عصام محمد عبد القادر

طموح الوطن

الأحد، 03 مارس 2024 05:26 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نسعى راغبين تجاه تحقيق أهدافنا والتي غالبًا ما ترتبط بتلبية احتياجاتنا المتنوعة سواءً أكانت مادية أم نفسية، وقد تواجهنا بعض التحديات أو المشكلات أو الصعوبات التي تعرقل مسيرتنا حيال ما نطمح إلى الوصول له، وهذا بأي حال لا يكرس البتة ماهية الفشل في نفوسنا؛ لكن يُحيي مسيرة الأمل بمزيد من العمل والمحاولة المدروسة التي تساعد في تجنب المعوقات بالبحث عن حلول مبتكرة تسهم في بلوغ ما نصبو إليه.

وعندما يتعلق الطموح بالأوطان فإن مقوماته ينبغي أن تقوم على فكر استراتيجي ممتد؛ حيث يتشبع بالتفكير الإيجابي والنظرة المستقبلية التي تتبني سيناريوهات تفاؤلية، وهنا تبدو ملامح الإنجازات متدرجة المستوى؛ فكلما زادت القدرة المادية والمقدرة البشرية غيرت الدولة من استراتيجيتها كي تتناسب مع المستجدات، بما يساعد في التسريع نحو الوصول للمرمى، بل ويمكنها من تبني مرامي أخرى ذات مدى قصير أو بعيد في ضوء طبيعة المتغيرات الداعمة للموقف، والتي ينبغي الاهتمام بها والعمل على استغلالها بصورة وظيفية.

ويرتبط طموح الوطن بمعادلة الوعي الصحيح في أنماطه المختلفة؛ فإذا ما امتلكت القيادة المنوط بها إدارة شئون البلاد ذلك؛ فإنها تحرص بشدة على بث التفاؤل والأمل في النفوس، وتضع رؤية للإصلاح تؤدي إلى الاستمتاع بمفردات الحياة، وبدون شك يمر ذلك بمرحلة تقويم تساعد الجميع في استثمار ما يمتلكون من طاقات بغية تحقيق غايات الدولة العليا؛ فتبدو أحاسيسهم ومشاعرهم متعلقة بالشأن العام، ولا ريب أن ذلك يعمل على إضعاف المشاعر في صورتها السلبية؛ ليتأكد لدى ذوات الأفراد أن الوصول إلى الطموح مرهون باستمرارية حالة الإيجابية بين المجتمع مشفوعة بأمل مستقبله المشرق.

وبمطالعة خطابات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي نجد أن سياج الأحداث لا تنفك عن طموحات تلو طموحات مصبوغة بالأمل والتفاؤل؛ حيث بات تقييم الأحداث لا يتوقف عند حل مشكلات أو التغلب على معوقات أو إنهاء أزمات؛ لكن الأمر أبعد من هذا المنظور؛ فقد رأينا في مشروعات الدولة القومية مراحل لها دلالة قاطعة، تتمثل في أن فلسفة بناء الوطن تقوم على ماهية الطموح المستند على تفكير ابتكاري يُسهم في خلق فرص لا تنتهي، ومن ثم تخرج الدولة من حالة العوز لحالة الرفاهية وجودة الحياة المنشودة.

ودعونا لا نكن فريسة للشائعات المغرضة التي تطلقها جماعات وفئات ضالة ومضلة تود إفساد ما نطمح إليه، بل وإضعاف حالة الإيجابية وتكريس السلبية؛ لتتفتت الجهود، وتضعف الهمم بين أفراد المجتمع، ناهيك عن فقد الثقة؛ ولندرك أن الحياة وبهجتها وبلوغ السعادة في جوانبها المتباينة قائمة على ما ندعو إليه من طموح مشروع مرغوب فيه، يصقل لدى الفرد الثقة بالنفس، ويحضه على مزيد من العمل والأمل؛ فيتوافق مع ما يمر به من مواقف ضاغطة، ويتغلب عليها ويتجاوزها؛ لينال ما يتمناه.

وفي المقابل عندما ينساق الفرد تجاه معلومات مغلوطة، وتفسيرات تحمل في طياتها التشكيك، ووجهات النظر التي تحمل الريبة والاتهام غير المبرر أو غير المستند على شاهد ودليل، والأكاذيب الباطلة، فإنه يعاني من توافق وتكيف صحيح مع نفسه، ويتمكن الإحباط منه؛ فيصبح عاجزًا عن التفكير، لا يستطيع أن يواجه ما يتعرض له من صعوبات، ومن ثم لا يتحرر من قيود النمطية في الأداء أو الممارسة؛ فيصير وجدانه مشوبًا وأمله في مستقبله موقوفًا أو غير واضح الملامح؛ فلا رؤية مستقبلية يتبناها؛ نظرًا لأن جميع سيناريوهاته تشاؤمية.

إن ما لدينا من وجدان وهبنا الله إياه، في احتياج لأن نملئه بالمشاعر الإيجابية التي تلبي مقومات البهجة والفرح والمتعة في القلوب والأنفس، وترقى بالفكر ليتوجه إلى ملامح المستقبل المشرق، مبتعدًا عن كل ما يغلق مساراته، ويحوله عن وجهته؛ فيصبح كل منا راضيًا مرضيًا بما يعمل ويحصد، محاولًا تحقيق طموحه، مقبلًا على الحياة، يستشعر الراحة ويقاوم كل ما قد يؤدي إلى إشاعة المناخ السلبي.

إن حفاظنا على ما نمتلك من رأس مال نفسي إيجابي يحمل الأمل والتفاؤل والطموح أمر بالغ الأهمية؛ إذ ينبغي أن نترجمه لأداء فاعل في البناء والعمل والإنجاز؛ فنستمتع بما نقوم به، ونشعر بالفخر لما نصل إليه من نتائج على أرض الواقع؛ فنحن المصريين نمتلك دفء المشاعر والأحاسيس الجميلة التي تحركنا تجاه ما نتمنى وما نتطلع من طموح لا ينتهي ولا يتوقف؛ فالعجلة تدور في الاتجاه الصحيح، وعلينا أن ندفعها تجاه ما نطمح ونتمنى لأن تكون عليه بلادنا الغالية التي تبدو في أفئدتنا مستقرة باقية.

حفظ الله وطننا الغالي وقيادته السياسية الرشيدة أبدَ الدهر.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة