داخل أسوار مراكز الإصلاح والتأهيل، يثبت نزيل أنه يمكن للحياة أن تظل نابضة بالإبداع حتى في أكثر الأماكن تحدياً، فقد قرر أحد النزلاء، الذي يتمتع بموهبة فنية، استثمار وقته في ممارسة هوايته المفضلة، وهي الرسم، بدل أن يقتصر يومه على الروتين اليومي للعقوبة.
وبفضل اهتمام قطاع الحماية المجتمعية بوزارة الداخلية، تم توفير كافة الأدوات والخامات التي يحتاجها النزيل لممارسة هوايته.
النتيجة كانت مجموعة من الرسومات المبهجة التي تضمنت شخصيات عامة، رسمها النزيل ببراعة لافتة، ما أضفى على المشهد داخل المركز لمسة من الجمال والأمل، وأثار إعجاب زملائه والمشرفين على حد سواء.
الداخلية تتيح الفرصة للإبداع.. نزيل يصنع لوحات مبهجة
وحرص النزيل على تقديم الشكر لقطاع الحماية المجتمعية على الرعاية التي أظهرت له أهمية دعم الموهوبين وتوفير البيئة الملائمة للإبداع، مؤكداً أن هذه التجربة منحته شعوراً بالقيمة والتمكين، حتى وهو يقضي فترة العقوبة.
وتأتي هذه المبادرة ضمن جهود وزارة الداخلية لتطوير مراكز الإصلاح والتأهيل، التي شهدت في السنوات الأخيرة تغييرات واضحة تهدف إلى تحسين مستوى تأهيل النزلاء.
برامج التدريب والتعليم والأنشطة الثقافية والفنية أصبحت جزءاً أساسياً من استراتيجيات التأهيل، بهدف إعداد النزيل للاندماج في المجتمع بعد انتهاء مدة العقوبة.
وقد أثنى حقوقيون على هذه الجهود، مشيرين إلى أن تطوير مراكز الإصلاح والتأهيل يتوافق مع المعايير الدولية في التعامل مع النزلاء، ويعزز من حقوقهم في التعليم والتدريب والاستفادة من مهاراتهم الشخصية.
وأكدوا أن مثل هذه المبادرات لا تساعد فقط في تطوير مهارات النزلاء، بل تسهم أيضاً في تقليل معدلات العودة للجريمة وتعزز فرص النجاح الاجتماعي بعد الإفراج.
يبقى الإبداع وسيلة للنزلاء لإظهار أفضل ما لديهم، ويعكس هذا المثال كيف يمكن لوزارة الداخلية أن تحول مراكز العقاب التقليدية إلى بيئات تنموية، تعطي الأمل وتفتح أبواباً جديدة للموهبة والتميز، حتى خلف الأسوار.