آمنة نصير: التحريم نتج عن "اتفاق الفقهاء" ولا يوجد نص يمنعه

جمال البنا يرد على مهاجمى "دينا": زواج المسلمة من المسيحى مباح

السبت، 06 ديسمبر 2008 09:18 م
جمال البنا يرد على مهاجمى "دينا": زواج المسلمة من المسيحى مباح جمال البنا يدافع عن موقف دينا عبد العليم
كتب وائل السمرى ونهى عبد النبى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
معركة كبيرة أثارتها اعترافات الزميلة الصحفية دينا عبد العليم، المنشورة فى جريدة اليوم السابع عن قصة حبها لثلاثة مسيحيين فى أربع سنوات، ولمعرفة رأى الدين الإسلامى فى مثل هذه الأمور الشائكة، استطلع اليوم السابع رأى المفكر جمال البنا ود.آمنة نصير أستاذة العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر، وفيما يلى نص شهاداتهما.

لا حساب على القلوب
المفكر الإسلامى جمال البنا يؤكد عدم وجود نص قرآنى يحرم زواج المسلمة من قبطى أو يهودى، مضيفاً: الثابت بالطبع أنه لا يوجد أى مانع من وقوع فتاة مسلمة فى حب مسيحى أو يهودى أو حتى من يسمونهم مشركين، فما دام الأمر - فى حالة المشركين - لم يخرج عن المشاعر ولم يتطرق إلى ممارسات عملية كالزواج أو ممارسة الجنس، فهو مباح شرعاً، ولا يقدر أحد أن يحاسب أحداً على ما يدور بقلبه، أو ما يشعر به،ولكن الامر يختلف فى حالة أهل الكتاب، ونفس الموقف وقع فيه النبى محمد عندما قال عن حبه للسيدة عائشة وعدم قدرته على مراعاة شروط العدل فى المشاعر: "اللهم هذه قسمتى فيما أملك، فلا تلمنى فيما تملك ولا أملك"، أى لا تلمنى على مشاعرى.

يرى البنا أن ما ظن العلماء أنه مانع لزواج المسلمة من الكتابى، هو أن الله حرم زواج المسلمين من المشركين، فقد قال الله تعالى فى سورة البقرة الآية 221: "وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ"، ويضيف: ومن خلال سياق الآية نتبين أن التحريم هنا جاء بعدم زواج المسلمة من مشرك وليس من كتابى، والكتابى ليس بمشرك، وإن كان هناك بعض الناس يقولون إن المسيحى مشرك لأنه يؤمن بثلاثة أقانيم، إلا أن هذا كلامٌ مرسلٌٌ من بعض الناس المتشددين، الذين لا يكلفون أنفسهم عناء البحث.

ويذكر المفكر جمال البنا كيف كان الخليفة عمر بن الخطاب لا يحب أن يتزوج المسلم من كتابية ولا المسلمة من كتابى، وفى إحدى المرات قال لأحد المسلمين "اترك زوجتك المسيحية"، فقال له "أتأمرنى"، فقال له "لا آمرك لكن إذا تزوج المسلمون من مسيحيات فممن سيتزوج المسلمات؟".

ويرى البنا أن كراهية المجتمع التزواج بين المختلفين فى العقيدة أو المذهب توقياً للآثار المترتبة على مثل هذه الزيجات واحتمال نشوء مشكلات وخلافات قد تصيب الأبناء الناتجين عن مثل هذه الزيجات بالعديد من المشاكل النفسية.

رعونة عاطفية
ومن جانبها، ترى د.آمنة نصير أستاذة العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن المشاعر الخاصة لا يمكن أن تكون مساراً للنشر والحديث والقيل والقال، ولا يجوز أن نعبر عن عواطفنا وتجاربنا الفاشلة بشكل واضح مثلما حدث من دينا عبد العليم، وتضيف: إننا بذلك نشجع الشباب على الرعونة العاطفية، لأن لكل إنسان ضوابط من داخله لابد أن يتحكم فيها.

ترى د.آمنة أن مشكلة الرعونة العاطفية تكمن فى غياب دور الأسرة، بعد تمرد الفتيات تحت مقولة الحرية والبحث عن الحقوق التى لابد أن يكون لها ضوابط، وتضيف: لابد أن تحرص الفتاة عندما تختار شريك حياتها أن يكون أولاً من نفس عقيدتها سواء كانت مسلمة أو قبطية، رغم أن زواج قبطية من مسلم مباح فى الشريعة الإسلامية، لكن لابد أن يكون هناك ضوابط وتكافؤ فى الدين والمركز الاجتماعى، لأنها كلها عوامل تساعد على نجاح الزواج، ورغم احترامى لمشاعر الشباب، إلا أن مشاعر الشباب أصبحت مندفعة بدرجة كبيرة، وهذا ما يترتب عليه تفاقم القضايا شائكة فى المجتمع، فلابد أن يكون هناك اتزان وتحكم فى العواطف والاختيار يتم عن طريق أسس ومعايير واضحة.

انتهت د.آمنة النصير إلى أن زواج المسلمة من القبطى "ممنوع"، رغم عدم وجود نص قرآنى واضح يمنع زواج المسلمة من المسيحى، لأن تغيير الدين يمنع التوارث، بالإضافة إلى العديد من المشاكل الاجتماعية التى يواجهها الأبناء، وهذا ما اتفق عليه الفقهاء.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة