على الأصل دور.. من أوشحة الباشوات للمكرميات.. حكاية أقدم العقادين بالبحيرة.. تخصصوا بأعمال المفروشات اليدوية ومستلزمات الستائر المخملية.. 140 عاما فى مهنة أوشكت على الاندثار وقصة ميزان الملك فاروق للحرير.. صور

"من صغرى وأنا باشتغل فى المهنة دى..ورثتها أبا عن جد وبعافر علشان أكمل المشوار" بهذه الكلمات العفوية يمكن اختصار رؤية مدحت القاضى أقدم صانع لمستلزمات المفروشات بالبحيرة والمسماه بالعقاده والذى ورث هذه المهنة عن أجداده العقادين منذ أكثر من 140 عاما.

فعندما تمر بالقرب من شارع الخيرى وسوق البندر أقدم أسواق مدينة دمنهور لابد أن يلفت نظرك بمحله القديم بأبوابة الخشبية العتيقة التى تعود إلى اوائل القرن الماضى ولفائف الحرير والصوف المتراصه بألوانها الزاهية تمهيدا لتصنيع المفارش اليدوية والمكرميات ولوازم الستائر المختلفة

وقال عم مدحت القاضي، الذى شارف على سن السبعين، إن العقادة من أشهر فنون المفروشات اليدوية ولها أسرارها وتفاصيلها التى لا يعرفها الا أولاد المهنة اللذين قضوا سنوات طويلة فى تعلمها.

وأضاف أن مهنة العقاد كانت من اهم الحرف اليدوية لارتباطها بأزياء الباشوات والبكوات وكبار العائلات اللذين كانو يتفاخرون بثيابهم المطرزة بالحرير وخيوط الذهب خاصة بدل التشريفات الملكية.

وأوضح أشهر العقادين بالبحيرة أن هذه المهنة أوشكت على الاندثار بعد زحف منتجات المصانع إليها وكذلك بعد وفاة معظم العقادين اللذين كانو يعقدون خيوط الحرير والصوف لإنتاج أفضل المنتجات اليدوية المعروفة ب" الهاند ميد"

وعن مدى الإقبال على المستلزمات اليدوية للمفروشات والستائر قال مدحت القاضى أنه رغم انتشار إنتاج المصانع التى التهمت أسواق العقادة. إلا أن هناك من يقدر الاشغال اليدويه ويعرف قيمتها جيدا لأنها ببساطة تعنى الأصالة والجودة العالية حتى لو كانت أعلى تكلفة.

وعن ميزان الملك فاروق الذى يزين محله العتيق بسوق البندر بدمنهور، قال أحمد القاضى الذى يعمل مع أخيه الأكبر فى محل والدهم بعد خروجه على المعاش أن هذا الميزان من تراث المحل الذى أقيم منذ أكثر من 140 عاما على جده الأكبر وكان يتم من خلاله وزن لفائف الصوف والحرير الطبيعى التى كانت تباع مثل الذهب بالجرام.

وبالنسبة لأنواع المنتجات التى يتم بيعها داخل محل العقادة أكد أحمد القاضى أن أشهر المنتجات التى يتم الإقبال عليها هى مستلزمات المفروشات والستائر وكذلك المكرميات التى تدخل فى أعمال الديكور بالإضافة إلى الاشغال اليدوية التى يقبل عليها الفتيات المقبلين على الزواج باعتبارها من" شوار" العروس.

وعن أمنية حياته قال أقدم العقادين بالبحيرة، إنه يتمنى أن يكمل مشوار أجداده فى هذه المهنة التراثية وان يقاوم اندثارها بمساعدة محبيه اللذين تعلموا على يديه.

القاضى..أقدم العقادين بالبحيرة

عائلة القاضى 140عاما فى أعمال العقادة

منتجات عقادة المفروشات بالبحيرة