مها عبد القادر

ثروة مصر البشرية.. قادرون باختلاف

الأربعاء، 06 مارس 2024 01:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نشهد حقبةً زمنيةً غير مسبوقةٍ فى رعاية وبناء الإنسان من قبل الدولة المصرية الحبيبة والعريقة، من حيث الاحترام والتقدير لثروته البشرية وحبٍ جارفٍ لأبناء الوطن الكرام؛ وخاصةً القادرون باختلاف فقد نالوا رعايةً منقطعة النظير؛ حيث وجهت القيادة السياسية إلى تخصيص 10 مليارات جنيهٍ للصندوق الخاص برعايتهم وإدماجهم بالحياة العامة وكافة المجالات، وهذا أمرٌ لم نعهده ولم نراه من قبل.
 
إن استيعاب الدولة المصرية لقادرون باختلافٍ وتوفير ما يفى بمتطلباتهم واحتياجاتهم وما يساعدهم على تنمية خبراتهم ومهاراتهم ومعارفهم يؤكد على أن مصر تهتم ببناء الإنسان الذى يعد قاطرة النهضة فى شتى مناحى ومجالات الحياة المختلفة، بل ويشير إلى ما تكنه وجدانيات المجتمع النبيل من محبةٍ وتقديرٍ واعتزازٍ فخرًا بهم وإيماناً بما يملكون من قدراتٍ وملكاتٍ متفردةٍ تحتاج لرعايةٍ وصقلٍ للتفجر الطاقات الإبداعية.
 
وهناك العديد من المظاهر التى تدل على الاهتمام البالغ بثروة الوطن البشرية والمتمثلة فى رعاية قادرون باختلاف؛ حيث الرعاية الصحية الكاملة؛ إذ تم العمل على حصرهم وتصنيفهم، ووضعت الاستراتيجية التى استهدف توقيع الكشف الطبى عليهم بصفةٍ مستمرةٍ، بما يُسهم فى تجديد الخريطة الصحية لهم، ومن ثم تقديم الخدمات والبرامج الصحية بالصورة المناسبة والفعالة التى تسهم فى تفعيل قدراتهم واستثمار طاقاتهم الإيجابية والمتجددة.
 
ولم تقتصر الرعاية على الجانب الصحى فقط، بل توالت صور الرعاية الاجتماعية؛ حيث قامت وزارة الإسكان بتخصيص (5%) من الوحدات السكنية بمشروعها الاجتماعى لقادرون باختلافٍ، بما يناسب خصائصهم ويحقق المساواة مع غيرهم، ومن ثم مهدت الطرق بمساراتها لتأمينهم مع مراعاة السيولة المرورية فى نفس الوقت.
 
وبتوجيهاتٍ رئاسيةٍ مباشرةٍ قامت وزارة التربية والتعليم باعتماد العديد من مدارس التربية الخاصة لتستوعب قادرون باختلافٍ، ومن ثم قدمت البرامج التدريبية لمن يقدمون لهم خبرات التعلم أو الرعاية بكل تنوعاتها، واتيحت كافة التجهيزات التعليمية المعينة فى صقل خبراتهم التعليمية والمهنية على السواء.
 
ومن مظاهر اهتمام الدولة بثروتها البشرية وخاصة فئة قادرون باختلافٍ اتاحت لهم وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وسائل مساعدةٍ وتقنياتٍ متنوعةٍ ومتعددةٍ، يسهل الوصول إليها من أى مكانٍ وفى أى وقتٍ، وبصورةٍ ممنهجةٍ تم تدريبهم عليها، وتضمن ذلك كل من المعلم والقادرون باختلافٍ، بما أدى لرفع كفاءة العملية التعليمية برمتها، واهتمت الوزارة أيضًا بتنمية المهارات التقنية التى تزيد من فرصة الالتحاق بسوق العمل؛ فقد منحت شهاداتٌ معتمدةٌ دوليةٌ لاحترافية الحاسب الآلي، وعلى بعض البرامج المتخصصة كالتسويق والصيانة الرقمية والتصميم وإدخال البيانات؛ بالإضافة إلى أن الوزارة قامت بتدشين بوابةٍ رقميةٍ للتواصل مع قادرون باختلافٍ، بما يمكنهم من تسجيل ما يرغبون فيه من أنشطةٍ خاصةٍ بهم، والتسجيل بالمنح التدريبية المخصصة لهم، وهناك أيضًا خدمات البريد الرقمية ومنها الكارت الذكى والذى يسهل معه التواصل وتلبية الاحتياجات والمتطلبات اليومية أو الشهرية.
 
ويصعب أن نغفل ما تقوم به وزارة التضامن الاجتماعى برعاية الوزيرة صاحبة النشاط والهمة فى تقديم العديد من الأنشطة والخدمات والبرامج الاجتماعية والتعليمية والطبية والصحية والترفيهية والرياضية، والبرامج الإرشادية والتدريبية لقادرون باختلافٍ، بالإضافة إلى انتهاج أسلوب التـأهيل المرتكز على المجتمع لدمجهم بالمجتمع، وتقدم خدمات التشغيل المتنوعة لهم، ولأسرهم بأماكن تواجدهم؛ بالإضافة لصناديق الدعم الاستثمارية وكروت الخدمات المتكاملة الذكية.
 
وهناك مؤسسةٌ عظيمةٌ لا تتوانى البتة فى تقديم ما يلزم لدعم قادرون باختلافٍ؛ حيث تقدم القوات المسلحة الأجهزة التعويضية، وتقوم بإلحاقهم بالوظائف المناسبة، وتجرى لهم العمليات والعلاج اللازم لهم، وتسهل لهم ارتياد الأماكن الاجتماعية الخاصة بالمؤسسة العسكرية، وتمنحهم التكريم الذى يرفع من روحهم المعنوية ويزيد من دافعيتهم نحو النهضة والإعمار.
 
إن ما تقدمه الدولة المصرية من سبل رعايةٍ لقادرون باختلافٍ ليس تفضلاً ولكنه حقٌ وواجبٌ ويشير إلى إيمانٍ راسخٍ لدى هذا الشعب العظيم بأن جميع فئات وطوائف الشعب  تمتلك الإرادة والتحدى والعزم والقدرات والقدرة على الإنتاج والعطاء والإبداع؛ فمن خلالهم تنمو القدرات وتستثمر الموارد والطاقات؛ حيث تعتبر الثروة البشرية مصدرًا قوة للدولة، عن طريق تحويلها إلى قدراتٍ وطاقاتٍ اقتصاديةٍ وإنتاجيةٍ، لتحقيق معدلات نمو ونهضة يشيد بها القاصى والداني، لنحيا حياةً كريمةً، وصولًا للرضا وجودة الحياة وتحقيق التنمية الشاملة التى يصبوا ويتطلع لها الجميع.
 
حفظ الله وطننا الغالى وشعبنا الأصيل الأبى وقيادته السياسية الرشيدة أبدَ الدهر. 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة