"كابينة ميناتل" من مشروع اتصالات ناجح لذكرى منسية على الرصيف

الإثنين، 21 أكتوبر 2013 08:08 م
"كابينة ميناتل" من مشروع اتصالات ناجح لذكرى منسية على الرصيف "كابينة ميناتل"
كتبت إيناس الشيخ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مستقرة على أحد الأرصفة أو مثبتة إلى أحد الجدران لم تعد تلفت انتباهك بألوانها الباهتة، وحديدها الصدئ الذى تراكم عليه غبار الإهمال، والنسيان منذ أن خرجت من الخدمة فى بداية عام 2009، الذى كان بمثابة محطة النهاية لحكاية "تليفونات الخدمة العامة" فى مصر التى بدأت بنجاح ساحق لمشروع كبائن "ميناتل"، ووصلت لجميع محافظات مصر، ثم تبعتها كبائن "رينجو" مستكملة نجاح الفكرة قبل أن تتحول آلاف الكبائن التى توقفت عن العمل إلى رموز تذكارية تختفى خلفها تفاصيل إفلاس شركة "ميناتل" وصراعات مازالت قائمة، مع الشركة المصرية للاتصالات التى أعلنت وقف الخدمة ونسف أسطورة "كابينة ميناتل" التى تركت علامة واضحة على جيل التسعينيات، قبل أن ينتهى بها الحال كعلامة على ذكرى مضت وتتحول من خدمة التليفون إلى خدمات أخرى استفاد منها تجار الخردة أحياناً، أو الباعة الجائلون وسارقو السماعات وأصحاب رسائل الحب، والملصقات الإعلانية أحياناً أخرى.

الكابينة الصفراء والشاشة الصغيرة والسماعة التى شهدت مراهقة جيل كامل، كروت شحن ميناتل، وغيرها من ذكريات "ميناتل" التى لم يبق منها سوى الكبائن المنسية على الأرصفة وداخل الهيئات الحكومية، هى التفاصيل التى تسرد حكاية ظاهرة من ذكريات مصر المنسية، التى يحكيها "أحمد هيلتون"، كواحد ممن عاصروا القصة منذ ظهورها داخل المحل الصغير، الذى يعود تاريخه لعشرين عاماً مضت، على ناصية شارع "معروف" بوسط البلد يستقر المحل بلافتة مازالت محتفظة بالتفاصيل ذاتها معلنة عن بيع كروت شحن ميناتل، وخطوط "ألو" و"كليك"، تسحبك اللافتة إلى سنوات قد تتذكرها إذا كنت واحداً ممن عاصروا فترة زهو كابينة ميناتل، الممتزجة بظهور "الموبايلات" كاختراع جديد على المصريين فى هذا الوقت، على يمين اللافتة تصطدم بلافتة "فورى" حديثة العهد وهى ما جعلت "هيلتون" للاتصالات أحد المحلات التى جمعت بين حقبتين مختلفتين، فى عالم الاتصالات.
"كانت تجارة ناجحة بجميع المقاييس" هكذا تحدث "أحمد هيلتون"، عن ذكريات ميناتل التى مازال يحتفظ ببعض كروتها للذكرى، ويقول "لما طلعت كابينة ميناتل اتحولت لتجارة الكل كسب منها، وفجأة وبدون مقدمات الشركة أعلنت إفلاسها وسابت للموزعين مهمة التخلص من الكروت وتعويض الخسارة، وهى دى المحلات اللى فلست مع إفلاس الشركة وبعد مالكروت بقت مالهاش قيمة غير للذكرى".

أما عن تفاصيل إفلاس الشركة، وما اختفى وراء أسطورة ميناتل من أسرار فيتحدث عنها، "محمد صفاء"، رئيس القطاع التجارى بشركة ميناتل سابقاً، بحكم منصبه لم تمر عليه صغيرة أو كبيرة فى الشركة، التى انتهى أمرها بالكامل إلى جانب تفاصيل امتلأت بالخسارة والإفلاس وإهدار المال العام على حد قوله، بعد صرف أموال طائلة على الكبائن وتطوير الخدمة وتوصيلها إلى جميع المحافظات، ويقول "صفاء": تليفونات الخدمة العامة بدأتها شركة ميناتل بخطوات ثابتة، وخطة نجاح أثبتت وجودها على الأرض طوال 10 سنوات كاملة من العمل الشاق، الذى انتهى ببيعها لشركة المصرية للاتصالات، وكانت هذه الخطوة هى بداية النهاية.

عن الأسباب يكمل "صفاء": بداية المشكلة كانت عدم وجود أفكار جديدة تستطيع الوقوف، أمام ظهور الموبايلات فى هذا الوقت، من خلال تقديم عروض جديدة والحصول على تخفيض على سعر الدقيقة، من شركات المحمول، أو النظر فى خطة الشركة وقتها لتطوير الخدمة وإدخال خدمات أخرى مثل خدمة الإنترنت، والدقيقة المخفضة على الخطوط الأرضية، التى يحتاجها المستهلك المصرى للحصول على مكالمة بدقيقة أرخص، حتى من شبكات المحمول الحالية، وأسباب أخرى لم تبحثها الشركة المصرية للاتصالات التى اكتفت بترك الشركة للإفلاس، وأنهت المشروع بالكامل بعد أن قضت تماما على مشروع التليفونات العامة، التى كانت مشروعاً ناجحاً ومربحاً بجميع المقاييس.

أما عن مصير الكبائن التى اختلفت استخداماتها بين السرقة والخردة وكتابة رسائل الحب وغيرها من تقاليع الشعب المصرى على كابينة ميناتل، فيوضح "صفاء": التصرف فى الكبائن التى تكلف إنشائها ملايين الجنيهات، يعود لقرار من الشركة المصرية للاتصالات التى لم تصدر قراراً واضحاً بشأنها منذ انتهاء الخدمة، أعقبتها الشركة بقرار بعودة الخدمة بعد فترة وهو ما لم يظهر فى ظل سيطرة الموبايلات وكانت النتيجة، هو تعليق أمر التصرف فى الكبائن لحين إصدار قرار من الشركة المصرية، التى اكتفت بترك الكبائن عرضة للسرقة والنهب بدون حراسة أو صيانة، بعد أن أغلقت الشركة أبوابها تاركة خلفها ملايين الجنيهات المهدرة، وآلاف الكبائن المنسية فى الشوارع خارج الخدمة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة