بينما تقف النظم البيئية البحرية في العالم على حافة الهاوية بسبب الغليان المناخي، سجلت مصر في عام 2025 نصراً بيئياً وتكنولوجياً فريدا، رصدته في تقرير إنجازات وزارة البيئة 2025، حيث لم تكتفِ بإعلان "الحيد المرجاني العظيم" بالبحر الأحمر كمحمية طبيعية كاملة بقرار تاريخي من رئيس الوزراء، بل نجحت في إدارتها وصونها عبر منظومة متطورة تدمج بين الرصد الميداني والحلول الرقمية.
"الرادار الرقمي" يحمي الشعاب
لم تعد إدارة المساحات البحرية الشاسعة تعتمد على الطرق التقليدية وحدها، فقد كشف تقرير الإنجازات عن طفرة في "نظم الحجز الإلكتروني" وتحسين مراقبة الأنشطة البحرية رقميا، حيث تتيح هذه التكنولوجيا، تنظيم الزيارات، حيث يتم التحكم في أعداد الغواصين والزوار لتقليل الضغوط البشرية على المواقع الحساسة مثل "أبو جالوم" و"البلو هول"، والتخطيط البحري المكاني فى تنفيذ مشروع متطور للجزر الشمالية، ساهم في تنظيم الأنشطة وحماية الشعاب من الاستخدامات غير المنظمة، وكذلك الدوريات الذكية من خلال التنسيق بين القوات البحرية وفريق محميات البحر الأحمر، لتنفيذ دوريات معتمدة وموثقة تضمن عدم التعدي على الحيد المرجاني.
التكنولوجيا تكشف أسباب عدم موت الشعاب
في الوقت الذي تعاني فيه شعاب العالم من "الابيضاض" القاتل، أطلق الفريق العلمي لمحميات البحر الأحمر في عام 2025 برنامجاً تقنياً متقدماً لرصد حالة الشعاب وقياس مدى تأثرها بالتغيرات المناخية.
المفاجأة العلمية: كشفت نتائج المسح الذي شمل مواقع استراتيجية (مثل الجفتون الصغير، الفانوس، وكارلوس) عن "عدم حدوث ابيضاض للشعاب المرجانية" في محميات الجزر الشمالية.
وتؤكد التقارير أن هذه النتائج تمثل فرصة ذهبية لتعافي النظام البيئي، مما يجعل شعاب مصر "الملاذ الأخير" المرجاني في كوكب الأرض بفضل صمودها الطبيعي المدعوم بحماية قانونية وتقنية صارمة.
شمندورات ذكية وصيد مستدام
لم تتوقف الحلول عند الرصد، بل امتدت لتشمل آليات تقنية لحماية "جسد" الشعاب المرجانية، ومنها منظومة الشمندورات التى تعتمد على تكنولوجيات حديثة لتركيب وصيانة الشمندورات الخاصة باليخوت والغواصات لمنع إلقاء المخطاف (الهلب) الذي يدمر الشعاب، كما يتم استخدام تقنيات تتبع لمتابعة مناطق تجمع الدلافين والسلاحف البحرية، لضمان صيد مستدام وحماية الأنواع المهددة بالانقراض.
جدير بالذكر ان تقرير البيئة لعام 2025 أكد إن إدارة "الحيد المرجاني العظيم" في مصر، باتت نموذجاً عالمياً يثبت أن التكنولوجيا حين تخدم الطبيعة، يمكنها خلق "اقتصاد أزرق" مستدام ، يحول كنوزنا الغارقة إلى إرث للأجيال، وصخرة تتحطم عليها أمواج التغيرالمناخي.