عصام محمد عبد القادر

دبلوماسية الاستقرار

الثلاثاء، 23 ديسمبر 2025 11:46 ص


أكدت مصر من خلال بوابة الدبلوماسية الرئاسية، ووزارة الخارجية، أن الدولة تصنع قرارها السيادي بصورة مستقلة، بعيدًا عن ضغوط تمارس، وتحديات، وتوترات، تتجدد، وتهديدات تتنامى، في ظل صراعات ونزاعات لا تنتهي، وفي خضم لهيب حروب تأكل الأخضر واليابس، وتدمر الحجر والبشر، وتذهب بالأمن، والأمان، والاستقرار، أدراج الرياح، وأجزم بما لا يدع مجالًا للشك، أن المبدأ الرئيس الذي تقوم عليه ممارسات السياسة الخارجية المصرية، وشتى العلاقات الدولية، ينبري على تمسك القيادة السياسية بمبدأ أخلاقي راسخ، يتمثل في ثوابت القيم، الداعية للحفاظ على العهد، والوعد، والصدق، وشرف الكلمة، والإخلاص في النوايا، وبذل أقصى ما في الجهد؛ من أجل تعزيز السلام، وتوفير مقوماته؛ بغية فتح آفاق للتنمية في إطار ماهية الاستدامة، الموفرة للشعوب رغد العيش، وجودة الحياة المستحقة.

دبلوماسية الاستقرار تنطلق من أصالة وثقل تاريخي لدولة داعية للتعايش السلمي، وطاردة لكل صور الإرهاب المادي والفكري منه، ومقوضة لكل محاولات النيل من تراب وطن يعشقه شعب أصيل، له حضارة متجذرة؛ ومن ثم نرصد في الآونة الأخيرة، فقه في التعامل مع القضايا الكبرى، الشاغلة للرأي العام العالمي، ولكافة شعوب الأرض؛ إذ تشاهد نشاطًا ملحوظًا من قبل القيادة السياسية، والحكومة المصرية، وعندما تطالع تفاصيله، ترصد حكمة التعاطي، وحنكة التصرف والممارسة، ولباقة الحديث، وتفعيل فنون التوازن، الدالة دون مواربة على سياسة النفس الطويل، وأرى أن تناول مجريات الأحداث تؤكد لنا بعد الرؤى، وصدق السريرة، وحسن النوايا.

التحرك الدبلوماسي المصري على المستويين الرئاسي والحكومي، نوقن أنه يقوم على تكامل في الرؤى، المستندة على أهداف الدولة الوطنية، الساعية بجد إلى تعظيم العلاقات الدولية، والعازمة على التعاون من أجل استدامة التنمية، والمريدة لشراكات فاعلة، تعزز بصورة صريحة أبعاد الأمن القومي المصري؛ حيث ندرك أن لغة المصالح تعد السائدة، في عالم تحكمه النفعية في سياقها المفرط؛ لذا ترى نجاحًا منقطع النظير في كافة الملفات التي تتفاوض عليها كيانات هذا البلد العظيم، وهنا نشير بصدق إلى الفلسفة البنائية، المعتمدة من قبل قيادتنا السياسية الملهمة؛ فلا تقاعس تجاه ما قد ينتج عنه أزمات آنية، أو مستقبلية، بل، تجد ردود أفعال إيجابية ومؤثرة، في الدائرة الإقليمية والدولية على السواء.

المشاهد تؤكد على أن الدبلوماسية المصرية الرشيدة، تعمل وفق سياسة واضحة، تعتمد على الفكر المستقبلي الاستباقي؛ ومن ثم لا تصل مجريات الأحداث لمستويات الغليان، أو التفاقم، وهذا يشير إلى أن مصر أضحت وسيط رئيس لنزع لفتيل الأزمات، بل، لتعزيز ماهية السلام، وبالطبع ما كان ذلك ليحدث بعيدًا عن منهجية الحياد، وتجنب التحيز، والالتزام بالاحترام المتبادل، لأطر السيادة الدولية، وفي خضم ذلك نجحت القيادة السياسية في توظيف الدبلوماسية الحكيمة، تجاه جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، والحصول على الدعم المتواصل، لاستكمال مشروعات قومية، تحدث نقلات نوعية في الاقتصاد الوطني.

الربط الوظيفي بين العمل الدبلوماسي، القائم على الفكرة المرنة، ومجالات التنمية بربوع الوطن، ما كان ليرى النور، لولا تفعيل استخدام الأدوات المعنية بالدبلوماسية، والمتمثلة في الجوانب الإنسانية، والسياسية، والاقتصادية، والأمنية، وهذا يدل على جاهزية دولة، لم تتوقف عن التوسعة، وتدشين بنى تحتية وفوقية جاذبة للتحول التنموي، وهنا نقول بفخر، شتان بين دبلوماسية تسعى لمزيد من التنمية، وتعظيم الاستقرار، وتوفير مقومات تعزيز الأمن القومي، وبين أخرى تجتهد؛ كي تتخلص من بوتقة النزاعات الداخلية، التي أضارت بمسار تنميتها، وفتت لحمتها، وهتكت نسيج هويتها ووطنيتها.

الدبلوماسية المصرية الملهمة، استطاعت الجمع بين تحقيق مصالح الوطن، وتوفير مقومات السلم والسلام والاستقرار في المنطقة، وبالأحرى دعونا، نثمن، ونشيد، بصور المبادرات، التي قامت بها الدولة، تحت رعاية رئاسية، بشأن تعضيد عملية السلام، والمرصودة في صور الوساطة المباشرة، واستضافة حوارات، ومؤتمرات الدعوة للسلام، وحل الأزمات، والتمسك بتقديم كل ما يلزم للدعم الإنساني، وتفعيل مسارات التنمية، عبر بوابة الشراكات، وتناول الأزمات بحكمة، وتفعيل فلسفة الحياد في سياق الإيجابية، والثبات على موقف حل الدولتين بغية استقرار الإقليم.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة