بعد شكاوى المواطنين من كارثة ترعة المحمودية بالإسكندرية.. رئيس الوزراء يتدخل ويأمر بالعمل على تطهير المجرى المائى وتعميقه فورا.. محافظ الإسكندرية: خطة لإنهاء العمل خلال 20 يوما

فجرت جريدة "اليوم السابع"، فى يناير الماضى، كارثة تحول مجرى ترعة المحمودية الذى يخترق 3 أحياء بالإسكندرية (حى شرق – وسط – غرب) بداية من كوبرى الزهور بحى وسط إلى مقلب قمامة، لا يمكن من خلاله رؤية المجرى المائى، مما تسبب فى تلوث مياه الشرب لمنطقة شرق الإسكندرية بأكلمها.

وبعد أن نشرت "اليوم السابع" الموضوع، وطالب المسئولون بسرعة تطهير المجرى المائى للترعة نظرا لأهميته فى تغذية شرق الإسكندرية بمياة الشرب، استمر الإهمال بل زاد الأمر سوءا، فى ظل إلقاء تبعية الترعة ومسئولية تطهير المجرى المائى لها بين الوزارات المعنية المختلفة.

وتعالت صرخات أهالى المنطقة لإنقاذ الترعة، مشيرين إلى أن الأمر ليس فقط منتزها أو متنفسا هوائيا ومائيا للمنطقة، ولكن الكارثة فى أن القمامة والروائح الكريهة تبعث من مجرى مائى لمياه الشرب وقالوا: "احنا بنشرب زبالة"، مطالبين المحافظ بالسيطرة على الموقف وجمع القمامة التى تظل ملقاة بالأيام حتى تتعفن ويصدر منها روائح كريهة، خاصة أن المنطقة قرب وكالة الخضر والفاكهة بمنطقة الحضرة، ويتم إلقاء مخلفات تلك الوكالة، بالإضافة إلى القمامة الخاصة بالأهالى داخل المجرى، دون اهتمام من المحافظة بجمع القمامة وتركها للتراكم بالأطنان على جانبى الترعة وداخل المجرى المائى.

وأكد المهندس على عبد الحفيظ، وكيل وزارة الرى بالإسكندرية لـ"اليوم السابع"، أن ترعة المحمودية لا تتبع مديرية الرى بالإسكندرية إداريا ولكن تتبع مديرية البحيرة، نظرا لاختلاف تقسيم الترع عن التقسيم الجغرافى للمحافظات.

وقال اللواء محمد عبد الرازق رئيس حى وسط لـ"اليوم السابع" إن وزارة الرى هى المسئول المباشر، عن تطهير المجرى المائى، وأن الحى مسئول عن تطهير جانبى الترعة، مشيرا إلى أنه جار التنسيق مع مديرية الرى بالإسكندرية، حيث إن الأمر متوقف على توافر المعدات الأزمة لتطهير المجرى المائى من القمامة وورد النيل والحشائش، وتلك المعدات مثل "الكراكات" غير متوفرة لدى الحى ولكنها متوفرة لدى وزارة الرى، إلا أنه لم يحدث شىء.

وفى نفس السياق أكد إبراهيم زكى، وكيل وزراة الرى بالبحيرة، لـ"اليوم السابع" أنه جار العمل به حاليا من خلال الإدارة العامة للمشروعات، فى تطهير المجرى المائى، وذلك بالتوازى مع حملة الإزالات الموسعة التى شنت لإزالة التعديات على جانبى الترعة، موضحا أن الشركة المنوط بها تطهير المجرى المائى ستتسلم الترعة عقب الانتهاء من مشروع التطوير فى 1 سبتمر 2015.

إلا أن سوء حال الترعة، كمرفق حيوى يغذى شرق الإسكندرية بمياة الشرب، وشكاوى الأهالى المستمرة أثارت حفيظة المهندس إبراهيم محلب رئيس الورزاء، فى زيارته الأخيرة لمحافظة الإسكندرية، خاصة بعد أن سبق واعتمد بالفعل 300 مليون جنيه لتطوير ترعة المحمودية، بما يتضمن ذلك إزالة التعديات وتطوير محور جانبى الترعة وتطهير المجرى المائى، إلا أنه فى زيارته الأخيرة وجد أنه لم يتم تنفيذ أى شىء وازداد الأمر سوءا

وأعرب "محلب" عن استيائه الشديد حال الترعة فى لقائه القيادات التنفيذية لمحافظة الإسكندرية، وكان رده عنيفا على وكيل وزارة الرى الذى كان رده خلال اللقاء كالمعتاد "مش تبعى"، وقال له رئيس الوزراء: "معنديش حد يقول مش تبعى.. كله يشتغل" وأمر بالعمل على تطهير المجرى المائى وتعميقه فورا بالاستعانة بمعدات شركة المقاولون العرب.

ووسط توعد رئيس الوزراء بمعاقبة من يهمل فى هذا الملف، بدأ بالفعل العمل فى التالى لزيارة رئيس الورزاء، وقام هانى المسيرى محافظ الإسكندرية، والدكتورة سعاد الخولى نائب محافظ الإسكندرية بمتابعة العمل للتشديد على الانتهاء منه فى أقرب وقت.

وقال هانى المسيرى، محافظ الإسكندرية، إن الانتهاء من تطهير المجرى المائى سيستغرق حوالى 20 يوما فقط، مع وضع خطة لتقسيم العمل، بمعدل 3 كليومترات يوميا، مع التطهير ورفع المخلفات وتجميل كورنيش المحمودية وبناء "برجولات " للأهالى للجلوس على كورنيش المحمودية والتمتع بها كمتنفس طبيعى.

وأكد "المسيرى" أن المحافظة بصدد توقيع وثيقة "حماية ترعة المحمودية" بين المجتمع المدنى الممثل لأهالى المنطقة لعدم إلقاء القمامة مرة أخرى فى المجرى المائى، وبين المحافظة من جهة والوزارات المعنية بحماية الترعة من جهة أخرى، مشيرا إلى إيجاد حلول لمشكلة القمامة وتحقيق التنمية المستدامة حفاظا على المنطقة التى تمر بها الترعة بالإسكندرية.



































- بالصور.. كارثة جديدة بالإسكندرية.. اختفاء ترعة المحمودية.. الأهالى: "إحنا بنشرب زبالة".. ورئيس الحى: الترعة تتبع وزارة الرى.. والمحافظ: جار اعتماد المخصصات المالية لتطهير الترعة من القمامة