"كفيف" يهوى ركوب الدراجات والبلاى ستيشن

الخميس، 23 يوليو 2009 09:08 ص
"كفيف" يهوى ركوب الدراجات والبلاى ستيشن مصطفى يتحدى إعاقته
كتبت يمنى مختار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مصطفى المهدى، شاب لم يتجاوز الثالثة والعشرين من عمره، "كفيف" لكن لا يعوقه كف بصره عن المضى فى الحياة والخوض فى تجارب قد يعزف عنها الكثير من المبصرين. كان مصطفى يبدو مختلفا منذ لحظات ميلاده الأولى، فقد ولد فى الشهر الثامن ووزنه لا يتجاوز 1200 جرام، لم يفطن والداه خلال الأيام الأولى أنه كفيف حيث انشغلا خلال التسعة الأيام الأولى على ميلاده بضرورة إجراء جراحة عاجلة لاستئصال "الأعور".

حالة من الذهول انتابت الأب والأم فور اكتشافهما أن ابنهما الأكبر كفيف، وبذلا كل ما فى وسعهما ليصبح ابنهما مبصرا، باع الأب كل ما يملك وسافر إلى إنجلترا لعرض الأمر على أكبر طبيب عيون فى لندن، فلم يستطع أن يفعل شيئا سوى إجراء عملية مياه بيضاء لإحدى عينيه ليتمكن من رؤية الضوء، توجه والداه إلى أحد المعاهد لتعليم الوالدين كيفية التعامل مع المكفوفين ليكتسبا أهم معلومة "دع ابنك الكفيف يعتمد على نفسه".

أما القاعدة الثانية فكانت "الاندماج هو أول طريق النجاح"، لذلك حرص والداه على التحاقه بمدارس المبصرين، إلا أن الأم صدمت حين عنفها مدير إحدى المدارس الأزهرية قائلا "ابنك مش حيدخل الأزهر"، فتوجهت إلى الشيخ جاد الحق شيخ الأزهر الذى قرر أن يكون مصطفى طالبا فى إحدى المدارس الأزهرية.

وجوده وسط الأطفال المبصرين خلق بداخله حالة من العدوانية، فلم يتقبل أن يستضعفه زملاؤه ويعاملونه باستهانة، فكان يرد لهم الصاع صاعين، وقد يلتمس لهم الأعذار لأنهم كانوا أطفالا فى ذلك الوقت، إلا أنه لم يستطع أن يغفر للكلمات الساخرة أو المشفقة التى يقابله بها الناس يوميا. يطلب منه الموظفون فى البنك أن يوكل أحد أقاربه ليتولى مهمة التصرف فى أمواله، "أصلك مش حتعرف" من أكثر الجمل التى تستفزه، فهو لا يرى اختلافا بينه وبين أى مبصر، فلديه ما يميزه من قوة فى السمع ويكمل ساخرا "على الأقل لما النور بيقطع .. أنا الوحيد اللى بكمل مذاكرة وممكن أساعد اخواتى فى الوصول إلى أشياء لا يستطيعون الوصول إليها فى الظلام".

"لما بقعد مع المكفوفين بحس إن عالمهم محدود جدا، فهم لا يتحدثون إلا على طريقة بريل وبعض برامج الكمبيوتر المخصصة للمكفوفين"، ربما يكون ذلك وراء تفضيل مصطفى أن يكون معظم أصدقائه من المبصرين، فهو يرفض أن يعامل بشكل استثنائى، ويتعمد الخوض فى تجارب تبدو صعبة على أى كفيف، حيث يهوى ركوب الدراجات والخيل والسباحة ولعب البلاى ستيشن، وفى إحدى المرات ترك له صديقه السيارة ليقودها حتى أول الشارع.

لم يقنع مصطفى بالعمل من خلال نسبة الـ5% المخصصة للمعاقين، فبعد أن خاض تجربة العمل كمدرس فى إحدى المدارس الخاصة، لم يتقبل أن يبقى مجرد موظف وفضل تأسيس شركة كمبيوتر وشبكات مع اثنين من أصدقائه المبصرين "بكرة نشاطنا يكبر ونفتح مجال للشباب اللى مش لاقى شغل". "أنا مش حرضى بأى واحدة ترضى بيه .. أنا لازم اختار شريكة حياتي"، كلمات مصطفى التى تتحدى دوما الأفكار التى تحاول والدته إقناعه بها، ومنها ضرورة أن تأخذ العروس الخطوة الأولى فى تجاهه ليكون صاحب رد الفعل.

أحلامه وطموحاته لا يحدها أى حدود وتتعلق بمجالات عدة، حيث تتأرجح بين التخصص فى مجال التفسير وإعداد دراسات إسلامية باللغة الإنجليزية، وبين احتراف الكمبيوتر من خلال الشركة التى أسسها مع أصدقائه.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة