

ثالثا: اعتماد الشفافية والمصارحة فى خطاب الرئيس، والحكومة والمحافظين، مع المجتمع المصرى، وخاصة ما يخص الاقتصاد، والاستثمار والسياحة، ومنظومة الأجور المتهالكة، ورؤية الحكومة الاستراتيجية فى إصلاح المنظومة الاقتصادية شاملة الأجور والأسعار، وسد العجز الرهيب فى الموازنة، بهدف جعل الشعب ونخبه، على دراية كاملة بحقائق كل الأمور الداخلية والخارجية.

رابعا: اقتحام مشكلة العدالة الاجتماعية، فى كل المجالات من أجور العاملين بالدولة والمعاشات والدعم، وتوصيله لمستحقيه، والضرائب، وأزمات المحروقات، والخبز والرعاية الصحية، ومنظومة التعليم، والتطبيق الجدى للحد الأدنى والحد الأقصى للأجور، والوقوف فى وجه المتلاعبين فى المجال وما أكثرهم، وأهم المشاكل هنا تكمن فى ترشيد الدعم، والحفاظ على مكتسبات الطبقات الفقيرة، والنظر فى مدى الاستفادة من الضرائب التصاعدية.

خامسا: ضرورة غلق صنبور الفساد، الذى يضيع معه كل مجهود، من أجل النهضة، الفساد الإدارى والفساد المالى، والعمل على استرجاع أموال وأراضى الشعب المنهوبة. ومواجهة الفاسدين، وأصحاب النفوس الضعيفة، وإزالة من تسببوا فيه، من مخالفات للقانون، وأيضا إعادة النظر فى الثروة العقارية المملوكة للدولة، والتى تسيطر عليها الجهات السيادية، بوضع اليد أو بقوة السلاح.

سادسا: والبدء فى تنفيذ برنامج طموح، للتقشف على أن تبدأ به الحكومة، بتخفيض وترشيد الإنفاق الحكومى، وخاصة فى مجالات سفر الوفود، وما تنفقه المكاتب الفنية، بالخارج والاستغناء عن منظومة المستشارين، وإعادة فحص الصناديق الخاصة، وما يتم إهداره فى الحفاظ على عشرات القصور الرئاسية، وسيارات مؤسسة الرئاسة، والمهم فى هذا المحور، ترشيد استهلاك الطاقة والكهرباء والمياه.

سابعا: إطلاق طاقات المجتمع، والاستفادة من خبرات المواطنين المهدرة، وخيرات أرضه المنهوبة، والتقليل من الاعتماد على الخارج، سواء بالاقتراض، أوجذب الاستثمارات فى مقابل زيادة الإنتاج والتصدير. مصر مليئة بالخبرات المهدرة، والمراكز البحثية المهملة، ومشروعات تنموية ذاتية، يحاربها المستوردون بكل وسيلة، لنبقى مجتمعا استهلاكيا، يعيش متطفلا وعالة على الأخرين فى الخارج.

كل ذلك وأكثر، يحتاج إلى تكاتف الجهود والعمل الشاق والإخلاص والتفانى، للوطن والصبر على شظف الحياة والتوقف عن دغدغة مشاعر الناس، وإحداث الفتن، وتكبير سلبيات المجتمع، واعتماد التنافس السياسى الشريف بدون استقطاب، أو صراع أو تخوين أو تطرف أ مبالغة.

وإشعال طاقاتنا فى الإعلام والمؤسسات، فى إنشاء منظومة متكاملة، للحوار والاصطفاف الوطنى، لدعم الرئيس المنتخب فى اتخاذ القرارات الصعبة والجريئة.

وأخيرا من على هذا المنبر، أقول فى نهاية المائة يوم، كان الله فى عون الرئيس المنتخب، ونحن نراه غارقا، فى مستنقع الفوضى والفساد والفقر والانفلات، الذى خلفه النظام المخلوع، على مدى قرون، وأقول أيضا وبدون نفاق من قلبى، لا يعلم أسراره إلا الله، أقول لو أعيدت الانتخابات مرة أخرى، سأنتخب الرئيس "محمد مرسى" لأنه الصادق، الذى يعمل ليلا ونهارا، لدفع قطار النهضة إلى الأمام، ولا ينتظر الأجر إلا من الله سبحانه وتعالى، إن الله مع المخلصين الصادقين.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

مهندس استشارى/ محمد أبوبكر

مقال ممتاز جدا

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى

بداية ونهاية

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة