عملية حسابية فيها جمع وطرح.. كيف يمكن حساب عمر الجنين بدقة؟

يُعد حساب عمر الجنين من أولى الخطوات التي تهتم بها الأم فور تأكيد الحمل، إذ يمثل هذا الرقم البسيط مرجعًا أساسيًا لمتابعة نمو الطفل داخل الرحم وتحديد المواعيد الطبية المقبلة، وتختلف طرق تقدير عمر الجنين بحسب مدى دقة معرفة تاريخ آخر دورة شهرية، أو بحسب ما تُظهره الفحوصات بالموجات فوق الصوتية.

وفقًا لتقرير نشره موقع Tua Saúde، يمكن حساب عمر الحمل بسهولة عبر تحديد أول يوم من آخر دورة شهرية، ثم عد الأسابيع حتى تاريخ اليوم. هذه الطريقة تُعرف بالقاعدة الزمنية التقليدية التي يعتمدها الأطباء لتقدير المرحلة الحالية للحمل، وتُعد الخطوة الأولى لتحديد الموعد التقريبي للولادة.

ما المقصود بعمر الحمل؟

عمر الحمل هو الفترة الزمنية منذ بداية الحمل حتى التاريخ الحالي، ويُعبَّر عنه عادةً بعدد الأسابيع. هذا الحساب لا يبدأ من يوم الإخصاب الحقيقي، بل من أول يوم في آخر دورة شهرية، وهو ما يمنح فارقًا زمنيًا يقارب أسبوعين بين التقدير الطبي والواقع البيولوجي. ورغم بساطة الطريقة، فإنها تظل دقيقة إلى حد كبير عندما تكون الدورة الشهرية منتظمة.

الخطوة الأولى: معرفة التاريخ المرجعي

إذا كنتِ تتذكرين تاريخ آخر دورة شهرية بوضوح، فكل ما عليكِ هو حساب المدة الزمنية بين ذلك اليوم وتاريخ اليوم الحالي. على سبيل المثال، إذا بدأت دورتكِ في 15 أبريل وكان اليوم هو 23 يونيو، فالفارق الزمني يقارب تسعة أسابيع وستة أيام، أي أن عمر الحمل يساوي هذه المدة. هذه المعادلة البسيطة تُمكِّنكِ من تتبع مراحل نمو الجنين أسبوعًا بعد آخر دون الحاجة لأجهزة أو فحوص.

الموجات فوق الصوتية: الدقة المخبرية لعمر الجنين

حين تكون المواعيد غير واضحة أو الدورة الشهرية غير منتظمة، فإن الموجات فوق الصوتية تُقدّم التقدير الأدق لعمر الجنين. في هذا الفحص، يقيس الطبيب طول الجنين من الرأس حتى المؤخرة في الأسابيع الأولى، وهي وسيلة تُظهر عمر الحمل الحقيقي بفارق لا يتجاوز أيامًا قليلة. كما تُساعد هذه البيانات في تحديد موعد الولادة المتوقع بدقة أكبر، خصوصًا في الأشهر الأولى قبل أن يبدأ الجنين بالنمو بمعدلات متفاوتة.

كيف يمكن توقع موعد الولادة؟

تُستخدم قاعدة حسابية بسيطة تُعرف بـ"قاعدة نيغل". تبدأ بإضافة سبعة أيام إلى تاريخ أول يوم من آخر دورة، ثم تُطرح ثلاثة أشهر، ويُضاف عام واحد إلى النتيجة. فعلى سبيل المثال، إذا كانت آخر دورة في 11 مارس، يصبح الموعد التقديري للولادة في 18 ديسمبر من العام نفسه. ورغم أن هذه المعادلة ليست مطلقة، فإنها تمنح الأطباء والأمهات فرصة تنظيم المتابعة الطبية وتحضير المستلزمات مبكرًا.

ما الذي يعنيه تجاوز الأسابيع الأربعين؟

عادةً يستمر الحمل نحو أربعين أسبوعًا، لكن الولادة يمكن أن تحدث بصورة طبيعية بين الأسبوعين التاسع والثلاثين والحادي والأربعين دون أي خطر على الأم أو الجنين. أما في حال تأخر المخاض بعد الأسبوع الحادي والأربعين، فقد يُوصي الطبيب بتحفيزه باستخدام الأوكسيتوسين الوريدي لتجنب أي مضاعفات تتعلق بتأخر الولادة أو ضعف المشيمة.

كيف تُقسَّم مراحل الحمل بالأشهر والفصول؟

يقسَّم الحمل إلى ثلاثة فصول، يُعبَّر عنها بالأشهر والأسابيع:

الفصل الأول: من بداية الحمل حتى الأسبوع الثالث عشر ونصف، أي الشهور الثلاثة الأولى.

الفصل الثاني: من الأسبوع الرابع عشر حتى السابع والعشرين، وهو مرحلة النمو المتسارع للجنين.

الفصل الثالث: من الأسبوع الثامن والعشرين حتى الأسبوع الثاني والأربعين، حيث يكتمل نمو الأعضاء ويستعد الجنين للولادة.

هذا التقسيم يساعد الأطباء على متابعة التطور التدريجي، ومراقبة الأعراض الخاصة بكل فترة مثل الغثيان المبكر أو التورم في المراحل المتأخرة.

في حال نسيان تاريخ الدورة الشهرية

إذا لم تتذكري تاريخ آخر دورة، فلا داعي للقلق. إذ يمكن للطبيب عبر الموجات فوق الصوتية تقدير عمر الحمل من شكل الجنين وأبعاده الداخلية، وهي طريقة دقيقة خاصة في الأسابيع الاثني عشر الأولى. كما يُمكن إجراء الفحص أكثر من مرة للتأكد من نمو الجنين بالوتيرة الطبيعية المتوقعة.

أدوات رقمية لمساعدتكِ في الحساب

هناك حاسبات إلكترونية تمكِّن المرأة من معرفة عمر الحمل وعدد الأيام والأسابيع المنقضية بدقة، عبر إدخال تاريخ الدورة فقط. وتُعد هذه الأدوات وسيلة عملية للمتابعة اليومية، لكنها لا تغني أبدًا عن المراقبة الطبية المنتظمة وفحوص الموجات فوق الصوتية التي تبقى المرجع الأوثق لتحديد عمر الحمل ومراحل تطوره.