مارينا فارس تكتب: طفل يريد ألا يكبر

السبت، 10 أكتوبر 2015 08:09 م
مارينا فارس تكتب: طفل يريد ألا يكبر ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شيئا ما يصرخ فى عقلى، شيئا ما يحفر وجدانى، شغفا لا يهدأ، شغف طفولى بكل تفاصيل الحياة، كطفل يقف على أطراف أصابعه ليطل من شباك الدنيا الواسعة، يود لو يضمها كلها فى قبضته الصغيرة، يعتقد أن عمره وحده لن يكفيه ويود لو يحيا مائة حياة، لو يحيا ألف عام، ليعود يحصى أحلامه على أصابعه فيجدها لا تكفى!!

سيعود الصغير ليتابع حديثه المتقطع مع البحر، صديقه الأزرق الواسع بقدر أحلامه، المتمرد كشغفه، ينظر إلى تلك المسافرة فى الأفق تلون كل السحب بحمرتها لتطبع على وجه البحر احتفالات الألوان، بعد قليل ستتوارى خلف الأمواج وتصطحب معها حمرتها لتترك السحب رمادية متناثرة لا يمضى سوى وقت قصير حتى يلقى عليها الليل لونه الوحيد تنفتر عن قمر غير مكتمل لكنه صادق وصريح يعترف بكل نقصه.

يالك من طفل غريب؟!، لماذا تريد أن تحيا كل تلك السنين؟!

أعلم أن هنالك من يحيا كل الحياة فى لحظة عابرة، لحظة يتوقف عندها الزمن، هناك يا صغيرى ثمة لحظات قليلة تتشاجر فيها مئات المشاعر والكلمات، ثمة لحظات عابرة من الزمن تجد نفسك تقف كالمسمار لكن بداخلك أعاصير لا تهدأ ولا تصمت، ثمة لحظة تعصف بهدوء سكونك وتضعك فى قمة زلزال، عساك بعدها تجد نفسك شخصا آخر، تتساءل كيف كنت أعيش قبلها؟!،وتتساءل، لكن كل أسئلتك تظل علامة استفهام فى نهاية خطاب.

حينها كان ينفق نصف يومه ممسكاً بطرف خيط طيارته الورقية، كانت تصيبه سعادة بالغة حين ترتفع أخيرا ويراها تكاد تصطدم بالسحب القليلة المتناثرة وكأنه يفخر بها أمام صديقه البحر، ما باله اليوم يعود للبحر دون طائرته الورقية، يشكو له عما فعله به ذلك النابض الشقى الذى يدفع الدماء تلو الذكريات فى الشرايين المتعبة،يقول له: "هل لديك دواء لذلك القابع فى تجويفى الصدرى ذلك العنيد المتمرد الذى يحلو له التصرف وكأنه ليس منى، ليتنى كتلك الصخرة البعيدة، أزورك منذ أعوام لأجدها مازالت على حالها، تصطدم بها أمواج غضبك وهى غير عابئة لا تأكل الأفكار المتمردة قلبها ولا تلهو الأغنيات بوجدانها، لا يصيبها الحنين ولا يخيفها المستقبل.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

ريم

لحظات

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة