أهالى غزة يعانون أزمة صحة نفسية كارثية.. خبراء: الحرب سببت خسائر نفسية للكبار والصغار وتركت ندوبا لا علاج لها.. نوبات الهلع والاكتئاب والأرق فى قائمة المشكلات.. وعمال الإغاثة: انعدام المناطق الآمنة يزيد الأزمة

السبت، 18 مايو 2024 12:08 ص
أهالى غزة يعانون أزمة صحة نفسية كارثية.. خبراء: الحرب سببت خسائر نفسية للكبار والصغار وتركت ندوبا لا علاج لها.. نوبات الهلع والاكتئاب والأرق فى قائمة المشكلات.. وعمال الإغاثة: انعدام المناطق الآمنة يزيد الأزمة غزة
كتبت : نهال أبو السعود

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

منذ بداية الهجوم الإسرائيلي الذى شنته على قطاع غزة فى أكتوبر 2023، استشهد اكثر من 35 ألف فلسطيني وأصيب أكثر من 80 ألفا آخرين ولا يزال الآلاف مثلهم في عداد المفقودين.

ووثقت مقاطع الفيديو والصور الخسائر المادية التي تكبدها سكان القطاع إلى جانب الإصابات الخطيرة بما في ذلك فقدان الأطراف وسوء التغذية إلى جانب المجاعة الشاملة التى ضربت شمال القطاع.

وظهرت أزمة صحة نفسية كارثية فى غزة أثرت على المدنيين والعاملين فى مجال الإغاثة وسط الحرب المستمرة التى تشنها قوات الاحتلال منذ أكثر من 7 أشهر، وفقا لمنظمات الإغاثة الدولية

وقال عمال إغاثة لشبكة إيه بي سي الأمريكية إن الحرب تسببت أيضا فى خسائر نفسية وعاطفية بالغة حيث سيطر الخوف والقلق على الكبار والصغار وترك ندوبا ستستمر لعقود، وأضافوا أن إذا شنت إسرائيل عملية عسكرية في مدية رفح الفلسطينية جنوب القطاع فمن شبه المؤكد أن الجهود الإنسانية ستنهار بما فى ذلك الاستجابة للصحة العقلية.

ووفقا للتقرير، لا يوجد الكثير من البيانات التي توثق أزمة الصحة العقلية بين سكان غزة خلال الحرب، لكن الدراسات التي أجريت على الصراعات الماضية أظهرت آثار العيش في المناطق التي مزقتها الحرب وفقًا لمنظمة الصحة العالمية في مراجعة لنتائج الأبحاث، فإن ما لا يقل عن 10% من أولئك الذين تعرضوا لأحداث مؤلمة في النزاعات المسلحة سيعانون من مشاكل خطيرة في الصحة العقلية، و10% آخرين "سيتطور لديهم سلوك من شأنه أن يعيق قدرتهم على العمل بفعالية.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن الحالات الأكثر شيوعًا هي القلق والاكتئاب والمشاكل النفسية الجسدية بما في ذلك الأرق وآلام الظهر والمعدة.

 

ومؤخرًا، وجدت دراسة نشرت في مجلة The Lancet أنه في الشهر الأول من الحرب الروسية الأوكرانية في مارس 2022، أظهر المسح الأول للصحة العقلية للأوكرانيين أن 53% من البالغين الأوكرانيين كانوا يعانون من ضائقة نفسية شديدة، و54% كانوا يعانون من القلق، و47% كانوا يعانون من الاكتئاب. وبعد ستة أشهر من الحرب، كان 26% من الآباء الذين ما زالوا في أوكرانيا يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، و15% أصيبوا باضطراب ما بعد الصدمة المعقد.

وفي أحد التقديرات الوحيدة المتاحة، تقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إنها تعتقد أن جميع الأطفال تقريبًا في غزة بحاجة إلى الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي. ويشكل الأطفال تحت سن 15 عاما نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، وفقا للمكتب المرجعي للسكان.

ويقول عمال الإغاثة إن غزة تختلف عن مناطق الصراع المسلح الأخرى لأنه لا توجد مناطق آمنة، وعلى عكس المناطق الأخرى التي مزقتها الحرب، لم يُسمح إلا لعدد قليل من الناس بالمغادرة، وقال الخبراء إنه نظرا لأن الأطفال يشكلون نسبة كبيرة من سكان غزة، فقد تأثروا بشكل غير متناسب بالحرب، وبالتالي بأزمة الصحة العقلية.

وقال دافيد موساردو، وهو طبيب نفسي ومدير أنشطة الصحة العقلية في منظمة أطباء بلا حدود الموجودة في رفح، إنه خلال أحد أيامه الأولى في مستشفى رفح الإندونيسي الميداني، التقى بفتاة تبلغ من العمر 10 أعوام أصيبت بحروق بسبب القتال العنيف والقصف العنيف تصرخ بأنها لا تستطيع التنفس، وأضاف: من الواضح أنها كانت تعاني من نوبة ذعر

وقال موساردو إنه رأى العديد من الأطفال في غزة يعانون من ردود فعل إجهاد حادة، ويعانون من نوبات الهلع أو الصراخ حتى لو تم تخديرهم. وقال إن أطفالاً آخرين قد يصابون بصدمة شديدة بسبب ما مروا به، مثل فقدان أحد الوالدين، لدرجة أنهم سينغلقون ولا يعبرون عن أي نوع من المشاعر.

بالنسبة للبالغين الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية، فإن التدخل الرئيسي هو العلاج بالكلام، ولكن بالنسبة للأطفال، قال موساردو إن الهدف الرئيسي هو جعل حياتهم تبدو طبيعية قدر الإمكان. وقال إن فريقه في منظمة أطباء بلا حدود ينظم بشكل أساسي أنشطة تعتمد على اللعب للأطفال مثل الحفلات والاستماع إلى الموسيقى ومشاهدة الأفلام.

شهد العاملون في مجال الرعاية الصحية في غزة معاناة في صحتهم العقلية خلال الأشهر السبعة الماضية، ويخاطر العديد منهم بحياتهم من أجل توفير الرعاية الطبية، وغالباً ما تكون الإمدادات محدودة.

وقال أحد أطباء بلا حدود النفسيين، إن العديد من الطواقم الطبية التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود في غزة يعملون تحت ضغط نفسي شديد. وقد حوصر البعض في المستشفيات خلال الغارات الإسرائيلية، وعليهم أن يقرروا ما إذا كانوا سيتركون المرضى وراءهم أو ينقذوا حياتهم، ما يؤدي إلى الشعور بالضيق والذنب.

وأضافت: يتم وضعهم في مواقف حيث يحتاجون إلى اتخاذ خيارات بالغة الصعوبة -في إشارة إلى عمال الإغاثة- ، وتابعت: مثلاً، هل تختار بين شخص يأتي بجرح مفتوح ينزف وتحتاج إلى إجراء عملية جراحية بسرعة، أو طفل يعاني من سوء التغذية الحاد ويكافح من أجل البقاء على قيد الحياة؟ وكلاهما في وضع صعب. من هو؟ هل تختار؟ وهم يواجهون ذلك طوال الوقت.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة