أكد السفير أحمد رشيد خطابي الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية، أن الإعلام والترفيه يمثلان ركيزتين أساسيتين في بناء الوعي المجتمعي وترسيخ المسؤولية الاجتماعية، مشددًا على أهمية الالتزام بالمعايير المهنية والضوابط الأخلاقية في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها المشهد الإعلامي العربي والدولي.
جاء ذلك في كلمة للسفير خطابي - خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العلمي التاسع لكلية الإعلام بالجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات، المنعقد بالقاهرة، بحضور الدكتورة ألفت كامل رئيس الجامعة الحديثة، والدكتور سامي الشريف عميد كلية الإعلام ورئيس المؤتمر، ونخبة من الأكاديميين والإعلاميين والباحثين والطلاب.
وأعرب الأمين العام المساعد في مستهل كلمته عن خالص شكره وتقديره لإدارة الجامعة ومنظمي المؤتمر على الدعوة الكريمة، مؤكدًا أن مشاركة قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية تأتي في إطار الانفتاح على المحيط الأكاديمي وتعزيز التفاعل مع التحولات المتلاحقة في مجال الإعلام والاتصال.
وأشار إلى أن اختيار موضوع المؤتمر «الإعلام والترفيه والمسؤولية الاجتماعية» يعكس حرص الجامعة الحديثة على الإسهام الفاعل في إعداد أجيال جديدة من الإعلاميين القادرين على الالتزام بالقيم المهنية والأخلاقية، والعمل المشترك مع مختلف الفاعلين الإعلاميين وصنّاع المحتوى لتأسيس منظومة إعلامية عربية هادفة، تسهم في بناء الوعي المجتمعي، وتحقيق الاستدامة التنموية، ومواكبة متطلبات الثورة التكنولوجية.
وأوضح السفير خطابي، أن وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية، رغم ما أتاحته من دمقرطة للحق في التواصل وحرية التعبير والمشاركة في النقاش العام، فإنها أفرزت في الوقت ذاته مظاهر سلبية، تمثلت في التهافت على الإثارة والنجومية و«الترندات»، ونشر محتوى سطحي ينعكس سلبًا على وعي وسلوكيات الشباب.
وفي هذا السياق، شدد على الأهمية الخاصة للخطة التنفيذية للاستراتيجية العربية للتربية الإعلامية والمعلوماتية، التي اعتمدها مجلس وزراء الإعلام العرب خلال دورته الخامسة والخمسين الأخيرة بالقاهرة، داعيًا إلى الاستئناس بها وإدماجها في المناهج التعليمية بالدول العربية، بما يسهم في تنمية الوعي النقدي، وضمان مصداقية المعلومات، والحد من الممارسات الضارة، مثل الأخبار الزائفة، والنيل من القيم الأخلاقية والمجتمعية، والترويج للعنف والتمييز وخطاب الكراهية.
ولفت إلى أن عددًا من الدول والتجمعات الإقليمية، وفي مقدمتها الاتحاد الأوروبي، اتخذت خطوات قانونية وتنظيمية لتعزيز السيادة الرقمية وحوكمة الفضاء الرقمي، ومحاربة المحتوى غير الآمن، إلى جانب إطلاق برامج تأهيلية في المجال الإعلامي، لا سيما في ظل الانتشار المتزايد لتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
كما أشار إلى أن مجلس وزراء الإعلام العرب أكد، من منطلق حماية الحقوق الرقمية، خلال دورته الأخيرة، على ضرورة الإسراع في استكمال ملامح المقاربة التفاوضية العربية مع كبرى الشركات الإعلامية العالمية المعروفة اختصارًا بـ GAFAM (غوغل، أبل، ميتا، أمازون، ومايكروسوفت).
وأكد أن الترفيه، المستمد لغويًا من مفهوم الرفاه، يمثل وسيلة محفزة لتحقيق الذات والابتكار والارتقاء بالذوق العام، معتبرًا إياه فلسفة حياة وأداة فاعلة لتنمية المجتمعات من خلال مختلف التعبيرات الثقافية والتراثية والفنية والرياضية والدرامية، مشددًا في الوقت ذاته على أن التنمية الحقيقية لا تتحقق دون مسؤولية اجتماعية متكاملة تتضافر فيها جهود الدولة والقطاع الخاص والمؤسسات النيابية والفكرية والمدنية والإعلامية.
وفي ختام كلمته، وجّه الأمين العام المساعد رسالة إلى طلاب الإعلام، مؤكدًا أن الرهان معقود على الأجيال الصاعدة في العالم العربي لامتلاك أدوات المعرفة التكنولوجية، وكسب رهان التحول الرقمي، والانخراط في عصر المعرفة بثقة وتنافسية، متمنيًا التوفيق والنجاح لأعمال المؤتمر.